مرجعية السید السیستانی والتاثير العابر للمذهبية
    

لم يحصل ان تخطت قيادة دينية جغرافيا انتماءاتها العقائدية لتؤثر في الواقع برمته وعلى المذاهب او الاديان او حتى ابعد من ذلك ، كما نجده الان في تاثير المرجعية العليا الشيعية ، فالزعامة الدينية المتمثلة بالبابا لاتؤثر في غير الوسط المسيحي ، والزعامة السنية التي يجسدها الازهر بكل ما يملك من رمزية وارث تاريخي لايتعدى نطاق تاثيرها اكثر من السنة بيد ان تاثير المرجعية الشيعية المتمثلة باية الله العظمى السيد السيستاني دام ظله الوارف تخطى تلك الحدود والاطر المذهبية والدينية ليسجل حضورا طاغيا ويتحول الى رمزا ورقما مؤثرا يحسب له الف حساب لدى الدول الكبرى التي تريد ان تمرر مشاريعها في العراق.

لعل البعض يرجع هذا الحضور والتاثير الى ما تتمع به شخصية السيد السيستاني من كاريزما وسحر شخصي والبعض الاخر يرجعها الى الموقع الديني الذي تشغله المرجعية واخرون يرونها عطية الهية وغيرها ، قد يكون لهذه العوامل دور في فضاء التاثير بيد ان اهم عامل له الدور الابرز في صناعة التاثير هو القدرة والمهارة العالية في استشراف الاحداث وتصويب المسارات والتدخل المحسوب للحسم والترفع عن الانوية والذاتية والمصالح الشخصية والانفتاح الى الفضاء الابعد انسانيا .. فنجد السني والشيعي والايزيدي والمسيحي وكل الاثنيات والقوميات تشعر بحنو المرجعية وتثق بحكمتها وبحلولها حتى بات الجميع يشعر بان المرجعية هي سلطة فوق العادة لاهم لها سوى خدمة العراقيين وابعاد الشرور عنهم واحباط المؤمرات وافشال الاجندات المعادية لهم..وقبل ايام صرح احد شيوخ السنة وهو الشيخ عدنان العاني قائلا بان السيد السيستاني احن على السنة من علمائهم.

و اختم حديثي بحوار جرى بين صديق لي واحد اتباع المتمرجعين ، الذي سأل مستنكرا ومستخفا اين تاثير السيد السيستاني؟ فاجابه صديقي "دستور وانتخابات وتعبئة الملايين للجهاد وايقاف تقدم داعش واغاثة عشرات االالاف من الايتام عبر مؤسسته العين ومساعدة عشرات الالاف من النازحين وايصال المعونات الى المناطق المتضررة من داعش والتوجيهات التي يصدرها في مختلف القضايا عبر خطب الجمعة..بل حتى النزاع العشائري الذي حصل بين عشيرة الفرطوس والبوعلي تدخل مكتب السيد السيستاني واخذ هدنة (عطوة) بين الطرفين بعدما عجزت حتى الدولة في فض النزاع"..كل هذا وتسال عن تاثير المرجعية؟
بقلم: ابو زهراء الحيدري

محرر الموقع : 2015 - 05 - 06