ومن نصائح المرجعية نقول للمسؤول والاعلام
    

من بين المهنية الاعلامية التي تعتمدها وسائل الاعلام الموجهة هي تضمين الخبر معلومات قد لا تخص الخبر بل الغاية منها استدراج من يتابع نمط معين من الاخبار سواء كانت سياسية او اقتصادية او رياضية وغيرها، في اعلامه بما يعتقد صاحب الوسيلة الاعلامية من الاهمية التي تعمل من اجل نشرها .
نصائح السيد السيستاني دام ظله للمقاتلين تضمنت من المعلومات التي حملت من الاشارات التي يفهمها كل من تعنيه ومن تغافل عنها فانه لا يستحق ماهو فيه ، لاسيما المسؤول في الدولة وخصوصا اصحاب المناصب العليا المؤثرة والوسائل الاعلامية الهادفة .
النصيحة (11) كانت للمقاتلين ولكن استشهد السيد فيها بحدثين دلالتهما عميقة ودقيقة وتخص المسؤول والاعلامي قبل غيره والنص هو :"عن الصادق ( عليه السلام ) أنّ الامام عليّاً ( عليه السلام ) في يوم البصرة لما صلا الخيول قال لأصحابه : ( لا تعجلوا على القوم حتّى أعذر فيما بيني وبين الله وبينهم ، فقام اليهم، فقال : يا أهل البصرة هل تجدون عليّ جورة في الحكم؟ قالوا : لا ، قال : فحيفاً في قسم ؟ قالوا : لا . قال : فرغبة في دنيا أصبتها لي ولأهل بيتي دونكم فنقمتم عليّ فنكثتم بيعتي ؟ قالوا : لا ، قال فاقمت فيكم الحدود وعطّلتها عن غيركم؟ قالوا : لا ). وعلى مثل ذلك جرى الإمام الحسين ( عليه السلام ) في وقعة كربلاء، فكان معنيّاً بتوضيح الأمور ورفع الشبهات حتّى يحيا من حيّ عن بينّة ويهلك من هلك عن بيّنة، بل لا تجوز محاربة قوم في الإسلام أيّاً كانوا من دون إتمام الحجّة عليهم ورفع شبهة التعسّف والحيف بما أمكن من أذهانهم كما أكّدت على ذلك نصوص الكتاب والسنة".
فليتذكر من يستلم الحكم كيف يجب ان يكون فالاسئلة التي وجهها امير المؤمنين عليه السلام للقوم اسئلة في غاية الاهمية، صحيح انها جاءت في ساحة القتال لكن مفردات الرواية فيها دروس وليس درس لما يجب ان يكون عليه الحاكم ، فبدا سؤاله عن جورة في الحكم، لا يمكن لها ان تكون لانه جاء بالحاح المسلمين عليه على استلام الخلافة( ظاهرة ديمقراطية فريدة من نوعها مرشح يفوز من غير ان يرشح نفسه ) فاذا اخطاوا الاختيار فلهم الحق في الحرب، ولكنهم اجابوا بعدم جائرية الامام ، فليراجع نفسه المسؤول ولا يقول انا انتخبني الشعب بل ليراجع ادائه ، ويفتح صفحته على الفيسبوك ويسال المواطنين هل وفيت بما تعهدت به قبل الانتخابات؟، وزاد امير المؤمنين عليه السلام في صفات من يستحق الحرب عليه اذا اساء توزيع المناصب وتقسيم الخيرات وتعطيل القضاء ولكننا نرى وللاسف الشديد توزيع المناصب على الاقارب والاحبة او الاستفراد باموال العراق دون غيرهم او التغافل عن اقامة العدل على ذويهم او من يتوسط لذويهم وكم من ارهابي منح الحرية ،وهذه الامور للاسف الشديد يتصف بها بعض المسؤولين .
واما اقامة الحجة على الطرف الاخر الذي يريد شن الحرب فاكد سماحته بعدم جواز محاربة قوم من المسلمين قبل اقامة الحجة ، واستشهد بحدثين احدهما للامام علي عليه السلام في حرب الجمل والثانية للحسين عليه السلام في واقعة الطف, ولان المتاح في زمانهم هو ارسال الرسائل او الخطابة وسط التجمهر او ميدان الحرب فكانت هكذا تلقى الحجة ، اما اليوم فان اجهزة الاتصالات المتطورة وبكل مجالاتها تلقي على عاتق الاعلاميين المهنيين والعقائديين ان يلقوا الحجة على من يحاربنا اولا وعلى الراي العام العالمي ثانيا وعلينا ثالثا، هو اختيار الخبر ذات العلاقة والتصريح المهم للمسؤول حول الوضع الراهن ، فليس الاعلام هو نقل المعلومة فقط ومن غير تدقيق بل حتى الاكاذيب ،الاعلام الهادف غايته نشر الثقافة والتوعية وما اغفل عنه ، الاعلام رسالة لها دورها المهم في تغيير موازين القوى ان استخدم استخداما مهنيا وشرعيا، وفي الوقت ذاته هذه الرسالة تكون حجة لنا على غيرنا امام الله عز وجل ، ولا يعذر من اغفل او استغفل ما نحن عليه من ازمة بسبب مجموعة من الدواعش التي جندتها قوى الظلام غايتها الوطن والاسلام واستخدمت الاعلام كسلاح فعال لها .
من هذه النصيحة نستشف البعد والعمق الذي يفكر به سماحة السيد في توجيه كل من له علاقة في هذا الوضع الراهن الذي يعيشه العراق خاصة والامة الاسلامية عامة

سامي جواد كاظم

محرر الموقع : 2015 - 05 - 28