الجّاسوسُ الأخير الشَّهير الشُّيوعيُّ الأشهَرُ الأشِرُ
    

محسن ظافر آل غريب

 

الجّاسوسُ الأخير الشَّهير الشُّيوعيُّ الأشهَرُ الأشِرُ 

--------------------------------------------

 

الجّاسوسُ الأخير الشَّهير الشُّيوعيُّ الأشهَرُ الأشِرُ «الأگشَر» Harold Adrian Russell "Kim" Philby وُلِدَ في 1 كانون الثاني 1912م في Ambala في ولاية هاريانا Punjab Province (British India) في شِبه القارة الهنديَّة دُرَّة التاج البريطاني (بريطانيا العُظمى)، تُوفيَ في العاصِمَة الرُّسِيَّة موسكو في 11 أيار 1988م، وُلِدَ لِأبٍ اسمُه St John Philby كان ضابطاً بالجَّيش البريطاني، دبلوماسيَّاً، مُستكشِفاً مُستشرقاً، مُؤلِّفاً.

 

الوالد اعتنق الإسلام واتخذ اسم الحاجّ "الشَّيخ عبدالله". ولَعِبَ دوراً مُحوريَّاً في الثورة العربيَّة الكُبرى ضِدّ الخِلافة العُثمانيَّة وشِركة أرامكو ثم عمل مُستشاراً للملك عبدالعزيز آل سعود. عام 1967م وضَعَ مِن موسكو مُذكراته في كتابهِ الشَّهير “حربيَ الصّامِتة MY SILENT WAR: The Autobiography of a Spy” الذي مازال تطبع منه آلاف النسخ، الكتاب الذي اذهل العالم وكشف فيه عن تفاصيل عمله كجاسوس مُزدَوَج لصالح KGB. 

