قِشَّةُ الحَشْدِ وَجِذْعُ المَوصِلِ
    
  عجباً؛ كيف يرى السّادة في (المكوّن السّنّي) القِشّة، مهما صَغُرت، في الحشد الشعبي ولكنهم لا يَرَوْن جذع الارهابيين في الموصل مهما كبر؟!.
   اتساءل ويتساءل كثيرون، الم يروا ما حلّ بالموصل؟ الم يتابعوا جريمة الارهابيين الجديدة في تدمير التاريخ والحضارة والتراث؟ فلماذا لم ينبِسوا ببنتِ شَفةٍ وكأنّهم {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ}؟.
   لماذا يستنفروا كلّ حواسّهم عندما يتعلق الامر بالحشد الشعبي فيرصدوا منه الخرق مهما كان تافهاً او بسيطاً ليُقيموا الدّنيا ولا يُقعِدوها صراخاً وعويلاً وولولة، فيما يتشاغلون عن جرائم الارهابيين مهما عظُمت؟!.
   الا يعني هذا ان المستهدف هو الحشد الشعبي تحديداً؟ والمستهدف هو انتصاراتهم وإنجازاتهم العظيمة التي عجز عن تحقيقها كثيرون؟.
   أوَليست الموصل مدينتهم؟ اوليس اَهلها اهلهم؟ اوليس تراثها وحضارتها وتاريخها ومساجدها وكنائسها ومراقدها تراثهم وحضارتهم وتاريخهم ومساجدهم وكنائسهم ومراقدهم؟ فلماذا لا يستنكروا ما يفعله بكل هذا الارهابيون من جرائم بشعة يندى لها جبين الانسانيّة؟.
   اوليس أعراض الموصل اعراضهم؟ اوليس ناموسها ناموسهم؟ فلماذا لا يتحّركون لإنقاذ ما بقي من شرف الموصل الذي استباحه الارهابيون؟.
   ام انّ الارهابيين منهم واليهم، وهم منهم واليهم؟ ام ماذا؟.
   اريدُ جواباً مقنعاً من السّادة في (المكوّن السّنّي) فلقد بَلَغَ السيلُ الزّبى ولم يعد العراقيون قادرين على فهم سكوتهم وصمتهم المريب الذي يشبه صمت اهل القبور.
   اريدُ جواباً مقنعاً لسكوتهم عن جريمة الارهابيين اليوم وفي كل يوم، والا فالشكوك التي تحوم حولهم ستتحول الى يقين!.
   لماذا لا يعقد السادة النّواب من (المكوّن السّني) مؤتمراً صحفياً، كعادتهم عندما يَرَوْن قشّة الحشد الشعبي، لإدانة الجريمة واستنكارها بأشدِّ العبارات، وذلك أضعف الإيمان؟.
   لماذا لا يظهرون على الفضائيّات، كعادتهم عندما يَرَوْن عن بعد قشّة الحشد الشعبي، ليولولوا ويصرخوا ويشجبوا ويتباكوا ويلطموا؟.
   لماذا لا يشكّلون وفوداً تجوب عواصم الغرب، ومنها واشنطن، كعادتهم عندما يَرَوْن قشّة الحشد الشعبي، ليشتكوا على ومن جرائم الارهابيين؟.
   لماذا لا نسمع لهم حتى حسيساً، وليس صراخاً كعادتهم عندما يَرَوْن قشّة الحشد الشعبي، وهم يَرَوْن جذوع الارهابيين في الموصل الحدباء؟.
   قولوا لنا بصراحة، فسكوتُكم مريب وصمتُكم يُثير الشكوك وغضّكم الطرف مشبوه وتشاغلكم بلا معنى حدِّ القَرَف!.
   لو كنتم {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} لسلّمنا وبرّرنا وسامحنا وأعذرنا، ولكن الامر ليس كذلك، والدليل على ذلك أنكم تَرَون القشّة في الحشد الشعبي فكيف لا ترون الجذع في الموصل؟.
   الا يعني أَنّ في الامر (إنَّ) وانَّ وراء الاكَمَةِ ما وراءها؟.
   كم اتمنّى ان تتحلّوا بشجاعتكم (المعهودة) فتصرّحوا بالحقيقة التي لم يعُد بامكانكم اخفاءها فلقد فضحتكم نظراتكم!.
   وصدق من قال؛
   انّ لله في خلقه شؤون، والعاقبة للمتقين!.
نــــــــــزار حيدر
محرر الموقع : 2015 - 02 - 28