د.نوفل ابو رغيف : مشكلة الفساد الإداري والتراجع السياسي والرؤى القاصرة ونطرية المؤامرة هي التي أوصلتنا الى ما نحن عليه الان
    
ابو رغيف :هناك  ثمة اخطاء  و ملاحظات  في العمق في عمل الحكومة والواقع االتشريعي والتنفيذي والرقابي لكنها لايمكن ان تكون عامة
مدير عام دار ثقافة الأطفال : لانحتاج الى الزعيق الذي يمارسه السياسيون الذين   يزعجنا  نعيقهم لان هذا  المنطق  يفقدهم القدرة في السيطرة على النفس 
د.نوفل أبو رغيف يؤكد ضرورة ان تصنع  النخبة السياسية والثقافية  وعياً جماهيرياً  راكداً  يطلق رسائل مهمة  وايجابية لمن هم خارج  العراق 
سعد محمد الكعبي
أكد د. نوفل ابو رغيف مدير عام دار ثقافة الاطفال ان مجتمعنا اليوم أحوج مايكون  الى تكريس ثقافة البناء, بناء الذوات والنفس وثقافة الوعي الوطني ,فالذي أوصل العراق الى هذه المرحلة هي السياسات الخاطئة والرؤى القاصرة ونطرية المؤامرة و الأبعاد وسوء الظن بالأخر ، مضيفاً ان جزء من البنية التنفيذية انه  ليست هناك رؤية في الدولة انا شخصيا لا اشعر ان لدى هذه الحكومة ولا التي سبقتها رؤية واضحة للواقع ,فعلينا الان  ان نحدد الأولويات لاننا أمام عدو شرس اسمه داعش علينا ان نتضامن جميعا   لمحاربته وكبح جماحه وهنا على المثقف ان يقوم بدور اكبر فيجب ان لايقتصر دوره على هذا الدور الكمالي الذي يلعبه الان فعندما ننظر الى شبابنا في جبهات القتال نخجل من أنفسنا لاننا لانحرك ساكنا لمؤزارتهم .
وألمح ابو رغيف في تصريح صحفي الى ان المشكلة الاساسية التي اوصلتنا الى ما نحن عليه الان هي مشكلة الفساد الاداري والتراجع السياسي كل الذي نعانيه مرتبط بالثقاقة فطريقة الاداء البرلماني والاداء السياسي  تتعلق بمدى ما يتحصل عليه المعنيون من ثقافة ، فعندما يأتي الاطفال ليفجروا انفسهم الا يمثل هذا  ثقافة فاسدة اذن اليوم المشكلة الاساسية التي يجب ان يصرف عليها مال ووقت وبحوث هي المشكلة الثقافية لذلك أصبح علينا اليوم ان نعترف ان المفصلية الاولى ان هناك قصور بالثقافة الوطنية و طريقة فهم الاشياء والتعاطي مع الازمات .
وحول المشهد السياسي الان قال ، لا اجد انه معتماً  لهذا الحد وسوداوياً بشكل  مطلق  فاذا  كانت  السوداوية  تسيطر علينا  ينبغي  علينا  ان  نغادر وننهي الموضوع فهناك  بصيص ضوء ،هناك مناطق بيضاء ،هناك اجزاء ممتلئة من القدح  ينبغي ان  ننظر اليها ونتفاءل بها  ،نستطيع ان نقول ان البرلمان العراقي  ليس  كله سيئاً   بالتأكيد هناك  ثمة اخطاء  و ملاحظات  في العمق في عمل الحكومة والواقع االتشريعي والتنفيذي والرقابي لكنها لايمكن ان تكون عامة .
وعن دور النخبة في معالجة الاخطاء التي رافقت العملية السياسية أوضح ابو رغيف ،ان مهمتنا نحن    النخبة  ان  نضيئ المناطق  البيضاء الناصعة  ونستقطب ونوجه  أنظار  الجمهور اليها  و  لانحتاج الى الزعيق الذي يمارسه السياسيون الذين   يزعجنا  نعيقهم لان هذا  المنطق  يفقدهم القدرة في السيطرة على النفس  والتلفظ  بالفاظ  بذيئة هم في  غنى عنها في الوقت الذي  يفترض  من النخبة السياسية وغيرها من النخب  ان  تصنع  وعياً جماهيرياً  راكداً  يطلق رسائل مهمة  وايجابية لمن هم خارج  العراق  و يتابعون   التجربة  الديمقراطية في بلدنا ، فعلى المثقف ان يكون  سببا في  أيجاد التغيير الحقيقي  فلا  ينبغي على المثقف ان  يكون  اداة  طيعة   او حالة   بعيدة ومستقلة ، فنحن الان نريد ان نلم الجراح نريد ان نلم الشمل وهذا شبه مستحيل لان فلسفة الحياة  تقوم على الصراع والتنافس بين الجهات وإلاطراف المتعددة لكن  بشكل عام نحاول ان نوازن بين كل هذا ، وشدد قائلا ، الوسط الثقافي ليس  اقل  التباسا من الوسط السياسي  ثمة إشكالية مزمنة  بين السياسي والمثقف فالاخير   بعد  أحداث 2003 قد  اسهم بشكل قصدي وغير قصدي في  الإيغال  في تكريس بعض المفاهيم عند الناس منها  عقدة اليأس من المجتمع فتارة تشعر  بعزلته  عن المجتمع وتارة يتعامل  بفوقية وكذلك السياسي نراه بعيدا   عن   الشأن الثقافي  وهذا بالطبع  يسبب  الكثير من الإشكالات ، فعلى المثقف ان يتصالح مع نفسه وكذلك السياسي فشهر رمضان يوفر لنا مساحة عريضة لمراجعة النفس و الالتفات الى ماهو اكبر فعندما تسود   ثقافة الحب وحسن الظن سيتقبل كل  منا الاخر عندها ستتتكامل الأدوار وسننهض بالعراق من جديد ..
وفي معرض رده حول قدرة المثقف على ادارة الدول قال ابو رغيف ، انا لااعتقد ان العقل المثقف قادر على ادارة دولة ، الدولة لها استحقاقاتها لها منطق و وعي خاصة لها إمكانات وقدرات لاينبغي ان نتوقع انها متوفرة للمثقف فدورنا ان نفتح هوة في هذا المشهد المعتم لان بلدنا لم يعد يحتمل مزيد من الطعنات فنحن بلد استراتيجي  فهناك اجندات واجهزة مخابرات عالمية تتدخل  من اجل خرابه ، فأقول لايمكن ان نتوقع بلدا ورديا هناك دول فقيرة لاتمتلك حضارتنا ولا تاريخنا لكنها تعيش بسلام وأمان،  نحن ندفع ضريبة العمق التاريخي والحضاري والاستراتيجي .
عن   قدرة الجيل الجديد في صناعة مرحلة ثقافية مستقبلية قال ، هذا الجيل بصراحة لايمتلك ملامح واضحة لعل الملمح الأساسي الأبرز ان بنية هذا الجيل هو عدم وجود ملامح فحالة التشظي والالتباس وحالة التداخل في المفاهيم والقيم وكيفية تشخيص القراءات هذه هي السمة الأساسية الطاغية لجيل بعد 203 نحن نستمع الى شاعر كبير وصحفي كبير في العشرينات من عمره فمتى اختمرت التجربة ونضجت لديه هذا سببه الفوضى العارمة والمجانية في فهم الثقافة.
محرر الموقع : 2015 - 07 - 06