وباء الفساد، وعقاقير الاصلاح!
    

امجد العسكري

 

فتاة خلعت ثوب حياءها وراحت تستجدي المارة بيدها المرتعشة خجلا، وطفلها النائمتحايلا عسى ان يرق لها قلبا، فيميل بيد صاحبه لعطي من فتات نقوده شيئا لها ولطفلها.صبي في سن العاشرة، هجر مدرسته وراح يطرق نوافذ السيارات ملوحا ببضاعتهالزهيدة تحت حرارة الشمس، يطرق ابوابا مغلقة عسى ان يتطلع لحاله من انبرى خلفزجاج نافذة السيارة محتفيا بتبريد العربة من شمس الصيف اللاهب.

في النقطة التي تتقاطع فيها طرق المارة يقف العديد من الاشخاص، الذين سرقتاموالهم، وبيعت حقوقهم، ونهبت احلامهم، فلا المسؤول يرأف بالحال، ولا الشعبيتعاون على البر والتقوى في مأواهم ومسكنهم.

 

ان ما يتجلى من صور المشردين،  قد أُخذ الشيء اليسير من مفهومها، ما هي الا ملامحوباء قد اصاب مفاصل الدولة، وهتك بحرمة المسؤسسات، فتآمر الداني، واستبعدالشريف، حيث اطلق العنان لمرض الفساد ان يدب وينتشر في سهول الحكومة، وتحتقبة البرلمان، فقرت قرارات تناسب مصالح شخصية، وتسترعي نزعات طائفية،فمصلحتي اولا، ثم للبيت ربا يحميه.

 

 

وكما تطوى صفحات كتاب متهرئ، انطوى الامل في نفوس الشارع العراقي، انعدممصداق القول في افواه المتباكين للحقوق المواطن، متبؤين مقاعدهم بسند طافي، وحرباهلية، واتسنزاف الثروات، وجهل الامة، وسخط الشارع، فتراهم يترامون كرة الفسادفيما ينهم فتقاسموا كعكة البترول، وتركوا لشارع العراقي الحصة الاكبر من الحربالاهلية، والعبارات العنصرية.

 

و كل ماحصل في السنوات التي خلت هي تداعيات وباء وفايروس قد انتشر بالعمليةالسياسية كانتشار النار بالهشيم، فلهل لهذا الوباء من دواء؟، ام اقتضى الامر علاجالفاسد بالافسد فتؤول الامور مرض اخر؟

ان انتشار مرض الفساد اخذ يجابه بانتشار عقاقير الاصلاح والتي اطلقها السيد "الحكيم"باعلان عن تيار يولد من رحم الالم العراقي، وكما جرت العادة فالحكيم السباق فيوضع الحلول، وارضاخ الاطراف المتنازعة لطاولة الحوار لحقن الدم العراقي، لميحتكر الحكيم براءة اختراعة ليبني لنفسة صرحا داخل الصراع السياسي، بل اعلن عنمباديء تياريه واهدافه الواضحة واضعا سبلا للاصلاح وطرائقا لمعالجة الفساد، ازيحاللثام عن حاجز المواطن والمسؤول فترى شخص "الحكيم" يتنقل في اروقة المجتمع معلنا للمستقبل القادم، كانت معزوفة التغير بخطاباته تطرب لها جميع الطوائف العراقيةعلى حد سواء.

 

ما برح الحكيم يعلن عن مبتغيات وسمات التيار حتى انتشرت عدوى التغير داخلالكهف السياسي، فنجد شخوص ورموز عراقية قد انفلتت من النسق التصعب والانزواءعلى علاقات محددة بدول الجوار، فراحت تبني جسور مع دول العربية، قد حطمتهاايدي الحروب ومنعت اعادة بنائها اصوات الطائفية والتكفير، لم تقتصر عدوىالاصلاح على العلاقة بدول الجوار  فحسب، بل نرى ان باقي الكتل اخذت تاخذالمضمار الصحيح في تجريد احزابها من الشخوص الفاسدة فترى بعض الاحزاب قدعلقت عضوية احد اهم دعائم حزبها معلنة عن ارتباطه بملفات اختلاس الاموالواستنزاف ثروات الشعب .

 

محرر الموقع : 2017 - 09 - 08