لأول مرة في العراق .. مزار ميثم التمار يقيم معرض حي للنقش والزخرفة الاسلامية ضمن فعاليات مهرجان التمار الثامن
    

العراق/ النجف الاشرف/فراس الكرباسي

النقش هو وضع تصميم على سطح صلب ومسطح عادة، من خلال القيام بالحفر أو النحت عليه. وقد تكون النتيجة هي قطعة ديكور بحد ذاتها، كما هو الحال عندما يتم نقش الفضة والذهب والفولاذ والزجاج، أو يمكن أن يتوفر لوح طباعة النقش الغائر مصنوع من النحاس أو معدن آخر، لطباعة الصور على الورق والمطبوعات والرسوم التوضيحية، وهذه الصور تدعى أيضاً بالنقوش.

ولأهمية النقش والزخرفة الاسلامية في عمار العتبات والمراقد المقدسة في العراق والعالم الاسلامي، ارتأت الامانة الخاصة لمزار الصحابي الجليل ميثم التمار، ان تقيم ولأول مرة في العراق وفي تاريخ العتبات والمزارات معرضاً حياً للنقش والزخرفة والفن التشكيلي والحرف اليدوية الاخرى والصور الفوتوغرافية ضمن فعاليات مهرجان التمار الثقافي السنوي الثامن والذي شهد حضور رئيس ديوان الوقف الشيعي وممثلي السادة المراجع العظام والامين العام للمزارات وممثلي العتبات والمزارات الشيعية في العراق.

وقال الشيخ خليفة الجوهر الامين الخاص لمزار الصحابي الجليل ميثم التمار في مهرجان التمار الثقافي الثامن "للسنة الثامنة وعلى التوالي تقيم أمانة مزار الصحابي الجليل ميثم بن يحيى التمار (رض) مهرجانها المبارك أحياءاً لذكرى استشهاد بطل العقيدة والولاء وشعارنا في هذا العام (ميثم التمار منهج أصلاح وحضارة ثورة) حتى لا نكون بعيدين عن توصيات مرجعيتنا العليا المباركة وحركة جمهورنا في هذه الأيام وعلى الجبهتين المقدستين جبهة الدفاع المقدس ضد الدواعش أعداء الإنسانية وجبهة الإصلاح".

واضاف الجوهر " فميثم (رض) يمثل كلا الجبهتين فهو خريج مدرسة علي (ع) أمير المؤمنين تلك المدرسة المحمدية الخالدة مدرسة القيم الأخلاقية ومدرسة الرحمة والمروءة والأخوة الإنسانية وهذه رسالة لابد أن نوصلها للعالم مدرسة معيارها وميزانها في الحقوق الاجتماعية هو(لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي)هذه هي رسالة محمد(ص) وهي كذلك الرسالة التي أداها واستشهد من اجل تطبيقها ميثم التمار (رض) على ارض الواقع أمام طواغيت زمانه. حينما ألتجئ أليه الفقراء والمستضعفين من أهل الكوفة لأنصافهم واخذ حقهم من طغاة ذلك الزمان".

وتابع الجوهر أن " هذا المهرجان المبارك هو أحد الفعاليات الثقافية التي تقيمه أمانة المزار الشريف وهناك مهرجانات أخرى كمهرجان الكوفة عاصمة الإمامة واحتفالات بالمناسبات المختلفة, ودورات ثقافية واسعة النشاط في مناطق الكوفة المختلفة في الفقه والعقائد والأخلاق والقرآن, وهناك حوزة نسويه باسم حوزة التمار النسوية إضافة الى الحوزة التمهيدية وهناك فوج قتالي باسم فوج الشهيد ميثم التمار المبارك عمله استجابة لنداء المرجعية العليا في المناطق الساخنة دفاعاً عن البلد والمقدسات بالإضافة الى مؤسسة التمار لكفالة أيتام الحشد الشعبي ومشاريع أخرى كأعمار المزار الشريف وتجديد الشباك الطاهر المبارك وتحت أشراف سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد جواد الشهرستاني ومشاريع أخرى لا يسع المقام لبيانها وأن كل ما تحقق اليوم هو بفضل من الله تعالى وببركة من صاحب المزار الشريف وبتوجيهات المرجعية العليا".

وبين الجوهر ان "ما يميز المهرجان هذا العام هو اقامة معرض خاص بالنقش والتحت على الخشب والنحاس وهذا المعرض يعد الاول من نوعه في العراق وحينما قررنا اقامة المعرض لإيماننا الكبير بان العتبات والمزارات بحاجة لهكذا فن ومن حق النقاشين والنحاتين والرسامين علينا ان نعيد الحياة في مهن قد اندثرت واقامتنا لهذا المعرض تقديراً منا لدور المختصين في هذا المجال وتقييم المهارات العراقية وتسليط الضوء على مهاراتهم".

