طعنة في قلب المرجعية..!
    
أسعد كمال الشبلي
كما ينقل ممن زاروا المرجع الاعلى السيد السيستاني ، أنه تحدث عن حادثة استشهاد السيد محمد باقر الحكيم عام 2003 واصفا ذهاب السيد الحكيم بأنه "طعنة في قلبه" وهذه كلمة تحمل معنى عميقا جدا أبعد من الموقف العاطفي وحالة الاستذكار لشهيد من الشهداء، وانما حملت معها شعور المرجع الاعلى بتبعات استشهاد السيد الحكيم واثرها على الاوضاع العامة.
لاشك ولا ريب ان السيد السيستاني يدرك القيمة الفعلية لوجود الشهيد الحكيم في الساحة السياسية فضلا عن دوره الفكري والاجتماعي والثقافي المؤثر في الاوساط العراقية المختلفة، فهو يمثل العمق الحوزوي لمرجعية النجف والامتداد الصريح لخط الجهاد والمقاومة الذي مثله كل من استاذيه السيد الخميني والسيد محمد باقر الصدر، وهو الشخصية السياسية العراقية الشيعية التي انفردت في عصرها بالقبول الوطني لمختلف الاطياف لما يمتلكه من حنكة وكارزما مؤثرة في جميع المتصدين داخليا وخارجيا.
كل تلك الصفات وغيرها جعلت من الشهيد الحكيم مرتكزا مهما لاستقرار الاوضاع على الساحة العراقية بعد 2003، وحيث أن مرجعية السيد السيستاني لاتعمل وفق نظرية ولاية الفقيه فان تدخلها في القضايا السياسية لايحدث الا في المنعطفات المهمة والمفصلية،حيث تصدر رؤاها دون وجود ضابطة قانونية تلزم القائمين على ادارة الدولة بتنفيذ هذه الرؤى، وهنا كان الشهيد الحكيم هو أمل المرجعية الذي انتظرته لسد هذا الفراغ داخل أروقة العملية السياسية وهو المؤهل وبجدارة للعب هذا الدور المهم في تلك المرحلة الانتقالية التي تعددت فيها الرؤى والمشاريع الداخلية والخارجية لرسم العملية السياسية الجديدة في ظل تجربة ديمقراطية جديدة بحاجة الى توزيع مساحاتها بشكل عادل يوفر الاطمئنان لجميع العراقيين.
كل تلك المقومات والأبعاد التي تجسدت في شخصية الشهيد الحكيم وفي ظل مرحلة نبأ مطلعها بأن محمد باقر الحكيم سيكون ضمانة مهمة لوحدة واستقلال واستقرار العراق مع مايمتلكه من رؤية تجتمع فيها التقاطعات والاختلافات الطائفية لتنصهر في مشروعه الكبير، فصممت المخططات الخارجية وبمساعدة أياد داخلية لتغييب شمس الحكيم في بيئة معتمة بمنزلقات وتحديات مفصلية، فنال شهادته التي كان ينتظرها بفارغ الصبر، وتناثرت فيها أشلاؤه كما كان يدعو الله أن يحصل ذلك، فطعن قلب المرجع الأعلى!.
محرر الموقع : 2017 - 03 - 29