((احياء ذكرى الامام السجاد في مؤسسة الامام المنتظر في السويد (( تقرير مصور
    

إبتدأت الليلة الأولى لإحياء ذكرى إستشهاد الإمام زين العابدين(ع) بتلاوة آيات من القرآن الحكيم تلاها الحاج أبو علي الكربلائي والذي قرأ دعاء كميل بن زياد عليه الرحمة لليلة الجمعة تبعه زياة الإمام الحسين(ع) وبقية شهداء الطف.

ثم إبتدأ المجلس الحسيني لسماحة السيد جلال الموسوي قادماُ من قم المقدسة قرأ في بدايته جزء من شعر الفرزدق:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

 

والبيت يعـرفه والحـل والحـرم

هذا ابن خيـر عباد الله كلهـم

 

هذا التقي النقي الطاهر العلم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله

 

بـجده أنبيـاء الله قـد ختمـوا

وليـس قـولك من هذا بضائـره

 

العرب تعرف من أنكرت والعجم

 

ألقاه أمام الحاكم الأموي الهشام بن عبد الملك بن مروان حين جاء ليرفع الحجر الأسود في الكعبة فلم يستطع فجاء الإمام زين العابدين(ع) فإنشق الناس لصفين ووصل الى الحجر الأسود وقبله فإغتاض فسأله أحد أتباعه عن الإمام علي بن الحسين(ع) فزعم أنه لا يعرفه. فطلب الهشام من الفرسدق أن ينشد الشعر في بني أمية كما أنشد في أهل البيت(ع) فقال له الفرسدق هات جداً كجده وأباً كأبه وأماً كأمه وسأنشدك شعراً كما أنشدته أيحق لكم أن تقيسوا أنفسكم بهؤلاء أهل البيت الطاهر.

ثم سرد قصة زواج الإمام الحسين(ع) بأم الإمام زين العابدين(ع) التي كانت بنت ملك الفرس يزدجرد بإسم شاهزنان أي سيدة النساء والتي كانت نصيب الإمام علي عليه السلام فأعتقها وزوجها بالإمام الحسين عليه السلام وغيّر إسمها إلى شهربانو أي سيدة المدينة مبلغها أن ليس هناك سيدة للنساء غير فاطمة الزهراء سلام الله عليها. فأنجبت الإمام زين العابدين وتوفيت في الولادة. فكان نسب الإمام السجاد(ع) من خيرة العرب وهم بني هاشم من قريش وخيرة العجم وهم ملوك فارس.

وسمي زين العابدين لأنه وحسب الزهري من كبار علماء أهل السنة قال أن إبن عباس عن رسول الله(ص)إنه إذا كان يوم القيامة نادى منادي من بطنان العرش: "فليقم زين العابدين" فيقوم ولدي علي بن الحسين(ع)فيخطر الصفوف. فلذلك كانت تسميته تسمية إلهية.

عاش الإمام السجاد(ع) في أصعب فترة مرت على الأئمة حيث كانت هجمة شرسة من بني أمية على بني هاشم. فإستشهاد الإمام الحسين(ع) الذي كان بداية لإمامة الإمام زين العابدين(ع) فان المجتمع الإسلامي يغلي بالثورات والإنتفاضات. لذلك كان الإمام مستهدف من قبل عتاة حكام بني إمية فكانوا يراقبونه مراقبة شديدة.

ثم عرض الثورات التي حدثت في زمن الإمام السجاد(ع) إبتداءً من ثورة التوابين ثم ثورة المختار ثم ثورة عبد الله بن الزبير في مكة ثم إنفصال الكوفة عن الحكم الأموي. فكثير منها كانت تنتظر من الإمام الدعم أو الشرعنة على الأقل ولكن الإمام لم يستطع التصريح بدعمه لهذه الثورات رغم مشروعيتها وكان الإمام يؤيد بعضها سراً لأنها كانت مشروعة كثورة المختار.

لذلك يستدل كثير من العلماء على أن لايجوز سفك الدماء إلا بأمر من الإمام أو المشرّع حتى لو كان سفك الدماء هذا شرعياً.

بعدها تطرق الى بعض مناقب الإمام السجاد(ع) منها حين كان عبد له يسكب له ماء الوضوء من إبريق فسقط الأبريق على رأس الإمام فأحدث جرحاً عميقاً في رأسه فقرأ العبد الآية الكريمة للإمام "والكاظمين الغيض" قال الإمام "كظمت غيضي" قال العبد "والعافين عن الناس". قال الإمام "عفوت عنك". فأكمل العبد الآية "والله يحب المحسنين" فقال الإمام "إذهب فأنت حر لوجه الله". هذه الرواية منقولة أيضاً عن الإمام الكاظم(ع).

أما الصحيفة السجادية التي عرفت عن الإمام السجاد(ع) كانت مدرسة تربوية يريد بها إصلاح الإنسان المسلم بنزع حب الدنيا والتوجه الى الآخرة وتهذيب النفس. هذه هي جزء من التقية التي عرف بها الإمام السجاد(ع) اما الجزء الآخر هو عدم إشتراك الإمام السجاد(ع) في الثورات العلوية للحفاظ على الصفوة من الشيعة حيث كان يعلم أن هذه الثورات لن تنجح وسيفنى الكيان الشيعي إذا خرج كله ضد الحاكم الظالم. أما الوجه الآخر من التقية هي عدم البوح بالمعتقد والولاء الكامل لألا يتعرض الإنسان الى القتل أو السجن أو المحاربة من قبل الحاكم الظالم.

