استقالة وزير المالية اليوناني بعد فوز المعارضين لخطة الدائنين
    

عقب ساعات قليلة من رفض غالبية اليونانيين شروط التقشف لخطة الدائنين في الاستفتاء الذي أجري الأحد، أعلن وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس استقالته من مهام منصبه، إذ "يفضل الشركاء الأوروبيون غيابه عن الاجتماعات".

أعلن وزير مالية اليونان يانيس فاروفاكيس استقالته اليوم الاثنين (6 تموز/ يوليو 2015) بعد يوم من رفض اليونانيين لشروط خطة الإنقاذ الاقتصادي لبلادهم. وقال فاروفاكيس في بيان إنه "أُخطر" بأن بعض الأعضاء في منطقة اليورو يعتبرونه غير موضع ترحيب في اجتماعات وزراء المالية، مضيفاً أن "رئيس الوزراء رأى أن هذه الفكرة قد تساعده على التوصل إلى اتفاق. لهذا السبب سأترك وزارة المالية اليوم".

 

ويبدأ قادة الاتحاد الأوروبي الاثنين مشاورات مكثفة لتقييم انعكاسات الرفض الواضح لليونانيين عبر استفتاء لخطة الدائنين ولإعداد إستراتيجية للمستقبل. وبعد فوز "لا" بنسبة 61.31 بالمئة في استفتاء الأحد وفق النتائج النهائية، يسود الغموض مسالة بقاء اليونان في منطقة اليورو.

ومساء الأحد بدت ألمانيا من جهة وفرنسا وإيطاليا من جهة أخرى غير متفقين على كيفية الرد على هذه النتيجة، وتظاهرت اثينا بعدم وجود أي مشكلة تعيق عودتها للتفاوض بداية من الاثنين. لكن الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "اتفقا" على الأقل على وجوب "احترام تصويت" اليونانيين وعلى الدعوة لقمة لمنطقة اليورو ستعقد الثلاثاء في بروكسل. كما أكدت المفوضية الأوروبية من جهتها أنها "تحترم نتيجة" الاستفتاء.

وفي حين كان أنصار "لا" يحتفلون في صخب بفوزهم في اثينا، كانت برلين قد ردت الفعل بشكل قوي. وقال وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابرييل الأحد إنه "يصعب تصور" إجراء مفاوضات جديدة بين الأوروبيين واثينا بعد رفض غالبية اليونانيين خطة الدائنين.

بل اعتبر غابرييل في مقابلة مع صحيفة تاغسبيغل أن رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس "قطع آخر الجسور" بين بلاده وأوروبا.

كما اعتبر يروين ديسلبلوم رئيس مجلس وزراء مالية منطقة اليورو ووزير مالية هولندا أن فوز لا في الاستفتاء "أمر مؤسف جداً لمستقبل اليونان". أما وزير المالية السلوفاكي بيتر كازيمير فقد اعتبر أن خروج اليونان من منطقة اليورو أصبح "سيناريو واقعياً".

لكن في الأثناء أكد تسيبراس لمواطنيه أن نتيجة الاستفتاء لا تعني أبداً "قطيعة مع أوروبا" بل بالعكس "تعزيزاً لقدرة (حكومته) على التفاوض" مضيفاً "ستطرح هذه المرة مسالة الديون على طاولة" المفاوضات. من جهته اعتبر وزير المالية يانيس فاروفاكيس أن نتيجة الاستفتاء تمثل "أداة لمد اليد لشركائنا".

وتباحث اولاند مساء الأحد مع تسيبراس وسيستقبل ميركل مساء الاثنين في باريس "لتقييم انعكاسات الاستفتاء في اليونان" قبل قمة منطقة اليورو. وقبل ذلك يجري رئس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر مشاورات صباح الاثنين عبر مؤتمر هاتفي مع رئيس مجلس وزراء مالية منطقة اليورو يروين ديسلبلوم ورئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك ورئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي.

ع.غ/ ح.ز (د ب أ، آ ف ب، رويترز)

محرر الموقع : 2015 - 07 - 06