مقاتلو الأكراد يتعلمون القراءة والكتابة لمحاربة داعش
    

يترك هكار مصطفى من قوات البيشمركة الكردية سلاحه جانبا كل مساء، ويجلس على مقعد خشبي وأمامه دفتر وقلم، في غرفة على ضفاف نهر الخازر في شمال العراق، ليتعلم القراءة والكتابة في صف عسكري.

الشاب البالغ 21 عاما هو واحد من عشرات عناصر البيشمركة التي تخوض منذ أكثر من عام معارك ضد تنظيم داعش، يخضعون لدورة محو الأمية تنظمها قيادتهم في قرية بحرة قرب خطوط التماس.

وبحسب وزارة التربية في حكومة كردستان، تبلغ نسبة الأمية حاليا في الإقليم 15%، بعدما وصلت في التسعينيات من القرن الماضي إلى نحو 32%. ويعود ارتفاع النسبة في السابق إلى ظروف الحرب والعقوبات الدولية التي فرضت على العراق بعد 1991، والاقتتال الداخلي بين الأكراد.

ويشار إلى أن العديد منهم وقعوا أسرى لدى التنظيم المتطرف، نظرا لعدم قدرتهم على القراءة. ويقول شاهد: "العديد من زملائنا وقعوا في أيدي الأعداء بطريق الخطأ، لأنهم أميون ولم يعرفوا أين هم، أو قراءة العلامات التي تدل على أنهم وصلوا إلى مناطق خطرة و(يفترض بهم) عدم تجاوزها".

ويسيطر التنظيم المتطرف على أجزاء من شمال العراق وغربه منذ هجوم كاسح شنه في يونيو 2014. وشن التنظيم في أغسطس هجوما متجددا في الشمال اقترب فيه من حدود إقليم كردستان. ويتواجه المتطرفون والأكراد الذين استعادوا بعض المناطق بدعم من ضربات جوية لتحالف دولي تقوده واشنطن، في خطوط مواجهة تمتد مئات الكيلومترات.

ويضيف شاهد آخر يدعى بدر الدين بيرو عزيز "عندما كنا نتوجه إلى أي مكان كان علينا سؤال الآخرين للاستدلال على المكان الذي نقصده، كنا نرى أنفسنا ضعفاء".

ويضيف الشاب (21 عاما) "حاليا أستطيع قراءة اسمي واسم والدي وأمور أخرى".

ولا يخفي مصطفى فخره بما أنجز، قائلا "بت قادرا على إرسال رسالة نصية بالهاتف الخليوي إلى زملائي، وهذا ما لم أكن أستطيع القيام به سابقا".

 

محرر الموقع : 2015 - 06 - 30