حليمة.. من داعش إلى داغستان.. سذاجة أم تورط؟‎
    

تطبيق القانون-خدمة مأجورة"، تحت هذا العنوان، كتبت إيرينا غورديينكو، في "نوفايا غازيتا" عن عمل "مركز داغستان لمواجهة التشدد"، وكيف يتم هناك تجاهل ضمانات الرئيس الشيشاني قديروف.

جاء في مقال غورديينكو، المنشور اليوم الاثنين، أن طائرة تابعة لوزارة الدفاع الروسية وعلى متنها 41 شخصا، 12 امرأة، والبقية أطفال، انطلقت يوم الاثنين، 13 نوفمبر/تشرين الثاني، من قاعدة حميميم العسكرية في ريف اللاذقية بسوريا إلى غروزني عاصمة الشيشان، وكانت تلك أكبر مجموعة من النساء والأطفال الذين أعيدوا إلى روسيا من مناطق القتال في سوريا والعراق بعد أن أعلن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، في أغسطس/آب، أنه سوف يعمل، جنبا إلى جنب مع وزارة الدفاع، على إخراج النساء والأطفال من منطقة الحرب.

وأما عن الإجراءات-كما يقول المقال- فقبيل الإقلاع يطلب من النساء التوقيع على تصريح يفيد بأنهن يعدن إلى وطنهن بإرادتهن ومستعدات عند الضرورة للمثول أمام القانون.

وفي مطار غروزني، تجرى مقابلة جميع العائدات من قبل مركز مكافحة التطرف وجهاز الأمن الفدرالي الروسي. وأثناء المقابلة، تتحدث العائدات عن رحلتهن إلى سوريا: متى سافرن إلى هناك وفي أية ظروف، وما الذي فعلنه هناك. ويتم تدقيق إفاداتهن. ثم يكتبن اعترافا بخط أيديهن، وتؤخذ بصمات أصابعهن، قبل إعطائهن الوثائق اللازمة وتسليمهن إلى أقاربهن. 

هذا ما يجري عادة، أما في حالة حليمة، فسارت الأمور على غير وجه، كما تقول إيرينا غورديينكو، كاتبة المقالـ الذي نحن بصدد تناوله.

فبعد أن أنهى رجال الأمن الشيشانيون إجراءاتهم وسلموا الفتاة لأهلها، قام جهاز مكافحة التطرف الداغستاني باعتقالها، وتم توقيف حليمة مع ثلاث داغستانيات أخريات عدن على الطائرة إياها. وتنقل غورديينكو عن آينا، أم حليمة، قولها: "في مركز مكافحة التطرف، يعرفون أن حليمة عائدة...ولقد وعدونا بأن أحدا لن يسائلها. سافرت ابنتي في 20 مايو 2015، نتيجة سذاجتها، فجارتنا التي كانت سبقتها إلى سوريا وعدتها بجنة هناك.. زوجي، رجل الأمن السابق، تبين بسرعة أنها طارت إلى تركيا. وسرعان ما طرت وراءها، ولكن كان الوقت قد فات، فقد نقلوها عبر الحدود إلى سوريا. طوال هذا الوقت، كنا على تواصل مع عناصر الشرطة ومركز مكافحة التطرف ولجنة التحقيق وجهاز الأمن الفدرالي.

طوال الوقت، حققوا معنا وأخضعونا للتفتيش وكانوا شهودا على تواصلنا معها. لم نخف عنهم شيئا. فهم يعلمون أنها تزوجت هناك، وكانت حبلى، وأنجبت. ويعرفون أين كانت تعيش، وأنها لم تقاتل في أي مكان هناك. وأما الآن، فإنهم يُخلّون بوعودهم".

وتتحدث كاتبة المقال عن محاولات ابتزاز، من قبل بعض عناصر الأمن، للعائدات إلى داغستان، لكي يتم التوقف عن ملاحقتهن هناك، وترى في ذلك سبب احتجاز حليمة.

 

محرر الموقع : 2017 - 11 - 21