عدونا بالامس حليفنا اليوم!!!
    

نور الدين البهادلي

بين الآونه والأخرى تثار بعض الشبهات، حول حركة وتوجهات التيار الصدري، لغرض تسقيطه والنيل منه امام جمهوره الواسع، حاول خصومه في هذه الايام، اثارة قضية تحالفه مع اياد علاوي، والذي كان للتيار الصدري معه كسر عظم كما يعبر عنه، حيث كان التيار يتهمه بالعمالة لأمريكا, والخيانة للعراق، فحدثت بينهما حرب ايام حكومته, راح ضحيتها من القوات الامنية العراقية, والشباب التابع للتيار الصدري, اعداد ليست بالقليلة، أٌيتمت بها اطفال, ورملت بها نساء, وحرقت بها قلوب الآباء والامهات, وفجع بها الاخوان والاخوات، بإسم مقاومة المحتل.

 

 أُثيرت هذه الايام شبهات كثيرة ضد التيار الصدري منها؛ التحالف المستقبلي مع (اياد علاوي) والذي كان عدونا بالأمس، حيث كنا نصفه بالبعثي والعميل والخائن، وإتهمناه بأنه ينفذ اجندات سعودية وامريكية، فما الذي تغير، حتى أصبح اليوم وطني وشريف, وهو الوحيد الذي يسعى الى بناء الوطن، لكي نتحالف معه، بالأمس كنّا ندعوا أنفسنا ببيضة القبان، عندما سلطنا المالكي على البلد في ولايته الثانية، واخيراً ما اثاره السيد القائد (مقتدى الصدر) في تصريحاته الأخيرة، عندما دعى (ايران)  الى الابتعاد عن الحديث الطائفي, والكف خلق الأزمات مع دول الخليج, بالتزامن مع زيارة ترامب، حتى اصبحنا نتهم بأننا اصبحنا جزء من المحور الامريكي السعودي الصهيوني, ضد الجمهورية الاسلامية، المدافع الوحيد عن الشيعة في كل اقطار العالم، ونحن بالذات عندما هجمت علينا دول الخليج لتفترسنا، والعالم يتفرج علينا بأجمعه.

 

هذه الامور جعلت الكثير من التيار الصدري يقف حائراً امام تلك التسؤلات، ولا يمتلك الاجابة على عليها، كما يتهم التيار الصدري بشق عصى الشيعة بتحالفه الجديد مع (اياد علاوي)، علاوي الذي لم يحظر حتى لتأدية اليمين الدستوري في البرلمان، والذي اتخذ الشارع العراقي من اجاباته نكته هزلية، "والله ما ادري" وهي الاجابة الاكثر شهرة لدية، عندما يسأل عن اي امر فيجيب بلا تأني "والله ما ادري" فكثيراً ما يسأل التيار الصدري بإستهزاء "علاوي يدري انتم متحالفين وياه لو ما يدري".

فكيف لتيار عريق صاحب اكبر جمهور يتحالف مع عدوه الاول، الذي رشقه الصدريين بأحذيتهم اثناء زيارته الأخيرة الى النجف الاشرف قبل ما يقارب الستة سنوات.

التيار الصدري حجمه الانتخابي معروف، لماذا لا تكون التحالفات لما تفرزه الانتخابات؟، لماذا يسعى لإيجاد تحالفات قبل الانتخابات؟، حيث اعتبرها البعض محاولة لإخراج رئاسة الوزراء من الشيعة، وتسليمها للسنة بعد ما كانوا يسيطرون عليها منذ (تسعين سنة)، هذه اكثر الاسئلة والإستفهامات التي توجه للتيار من خارجه، ويتسائل بها التيار فيما بينهم.

 

بالإضافة الى مهاجمة سماحة السيد القائد (مقتدى الصدر) الحشد الشعبي، مع العلم هو لا يهاجم الجميع، بل يهاجم فصائل محددة، معروفة بعدم إنضباطها وإلتزامها، بأوامر الحكومة العراقية، وإنما تأتمر بأجندات خارجية معروفة للجميع، فلماذا لا يسميها بأسمائها، لكي لا يتهم بالتناغم مع السنة، الذين لن ينفكوا من مهاجمة الحشد الشعبي، ويتخذون من كلام السيد القائد ذريعة، لتبرير هجومهم وإتهاماتهم للحشد الذي ضحى بنفسه من اجل تحريرهم، فتراهم يدعون الى حله او ضمه للقوات الامنية، كما دعى له السيد القائد، وهذه ايضاً يعتبرها الشارع العراقي مثلبة بحق التيار الصدري.

 

هناك سؤال يطرح بين اروقة التيار الصدري، ان محاولات التحالف الوطني، بإعادة التيار الى صف التحالف كثيراً ما تفشل، فهل الخلل في التيار الذي لا يريد العودة للتحالف، ام الخلل في التحالف الذي لا يستطيع ان يقنع التيار، ام ان التحالف لا يمتلك الاوراق الكافية التي تضمن مصالح التيار، مما يجعل الاجتماعات شكلية فقط، ولم تثمر ثماراً حقيقية، تخلصنا من تلك الإتهامات التي نقف عندها حائرين، ولا نمتلك الإجابة الوافية لإقناع تيارنا الجهادي بحركة قيادته الحكيمة، فكيف نقنع عامة الناس الذين يتصيدون بالماء العكر، مع هذا هناك الكثير من ابناء تيارنا الواعي والمثقف، الذي يقف صامداً امام كل ما يثار حولنا، ولا زالوا متمسكين بقائدهم الوطني، الذي لم ينفك في يوم من الايام في الدفاع عن العراق والعراقيين.

محرر الموقع : 2017 - 05 - 25