مدينة المساجد أم المشانق ؟
    

مدينة المساجد كان اسمها يوم كان الناس يرفلون بالخير
مدينة الفلوجة ارتبطت عبر عشرات السنين بتاريخ مساجدها ومدارسها فالعلامة الشيخ عبدالعزيز السامرائي تخرج على يديه مئات ومئات الطلبة الشرعيين وهم اليوم من كبار العلماء 
مدينة مسالمة درستُ فيها وتعلمتُ وعاصرتُ ورأيتُ العلماء منهم الشيخ بشير الحلبي (رحمه الله) في الجامع الكبير عالم القراءات والفقه والتفسير ومن علمائها الشيخ خليل فياض ومحمد المطلك ومكي الكبيسي واحمد العيساوي وعبدالله حسين وعلي العيساوي وهشام الألوسي الذي أُقعد في بيته بسبب استهدافه من قبل عصابات القاعدة والمذبوح مفتي الفلوجة الشيخ حمزة العيساوي "الشافعي الصغير" الذي نُحر وقُتل بسبب فتوى حرمة التعرض للجيش والشرطة .. قتلته القاعدة وقتلت العشرات من العلماء ومَن بقي منهم خرج من هذه المدينة المستوحشة ... المهم أُفرغت هذه المدينة من علمائها ولم يبقَ فيها إلا علماء المنصات وخطباء الفتن والذين ارتضوا أن تتحولَ من مدينة المساجد والتعايش والمحبة إلى مدينة المشانق والكراهية التي يُعلق بها أبطال العراق . ومصطفى نموذجاً لهذا القتلِ التعسفي بحق أبناء العراق إذ شهدت الفلوجة تعليق جملة من أبناء بغداد عام ٢٠٠٤ الذين عُلقوا على جسر الفلوجة كما عُلِق غيرهم .
المدينة لم يبقَ فيها أهلها الطيبون كلهم خرجوا لأن بعضهم ارتضى أن يستبدلهم بالدواعش الأفغان والشيشان ومَن لف لفهم فالذي يقتل في مدينة الشعلة أو الصدر أو الأعظمية هذا لايعني أن كل أهل المنطقة مجرمون وإنما الذي ارتكب الجرم ومَن صفق وهلل وهو ينظر إلى بطل العراق "مصطفى الصبيحاوي" مقتولا مشنوقا يتفرج الناس عليه وكأنه جندي غازي ... 
بالله عليكم أي دين هذا وأي مذهب الذي يُجهز على الجرحى ويشنق المصابين ولا يترك للرحمة مكانا .. الرحمة الموصى بها من قبل رسول الرحمة (صلى الله عليه واله وصحبه وسلم )
أعتقد على الجميع مراجعة نفسه من هذه الأفكار التي تقمصت لباس الدين وإذا سكت بعضهم فسوف تصل النار إليهم ويحرقون بجمرها وعجبي على الأصوات العالية خفتت وانتهت عند شنق "مصطفى" المصلوب ظُلماً وعدواناً أَتمنى أَن يكون قتل العراقيين درساً بليغاً لِوعْينا وإدراكنا بأننا نقتلُ بسكين واحد كُتب عليها اسمُ الله والدين .
الشيخ خالد الملا

محرر الموقع : 2015 - 05 - 26