مِنْ كُتَّاب دَرَّاسَاتٍ فِي التَّارِيخِ الْإِسْلَامِيِّ.. لِسَمَاحَةِ آيَةِ اللَّهِ الشَّيْخِ النَّاصِرِيِّ: ذِكْرَى الْمَبْعَثِ النُّبُوَِّيِّ الشَّرِيفِ
    

تزامنا مع ذكرى المبعث النبوي الشريف يسلط "مركز التضامن للإعلام" الضوء ،على كتاب دراسات في التاريخ الإسلامي لمؤلفه سماحة آية الله الشيخ محمد باقر الناصري، الذي تناول هذه الذكرى المباركة والعظيمة في كتابه، حيث كتب سماحته:

ما إن تم لمحمد بن عبد الله (ص) من العمر أربعون عاما وهي سن نضجت فيها كافة مواهبه، وتكاملت جميع صفاته الحميدة الموروثة والمكتسبة حتى أصبح معدا لأمر عظيم، ومهيئا لحمل الرسالة الإلهية.

وكان الطريق المألوف لتبليغ الأحكام الإلهية إلى الرسول الجديد هو الأمين جبرائيل (ع) حين هبط عليه وهو يتعبد في غار حراء بالقرب من مكة ] إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ... [.

 

فعندما شمر الرسول العظيم عن ساعد الجسد للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وجهر بالأمر في رحاب قريش حين أعلن للناس يدعوهم إلى الفلاح والسعادة بالاعتراف لله بالربوبية ونبذ عبادة الأصنام، والاعتراف لمحمد بالنبوة والرسالة العامة المطلقة للبشر كافة ] لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين [.

]

 قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون[.

 

فكان أول سمع تطرقه الدعوة الإسلامية هو سمع خديجة بنت خويلد زوجة محمد (ص) حين اسر إليها النبي بما أوحى الله إليه  في غار حراء وحدثها بأمر الله  له أن يقرأ ويصدع بالأمر ويدعو لعبادة الواحد القهار وكم كانت خديجة عظيمة من عظماء التاريخ حين فتحت سمعها لرسول الله (ص) وآمنت به وعززته ووعدته بالنصر والظهور  كما يجسد إيمانها الصحيح كلامها الذي سجله التاريخ بتجلة واحترام (( ابشر يا ابن العم واثبت فو الذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة, و والله لا يخزيك الله أبدا انك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري وتعين على نوائب الحق))

 

ثم جاء دور النصير الأول للإسلام ذاك هو علي بن أبي طالب (ع) حيث شد الله به عضد محمد لرفع راية الإسلام  وهو أول من امن بالنبي (ص) من الرجال  , كم كان علي عظيما من عظما التاريخ حين اطلع على ما بعث به أستاذه ومربيه فأسرع للإيمان برسالة الإسلام ونبوة محمد (ص) ولازال قوله خالدا ابد الدهر حين عرض عليه الإسلام وبد له أن يشاور أباه أبا طالب في التصديق بالدين الجديد والدخول فيه (( لقد خلقني الله من غير إن يشاور أبا طالب فما حاجتي أنا إلى مشاورته لأعبد الله ))

 

ونهض الرسول العظيم بأمر الله تعالى فيمارس أول عمل علني جماعي في شرح أهداف دعوته مهتديا بهدي الله له ( وانذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين)

 

نعم نهض محمد (ص) يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ويجادلهم بالتي هي أحسن  نهض لينقذ الناس من الجهالة وحيرة الضلالة وعبادة الأوثان إلى النور والهدى وعبادة الملك الديان   نهض ليخلص البشرية من ويلاتها وشقائها الذين حولا البشرية إلى قطعان من الوحوش يفتك بعضهم ببعض ويستغل بعضهم بعضا  نهض ليعطي للإنسان كرامته وللحياة حقها ولكن النفوس المريضة، والعقول المتحجرة أبت على النبي دعوته وأصرت على عنادها متذرعة لذلك بأوهى الحجج وأتفه الأسباب. 

محرر الموقع : 2017 - 04 - 25