وقال الاعلامي علي الاسدي مدير العلاقات والاعلام في مزار ميثم التمار ان " جميع المشاركات في معرض النقش والزخرفة والفن التشكيلي والحرف اليدوية والصور الفوتوغرافية هي بمجهود يدوي ولم يتم استخدام الالة او المكينة الخاصة في اعمال النقش وامتاز جناح الامانة الخاصة لمزار ميثم التمار بما عرضه من صور وتحف فنية خاصة بالمزار وكذلك الصور المشاركة من قبل بيت الابداع الفوتوغرافي ومسجد السهلة المعظم".

واضاف "يستمر المعرض على مدى ثلاثة ايام وبمشاركة نخبة طيبة من النحاتين والنقاشين بلغ عددهم اكثر من 30 فنان من عموم المحافظات العراقية وتنوعت الاعمال كالنقش على النحاس والنقش على الخشب والشيء المميز في المعرض هو العمل الحي واليدوي امام الزائرين ولم يتم استخدام أي من الآلات الحديثة وعدد الاجنحة المشاركة هي 30 جناح اضافة الى جناح مسجدي الكوفة والسهلة المعظمين وتم استعراض رمز للشباك الجديد للصحابي ميثم التمار في وسط المعرض".

وتابع الاسدي "ابدى المشاركين في المهرجان عن مدى سرورهم وارتياحهم للمشاركة في الجناح الذي كرم جهودهم واعمالهم الفنية علما ان جميع المشاركين في الجناح لهم مشاركات داخل العراق وخارجه وحصلوا على الكثير من الجوائز وشهادات الشكر والتقدير".

وقال الحاج النقاش علاء الدين زكي حسن "منذ اكثر من خمسين عام وانا في هذا المجال وقد ربيت اولادي الستة على هذه الحرفة ولازالوا مستمرين في هذا المجال وانا من تشرفت بنقش شباك الصحابي الجليل ميثم التمار وقد نقشت عبارة علي حبه جنة قسيم النار والجنة وقد تعرضت للمسائلة القانونية آن ذاك وفرض علي ان احذف العبارة وفعلا نقشت فوقها ورود وبعدها تم سجني وصودرت كافة اموالي المنقولة وغير المنقولة واحتسبت ذلك قربة الى الله تعالى ولي الشرف ان شارك في هذا الجناح الفريد من نوعه وهو يقيم اعمالنا الفنية" .

من جهته قال رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد علاء الموسوي ان "الصحابي الجليل ميثم التمار (رض) استشهد فانتصر ونحن نعيش اليوم بهذا الانتصار لأنه رفض علنا الانصياع الى الطاغية ابن زياد رغم تهديده بالقتل والصلب".

واضاف الموسوي أن " ميثم ألتمار هو من خواص أمير المؤمنين عليه السلام وكانت هناك حرب ضد ميثم من قبل ابن زياد وأراد أن يهزمه نفسيا كما تفعل داعش اليوم يجبرون الأسرى على أن يرددون شعارات داعش وبعدها يقتلوهم وبذلك هزيمة نفسية لكل الناس" . 

وان "ميثم ألتمار كان مدرك لهذا الأمر ورفض علنا أن ينصاع لابن زياد وهدده بالقتل حتى وضعه على ذلك الجذع وضن انه سوف يموت ولكنه لم يسكت أبدا وبقي يقول سلوني قبل أن اقتل عن فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وان التاريخ الذي كتب بأيدي العباسيين والأمويين تاريخ يمجد أشخاص ويظلم الأبطال الحقيقيين من أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم ويجب أن ندرس سيرهم العطرة  إلى الأجيال وان نتحمل مسؤولية أبراز هؤلاء الأبطال إلى المجتمع لأن الأمر يخدم الإسلام ويخدم الحق".

ويذكر ان المهرجان يقام للسنة الثامنة على التوالي والقيت في المهرجان قصائد بحق الصحابي الجليل ميثم التمار وبحثاً تاريخياً لسماحة العلامة السيد محمد علي الحلو استاذ الحوزة العلمية في النجف الاشرف تبين دور واهمية الصحابي الجليل ميثم التمار وفي ختام المهرجان وزعت الشهادات التقديرية لعوائل شهداء الحشد الشعبي والضيوف والمشاركين في المهرجان.

 

محرر الموقع : 2015 - 09 - 03