دور العشائر ترسيخ لفتاوى المرجعية
    

     تعتبر العشائر العراقية, ركيزة أساسية في حفظ النسيج الاجتماعي والدفاع عنه؛ وذلك عبر التاريخ المعاصر, حيث كان للعشائر موقفاً وطنياً مشرفاً, العشائر العراقية, تختلف عن مثيلاتها في البلدان الأخرى, كونها تتكون من نسيج اجتماعي متجانس, يجمع أطباع البداوة ونكهة الريف, مع حضارة المدن, ما يجعلها لا تميل للتعصب القبلي, ألبعيد عن روح الإسلام.

      إن تمسكها بفتاوى المرجعية الدينية, وتقديم أبناءها دون الوطن, دليل عن عمق العلاقة, وقوة الآصرة بين العشيرة والوطن, حيث يلقى صدور الفتاوى, ترحيب واسع لدى العشائر, للدفاع عن البلاد والمقدسات, فمنذ التصدي للاحتلال البريطاني, أثناء عشرينيات القرن الماضي, مرورا بمواجهة العشائر للأنظمة الحاكمة, وما الانتفاضة الشعبانية, إلا عنواناً بارزاً لذلك التلاحم المصيري.

     أما ما جرى مؤخراً, واستجابةً لفتوى الجهاد ضد العصابات الإرهابية, تجد أبناء العشائر, قد سطروا أروع المواقف الوطنية, ولم يقتصر دور العشائر, على البعد الدفاعي عن الوطن, إنما تعداهُ للمحافظة على البناء الاجتماعي, وحماية الاقتصاد الوطني, والدفاع عن العملية السياسية, ونبذ الخلافات سعياً للقضاء عليها.

    كما ساهمت بعض العشائر, بخلق بيئة أمنة, لعودة النازحين إلى أوطانهم, مع تقديم الدعم للجهات الأمنية, ومساعدتها في عدم استخدام السلاح بشكل عشوائي, وتبني المنهج الإسلامي والوطني, من خلال إقامة مبادرات المصالحة الوطنية, التي لا أن يكتب لها النجاح, إلا بالتقاء الجميع في نقطة المنتصف, لحرمة سفك الدم. أكدت العشائر العراقية, تماشياً مع الفتاوى المرجعية, بعدم السكوت عن الإساءة, أيما كان مصدرها, لاحترام مبدأ صيانة الدم العراقي, إذ تعتبرها مسؤولية تاريخية,منطلقة من أخلاق وسلوكيات أبناء الوطن الواحد, لإشاعة روح المحبة والإخوة والتلاحم.

      يتضح لنا أن العشائر العراقية, عليها الثقل الأكبر بعد المرجعية الرشيدة, للدفاع عن العراق, والذود عن مقدساته, لأخذ زمام المبادرة, للعبور إلى بر الأمان, بالقضاء على محاولات النيل من الشعب العراقي.

عمار العامري

محرر الموقع : 2015 - 02 - 27