دور المرجعية الدينية في ثورة النجف الكبرى
    

 

 

 

بقلم السيد محمد الطالقاني
في عام 1918 بدأت بوادر الثورة الشاملة تظهر في مناطق متعددة من العراق وخصوصا منطقة الفرات الأوسط والمدن المقدسة وبغداد بعد ان أخذ الوعي الوطني ينتشر ويتبلور وبعد ان يأس أحرار العراق من وفاء الانكليز بعهودهم التي قطعوها للشعب، 
.0
وكان لاندلاع شرارة تلك الثورة عدة اسباب ذكرى المؤرخون في كتاباتهم عن تاريخ الثورة العراقية منها: :
1- 
أدارة السلطات البريطانية السيئة للبلاد وعدم احترامها لتقاليده وظروفه الأجتماعية .
2- 
الموقف القوي لعلماء الدين الشيعة ضد حكم الأجنبي . 
3- 
موقف العشائر الحازم من الأحتلال البريطاني . 
4- 
نشوء الجمعيات السرية للمطالبة بالأستقلال .
5- 
الأحتفالات الدينية الشيعية _السنية المشتركة التي وحدت الشعب ضد المحتل .
6- 
اعتقال الشخصيات الوطنية والدينية ونفيهم 
7- . 
الظروف السيئة للمواطنين وارتفاع الأسعار نتيجة سيطرة الجيش البريطاني على الحبوب والمواد الغذائية . 
8- 
الوعود الوهمية بمنح العراقيين استقلالهم وتشكيل الحكم الوطني حسب رغبتهم .
9- 
الضغط الأقتصادي واستنزاف جهود الفلاحين والتجار من خلال الأستيلاء على المواد الزراعية بأبخس الأثمان وردّها مصنّعة الى المواطنين بأغلى الأثمان مما سبب تذمر الفلاحين وشيوخ العشائر . 
10- 
الضغط السياسي والحجر على الحريات والحيلولة بين ابناء الشعب وبين التعبير عن ارائهم في قضاياهم المصيرية وقد أدى الى اندفاع أهل المدن للثورة . 
11- 
تذمر العراقيين من الحكم الأنكليزي وصرامته .
12- 
اهانة الأنكليز للمواطنين ولشخصيات المجتمع العراقي .
13- 
تعيين الهنود والأرمن والأجانب في دوائر الحكومة بدلا من العراقيين 
14- 
استخدام البريطانيين للهنود وغيرهم كجهاز شرطة يهين الناس في الأسواق وفي بيوتهم .
15- 
زيادة الضرائب أضعافا .
16- .
أهانة الضباط الشباب البريطانيين للعراقيين ومعاملتهم لهم كالهنود وعدم الأهتمام بكرامة العراقيين الذين يجازفون بحياتهم لأجلها ...
وهنا تحركت المرجعية الدينية الرشيدة بعد ان شعرت ان الانكليز لا هم لهم سوى السيطرة والسلطنة على العراق ,وانَه لابد لهم من التحرك السياسي الذي ينتهي بانجاز ملموس على الساحة السياسية العراقية، هذا التحرك السياسي تمثل بتشكيل بوادر التنظيمات السياسية التي تتناسب مع المرحلة التي يعيشها العراق أبان تلك الفترة. منها التشكيلات السياسية ذات الطبيعة السرية واعتمدت على التنسيق مه زعماء القبائل من أجل تعبئة الجماهير والاستعداد للثورة فكانت هنالك روابط بينهم وبين رؤساء العشائر المسؤولين عن قيادة العمليات العسكرية وكان ذلك عن طريق الرسائل والتقارير التي كانت تردهم مباشرةً من وكلائهم.
كما اخذت المرجعية الدينية على عاتقها الاهتمام بالتبليغ والتوعية الجهادية من خلال طرح الشعارات والأهداف التي تعكس المضمون الإسلامي للثورة، والعمل على بث الروح الحماسية خلال الخطب التي تلقى في المساجد والحسينيات والعمل على إصدار المنشورات وتوزيعها، حيث اسست ( الهيئة العلمية العليا) لجنة (إرشاد ودعوات) والتي كان من اختصاصها اصدار المنشورات والبلاغات وصحافة الثورة .
كما كان للمرجعية الدينية دورا مهما في المشاركة بقيادات العمليات العسكرية مباشرة .بعد ان كان الواجب الشرعي يستلزم بنزولهم الى ميدان المعركة مباشرة.
من هنا نستكشف ان المرجعية الدينية الرشيدة هي دائما صمام الامان لكل مجريات الحوادث من خلال حكمتها وحنكتها السياسية والعلمية والدينية.

 

 

 

محرر الموقع : 2015 - 03 - 30