التلفزيونات الذكيّة... مزيدٌ من الراحة وقليلٌ من الأمان
    

نبَّهت الدراسات إلى أنّ الملايين من أجهزة التلفزيون الذكية معرّضة بشكل كبير للاختراق الإلكتروني، بسبب ما تحتويه أنظمتُها من ثغرات أمنية.

بات لا يخفى على أحد، أنّ قراصنة الإنترنت قادرون على كشفِ ما يواظب المستخدِمون على مشاهدته، والوصولِ إلى بياناتهم الخاصة واستخدام كاميرات التلفزيونات الذكية لتصوير المستخدِمين وإبتزازهم لاحقاً.

عمليات مزعجة

في دراسة نُشِرت أخيراً، تمّ اختيار عيّنةٍ من 5 طرازات لتلفزيونات ذكية منتشرة بشكل واسع، ووجدت أنّ قراصنةً مبتدئين يستطيعون التحكّمَ بها عن بُعد، والقيامَ بعمليات مزعجة مِثل رفعِ الصوت وفصلِ اتّصالِ التلفزيون عن شبكة الواي فاي، فضلاً عن تغيير القنوات والإجبار على مشاهدة مقاطع معيّنة من «يوتيوب»، وكلّ ذلك يمكن فِعله عبر شبكة الإنترنت عن بُعد آلاف الأميال. ووَجدت الدراسة أنّ التلفزيون الذكي يسجّل ما يشاهده المستخدم ويَحتفظ بذلك، ما يَجعل الشركة المصنّعة قادرة على معرفة ما يُقبل عليه المتفرّجون بكثرة، من خلال خاصّيةِ التعرّفِ الآليّ على المحتوى. ولعلّ أخطرَ ما أشارت إليه الدراسة أنّ الشركات المصنّعة للتلفزيونات الذكية، يمكنها بدورها التجسّس بسهولة على المستخدمين وعائلاتهم عند شراء منتجاتها. وتأتي هذه الدراسة تزامناً مع ازدياد شعبية التلفزيونات الذكية في الفترة الأخيرة، بحيث أشارت بعض الأبحاث إلى أنّها وصَلت إلى 70 % من أجهزة التلفزيون الجديدة، وهذه النسبة سترتفع عاماً بعد آخر.

سُبل الحماية

على رغم أنّ أجهزة التلفزيون الذكية قد تسمح بالمزيد من الراحة، بسبب اعتمادها أنظمةَ تشغيلٍ ذكية تشبه الهواتف، إلّا أنّها أيضاً جعلت من عملية جمعِ البيانات الخاصة وقدرةِ القراصنة على الوصول إليها أسهل. فقد أثبتَت الدراسة أنّ هذه الأجهزة بعد اختراقِها أتاحت للباحثين التحكّم بالصوت والتنقّلَ عبر القنوات وفتْح محتوى اليوتيوب، بينما المُشاهد لا يعرف ما يَحدث لكنّه فقط يشعر بأنّ أمراً غريباً يحدث. ولمزيد من التوضيح شبّهت الدراسة أمرَ السيطرة على التلفزيون الذكي كمن يسيطر على الريموت كنترول عن بُعد، لكن مع عيون مغلقة لأنّه لا يمكنه أن يرى الشاشة. وشدّدت الدراسة على أهمّية تحديثِ نظام التشغيل في التلفزيون دورياً، وفصلِه عن شبكة الإنترنت عندما لا يكون هنالك حاجة للدخول إلى الإنترنت، وإلى وضعِ لاصقٍ خاص على الكاميرا يمكن فتحُه وتسكيره بحسب الحاجة لاستخدام الكاميرا. في المقابل، أشارت الدراسة إلى أنّ تسكير الكاميرا ليس حلّاً نهائياً وآمناً، إذ إنّه على الرغم من تسكير عدسةِ الكاميرا، إلّا أنّها تبقى قادرةً على تسجيل الأصوات في محيطها.قراصنة مبتدئون يستطيعون التحكّم بالتلفزيونات الذكية عن بُعد.

محرر الموقع : 2018 - 02 - 17