المرجعية العليا بين الواقع والافتراء
    

لم ينل الكذب والافتراء شخصية دينية في الزمن الحاضر وتحديدا من بعد سقوط الصنم والى هذا اليوم قدر الذي نال مقام مرجعنا الاعلى السيد السيستاني دام ظله ، ولقد مرت الفترة التي تسنم فيها سماحته مقام المرجعية بمنعطفات مفصلية على الصعيد الحوزوي والداخلي والاقليمي ، فالمرجع الذي نهل علومه من لدن حوزة النجف ومن تحت منبر زعيمها الاكبر السيد الخوئي والشيخ حسين الحلي رحمهما الله تعالى ، خط لنفسه برنامج عمل مستقل سواء على الصعيد الشخصي او على الصعيد الحوزوي ، لم يناغم ولم يهادن في زمن المقبور صدام بغية السماح له وللمقربين منه لاجل اداء بعض الذي يمكن ان يساهم في الحفاظ على عنوانه في الحوزة العلمية في النجف الاشرف ودفع جراء ذلك اثمانا باهضة ، فعلى المستوى العلمي اضطر سماحته لترك درسه في البحث الخارج وهو المعروف عنه لدى المؤالف والمخالف سعيه الحثيث على طلب العلم والمواظبة عليه، وتعرض نجله الاكبر لمحاولة اغتيال في زمن النظام البائد وناله من سوء اخلاق البعض الشيء الكثير ، وكل ذلك لم يحد به عن جادة الصراط ولا حتى الرد بالمثل بل اكثر من ذاك ولا حتى الدفاع عن نفسه بكشف زيف وتسلق الاخرين في كثير من الاحيان ، وبعد سقوط الصنم، اخذ البعض يسيء فهمه لمفهوم الحرية ليتجاوز الخطوط الحمراء والصفراء ويعتدي على كرامات الاخرين بل ويتقمص لباسا ليس من اهله فادعى الكثير منهم بين ليلة وضحاها ادعوا المرجعية وكان المرجعية تعني ان يكون لك مجموعة من الاتباع وحفنة من المال لتكون مؤهلا لقيادة الامة وتكون نائبا للامام عج ، ولم يكتف البعض الذي لم يقبل وسط العلماء واهل الحل والعقد ان يكون استاذا مؤهلا ليدعي المرجعية اقول لم يكتفي بذلك بل صار ينال من مقام المرجعية العليا وبما ان محل كلامنا سماحة السيد السيستاني، اقول صار البعض يشكك في اجتهاد سماحة السيد تارة وفي عنوانه الكبير اخرى ولما لم يفلح بذلك ولم يجد اذانا صاغية سوى تلك التي اصمها الله من سماع الحقيقة، اخذ يتتبع خطوات المرجعية وطريقة تعاطيها مع الشأن الداخلي والخارجي، واخر ماحاولوا استهداف المرجعية فيه ، هو في فتوى الجهاد وانها لم تصدرها واين فتواها في موقعه او تكون قد صدرت من مكتبه، وعدم اصدار المرجعية بيانات ادانة في اكثر تفجيرات العراق، واصدار بيانات الادانة في تفجيرات الكويت والقطيف وغيرها ، هذه الخطوات المكشوفة من قبلهم وان كانت لاتنال من مقام المرجعية ولاتؤثر على من ثبته الله بالقول الثابت والعقيدة السليمة لكن نقول في جوابهم، انكم تارة تتهمون المرجعية بانها هي من اسهمت في صعود الاحزاب الشيعية للبرلمان فنسالهم هل يمكن ان تدلونا على مكتوب ايدتهم المرجعية فيه!! فستقولون اعتمدت ذلك من خلال خطبة الجمعة !! وهذا يعني ان خطبة الجمعة تمثل مايصدر عنها باسم المرجعية بيانا رسميا لايفرق فيه بين البيان المكتوب ، وهذا ماحصل في فتى الجهاد، فكفاكم نفاقا ولاتكونوا ممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض، اما البيانات الصادرة بختم سماحة السيد في تفجيرات الكويت والسعودية، فنقول لهم ان المرجعية العليا مرجعية عليا واب لكل المسلمين شيعة وسنة في كل العالم، فهي ترعى الجميع بعين الاب الحنون تفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم ، واستنكارها واصدارها البيانات بختمها له دلالات كثيرة تتجاوز حد التعزية والادانة والتعريض بالجهة المسؤلة عن حماية المسلمين ، وانها تجعل من هذه الحادثة اضافة لبعدها الديني وتصنف في التحريض الطائفي تاخذ بعدا اقليميا ، اما مايحصل في العراق فالمرجعية كانت اول من اصدر بيانات الادانة والاستنكار سواء تلك الصادرة من مكاتبها داخل العراق وخارجه وتارة من منابر الجمعة وعلى لسان وكلاءها او ممثليها ، في كل حادثة اليمة، وصار تكرار البيان في كل فاجعة او حادثة تفجير يمثل استهلاكا اعلاميا خاليا من المعنى والمضمون لان الموقف من هذا الجرائم بات واضحا للجميع ، ولم تكن بيانات الاستنكار تحمل بعدا اعلاميا او ترويجيا لها كما تفعله هذه الجماعة او تلك وغيرها من الجماعات المنحرفة التي لم تكن تلك الدماء تعنيها اكثر مما يعنيها انتشار بيان الاستنكار والادانة ليمثل لها دعاية مجانية لها 

ثائر الساعدي 

محرر الموقع : 2015 - 07 - 30