مصطفى الصبيحاوي.. بيرق للإباء ...رجل من قوم"هيهات منا الذلة".
    

رجل من امة "الله الله بأسيركم"، من قوم"هيهات منا الذلة".

مصطفى الصبيحاوي؛ قهر الشموخ والتسامي والعلو، يقف بين قاتليه، مرفوع الرأس، كأنه قائد في الميدان، تحيط به عوامل النصر.

أكيد من اعدم مصطفى الصبيحاوي، نظراته، كبريائه، رأسه المرفوع، عرى قاتليه، فلم يكن إمامهم إلا التخلص منه.

 أشعر الآخر بضآلته، بخسته، بهزيمته الأكيدة، لذا تصرف بغبائه المعهود، ليطاف بمصطفى في أزقة وشوارع المدينة، إعلان لنصر على رجل جريح، لم يهادن أو يتوسل طالبا الرحمة.

مصطفى ألقى خطبة عصماء، دون أن يتحدث، قال كل ما يمكن أن يقوله الرجال، في مواجهة قدرهم.

ردد خطب الاحرار، وتمثل بكلامهم " أبالموت تهددنا"، "كد كيدك وناصب جهدك، فو الله لن تمحوا ذكرنا، ولن تمتيت وحينا".

مصطفى الصبيحاوي، جريح، تمكن أن يذل  الخوارج، قبل أن تنفذ عدته، ليتمكنوا منه، ليقيموا احتفاليه الانتصار على الجريح.

حتى عند موته، ظل مصطفى الصبيحاوي واقفا، مرفوع الرأس، قدر الشجعان هكذا، لسنا على الإعقاب تدمى كلومنا.

مصطفى الصبيحاوي؛ استفز مدينة سكن الشيطان أركانها، بعد أن غادرتها كل القيم الإنسانية، ليبقى فيها شكل البشر، بجسد مخلوقات غريبة عن الأرض.

احتفال أرذل المخلوقات، بالقبض على جريح، اعزل، وصمة عار على الأدعياء، على الصغار، على أعداء الشرف والعز والإباء.

تفاعل مع موكب، تخليد مصطفى الصبيحاوي، ذرية " الزرقاء"، إسلاف "هند"؛ أحفاد من كشف عن "مؤخرته" لينجوا من ذو الفقار.

" ولية غمان" تلك التي جرت مع مصطفى الصبيحاوي، فالقوم أبناء القوم.

إلا تبت يد الفلوجة وأهلها، إلا تبت يد الجاهلية والجبن، إلا تبت يد المجاهدين بأجساد نسائهم.

 امة الصحراء، التي ما قارع الخمر والمجون بيوتهم.

 يبات فيها الصيني والهندي والشيشاني، نسائهم تقدم لهم المتعة، وذكورهم يخدمونهم ويؤمنون عليهم.

خيل لهم، أنهم يمكن أن ينالوا، من امة "القتل لنا عادة"، صور ذلك لهم؛ شيطانهم الأكبر في تل أبيب وواشنطن.

مصطفى الصبيحاوي؛ إخوتك قادمون؛ يحملون غضب الله؛ على امة استباحت دين نبيه.

قادمون؛ ليسطروا ملاحم الثأر للإنسانية، للعقل، للمنطق، ثأر الرجال الشجعان، ثأر قرون تأكل قرون، منذ السقيفة إلى لحظة إعدامك، يا ابن النبلاء والصلحاء.

قادمون يا مصطفى، كل منهم اقسم بدمك، أن لا يعود، إلا كما اعتاد، منتصرا.

قادمون يا مصطفى؛ ليسدلوا جسدك الطاهر الذي مازال، واقفا، يروي قصة البطولة والشجاعة.

قادمون يحملون مبادئ دين محمد، سماحة علي، دموع الحسين على أعدائه.

قادمون؛ يحملون غضب زيد بن علي، ولهفة المختار على آل الرسول، وسبايا العترة الطاهرة.

انتظرهم يا مصطفى واقفا؛ فلا يحق لغيرهم؛ أن يسجي جسدك الطاهر، فلا يصلي على الشجاع إلا شجاع مثله، ولا يواري الثرى أجساد الرجال إلا رجال مثلهم.

المشهد ليس جديد عليك وعلينا يا مصطفى، فأبن عقيل رسول ابن بنت الرسول، اجتمعوا عليه أسلاف أهل الفلوجة، وأسيادهم، قاتل حتى تمكنوا منه، ليقتلوه واقفا.

المشهد ليس جديد يا قرة عيوننا، قدرنا أن نبلغ سجايا الأولياء، وخيارهم أن يديموا خسة الشيطان ورهطه..

 

                       عبدالله الجيزاني

محرر الموقع : 2015 - 05 - 27