أما الدور الآخر الذي كان يلعبه الإمام هو إضهار أحقية أهل البيت عن طريق إظهار مظلوميتهم وإستخدمها في مقارعة الحكام الظالمين وذلك بالإستفادة من الحوادث في مقارنتها بحادثة الطف ليذكر الناس بالفاجعة.

وإختتم السيد الموسوي بذكر المصيبة الأليمة في كربلاء.

ثم جاء دور الرادود الحسيني الحاج هادي الصواف بالقصائد الحسينية. بعده قام الطفل أيمن الموسوي بقرائة قصيدة من الشعر الشعبي بهذه المناسبة وإنفض المجلس بدعوة الحضور لتناول طعام العشاء ببركة هذه المناسبة.

 

 

********************

إبتدأ اليوم الثاني بتلاوة مباركة من القرآن الكريم بصوت الحاج أبو علي الكربلائي تبعه بزيارة الإمام الحسين عليه السلام وباقي شهداء الطف.

ثم بدأ الخطيب الحسيني سماحة السيد جلال الموسوي مجلس اليوم بالآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم: "يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون" سورة الصف أية 8.

المتتبع للأديان والمذاهب يجد أن مذهب اهل البيت هو أكثر المذاهب والأديان تعرضا للملاحقة والمضايقة والعداء منذ فجر الإسلام وحتى يومنا هذا. أما المذاهب الإسلامية الأخرى فكانت تحظى برعاية المؤسسة الحاكمة. مع ذلك استطاع أن يصمد أكثر من أي مذهب آخر رغم بعض الانشقاقات والتفرعات كالزيدية نسبة الى زيد بن علي بن الحسين والإسماعيلية والحنفية نسبة الى محمد بن الحنفية بن أمير المؤمنين والفطحية والواقفية. لكن كل هذه المذاهب لم تؤثر على قوة المذهب الشيعية الإثناعشرية واستمراريته فهم شيعة علي(ع) الذين قال عنهم رسول الله(ص) أنهم هم الفائزون.

فقد حورب علي وشيعته منذ رسول الله فلم يبق من شيعة علي في زمن رسول الله(ص) بعد وفاته إلا ونفي أو قتل أو سجن أو حورب.

أن صمود هذا المذهب تعود الى قوة ركائزه وأفكاره التي ضحى الكثير بالنفوس ليصل لنا هذا المذهب نقياً صافياً. هذه الركائز كثيرة أهمها:

1.      التشريع: وهي التشريعات الإلاهية التي تختلف عن باقي المذاهب الإسلامية فقد صرح الرسول(ص) أن الخلفاء من بعدة إثنى عشر. فالأحكام التي نعتمدها تأتي من الإمام المعصوم المنصب من الله سبحانه وتعالى فهي إلهية.

2.      المرجعية: فقد مهّد الأئمة منذ الإمام الرضا(ع)للمرجعية الشيعية. فقد كانوا يرجعون الموالين الى الفقهاء من أتباع أهل البيت(ع). فهناك روايات وأحداث عن الأئمة وبالخصوص الإمام المنتظر برجوع الناس الى المراجع التي تتوفر فيهم مواصفات خاصة. فتجد المواقف المشرعة لمراجع الشيعة عبر التاريخ وحتى يومنا هذا تحفض دماء المسلمين وتقارع الظالمين وتوئد الفتن وتجمع الأمة.

3.      الإستقلال عن السلطة: فالمرجعية تعتمد على الخمس والزكات وليس لديها أي علاقة بالحكومات عبر التاريخ فلا يضطرون الى التملق للحكام. لذلك لايتأثر المذهب بالتغير الذي حصل عبر التاريخ محافظين على إستقلاليتهم.

4.      الإعلام الشيعي: فلا نبالغ أن أعظم وأكبر إعلام في العالم هو الإعلام الشيعي. فالمجالس الحسينية طول السنة عبر القرون والذي كان خطابه موحد وواضح مأخوذ من المعصوم ليحافظ على المبادئ الإسلامية. فيجب علينا تنزيه وتهذيب هذا الإعلام للوصول الى كل العالم ليكون بصورة صحيحة يجذب القلوب ويحاكي العقول بالسلوك السليم والمنطق الصحيح. فقد إستخدم الإمام السجاد الإعلام في الشام حين إستخدم المنبر للإعلام ليعري بني أمية. وحيث أوصى الإمام الباقر عليه السلام بثلث ماله لإقامة المجالس الحسينية في منا لنشر أفكار أهل البيت. وهذه مسؤوليتنا في بلدان المهجر.

وإختتم السيد جلال الموسوي بذكر ما حدث في مجلس يزيد في الشام من مناظرة بين الإمام السجاد وعمته زينب الكربى مع يزيد حيث فضحوا يزيد وزبانيته أمام الحاضرين من المظلل بهم من الشاميين.

ثم كان دور الرادود الحسيني الحاج هادي الصراف بالقصائد الحسينية.

بعده دعي الحاضرون على مأدبة العشاء بثواب الذكرى الأليمة.

 

 

محرر الموقع : 2013 - 12 - 01