وأعيد طبع الكتاب عدة مرات بعد نحو 12 عاما من صدوره للمرة الأولى وفيه قدم فيلبي تفاصيل عمليات التجسس التي قام بها لصالح الاتحاد السوفييتي، وكيف تمكن من الهرب إلى موسكو عام 1963 والتي عاش فيها حتى مماته عام 1988 وشرح لماذا ظل مخلصا للشيوعية حتى بعد أن اكتشف جرائم ستالين. وشَت به زميلته الصّهيونية اسمها فلورا سولومون، صديقته خلال دراستهما معاً في ثلاثينات القرن العشرين في «جامعة كامبريدج»، وَشتهُ إلى الاستخبارات البريطانية حول محاولته استقطابها إلى المُعسكرالشُّيوعي خلال شبابهما في الجّامعة، انتقاماً مِنه ومِن مقالاته المعارضة للصّهيونية في صحيفة «Observer» في ستينات القرن الماضي، وأنّها حملت وشايتها هذه وروَجتها لدى فكتور روتشيلد (لورد روتشيلد) الذي ترأس سابقاً قسم مكافحة الارهاب في «وكالة الاستخبارات البريطانية» (M15)، وفق كتاب «جاسوس في حضرة أصدقائه A Spy Among Friends: Kim Philby and the Great Betrayal» تأليف Ben Macintyre صدر عن «دار Bloomsbury» في لندن ونيويورك. كشفت وثائق العصر السّوفييتي لزوار المَعرض المُخصص لنشاطات الاستخبارات الخارجية السُّوفيتية المُستمر في موسكو، حتى 5 تشرين الأوَّل المقبل، على الخطَّة الرَّهيبة التي رتبتها الاستخبارات السُّوفيتيَّة لهروب كيم فيلبي من بيروت في كانون الثاني 1963م على مَتن سفينة سوفييتية توجهت خصّيصَاً لإنقاذ أخطر وأهم عميل عرفته البشريَّة. أن العقائِدي الشُّيوعي فيلبي بحق أخطر رجل استخبارات في القَرن العشرين، كانت حياته سريَّة تماماً، خلَّف أثراً في تاريخ قرن كامل، تلقى جوائز مِن الدّكتاتور الإسباني فرانسيسكو فرانكو، والملكة البريطانية إليزابيث الثانية، وصافح مستشاري أدولف هتلر وترقى في سلم العمل في المخابرات البريطانيَّة، وكان عميلاً سوفيتياً بدوافع أفكار راسخة في قلبه وعقله وضميره. بين عام 1940م، تاريخ انخراطه في "Mi6" جهاز الاستخبارات البريطاني، ومنتصَف القَرن الماضي، كان فيلبي يشغل مكتباً بمبنى "Mi6"، ويُطلِع بصفة مُنتظمة الاتحاد السّوفييتي على تصرفات وستراتيجيَّة الأميركيين والبريطانيين. لكن ابتداءً مِن عام 1951م، بدأت الشّكوك تحوم بشأن تجسُّس مُضاد يقوم به دونالد ماكلين وغاي بورجيس، صديقيْ فيلبي اللذين سيُعْلِمهما هو نفسه بصفته زعيم خلية التجسُّس السُّوفيتية، الذي أطلق عليها "كا جي بي" (الهارفرديون الخمسة) نسبة لتخرجهم جميعاً مِن جامعة هارفارد العريقة، في الوقت المناسب بمراقبتهما. فيلوذان بالفرار إلى موسكو، لكنهما ومن هناك سيدحضان كُلّ الشُّكوك حيال فيلبي. 12 سنة عمل موظفو "Mi6" على حِماية فيلبي والدّفاع عنه في مواجهة التحقيقات الملحة لـ "Mi5" (جهاز مُكافحة التجسُّس)، واثقين مِن نزاهته. يفسر تيم ميلن ذلك قائلا: "قليل من الأشخاص داخل وكالة الاستخبارات البريطانيَّة كانوا يحظون بمِثل ذلك التعاطف والاحترام الذي ناله كيم، مِن كُلّ الذين اشتغلوا معه". فيلبي جاسوس مُحنّك، فعندما قدّم استقالته سنة 1951م مِن الاستخبارات البريطانية، كان العديد مِن حوله مُقتنعين أن السَّبب دبلوماسياً، عمدَ إلى إقالة نفسه ليهدئ روع الأميركيين، المُستائين مِن تجاوزهم مِن طرف السُّوفييت، في برلين وكوريا. ستيوار مينزيس على رأس جهاز الاستخبارات البريطاني "Mi6"، خانته فراسته ، كان يزمجر في وجه نظيره بـجهاز مكافحة التجسس "م.آي 5" ويحضَّه أن يكف عن توجسّه تجاه فيلبي ويعدل عن تحقيقاته بِشأن نشاطاته لأنها قد تغدو مُجرد "مُطاردة للسّاحرات!". وكان مسؤول استخباري أميركي " فجّر قنبلة معلوماتيَّة" على مسمع صحافي مُتحمّس في صحيفة "The Sunday" الاُسبوعيّة آنَ أبلغه مُتباهياً أن فيلبي كان يعمل كضابط اتصال بريطاني مع كل مِن وكالة المُخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي. السّر كان مُدهِشَاً بحيث أضفى بُعداً دراميَّاً على هروب فيلبي. معناه أنه خلال 3 أعوام من الحرب الباردة فيلبي كان في بؤرة عمليات الاستخبارات الغربيَّة ضدّ السُّوفييت. وكانت الخطورة تتمثل أيضاً في أن هذا العميل المُزدوج تمكّن مِن اختراق جهاز الاستخبارات الخارجيَّة البريطانيَّة ثمّ نجح في اختراق وكالة الاستخبارات المركزية في أميركا! وتبيَّن أيضاً أن مُدير الوكالة بيل ولتربيديل أعطى فيلبي الضَّوء الأخضر لمعرفة تفاصيل ما يدور في الوكالة على كُلّ الصُّعُد. فضلاً عن ذلكَ تعيين فيلبي عام 1949 ضابط اتصال بين الاستخبارات البريطانيَّة ووكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي جعله يقف على كل الخطط التي تدبرها الوكالة ضدّ موسكو لإبلاغه السُّوفييت بأسماء الجَّواسيس الأميركيين والبريطانيين الناشطين ضدّهم في مُختلف أنحاء العالَم.

 

العَصر السُّوفييتي الغابر، لَمْ يكن ديمقراطِيَّاً ولا تحرّريَّاً ولا إنسانيَّاً، فشَلَ وفلولُهُ أكثر مِن فشَل أنظِمَة اليمين، مِثل البداوَة السَّعوديَّة- الوهابيّة الإرهابيَّة البِدعة الباطِنيَّة الجّهلاء الظَّلامِيَّة الظّالِمَة للإنسان غاية الأديان، بتقيّةٍ أشَدّ كفراً ونفاقاً، خاصَّةً ضدّ نصف المُجتمع المَرأة. في كتاب "مدينة سقراط: مقدمة إلى أثينا الكلاسيكية"، لـ جية دبليو روبرتز قال: إن كراهية النساء تُعدّ تقليدية في الأدب اليوناني وهي أقدم من الكوميديا والتراجيديا، قديمة جدًا كعهد هيسود على الأقل، لَمْ تنصفها الأعراب في قيادَتها المُجتمَع، بل حتى في قيادَة السَّيّارَة!. اليسار الأعسر واليمين سواء في عدمِيَّة العَدل أساس المُلك!. خاتِمُ الأديان الإسلام مُحِبٌ Philogyny للمَرأة، لَمْ يكن نبيّ الإسلام (ص) كاره Misandry للمَرأةِ، والمُتصَوّفُ المُسلِمُ ابن عربي لا يُعَوّل على مكانٍ لا يُؤنَّث مَكانةً للمَرأة!. بل نصوص العهدين القديم والجَّديد والجّاهليَّة والرّق في الشَّرق ونصير طواغيته في اُوربا العجوز ومحاكم تفتيشها الكنسيَّة الدّاعشيَّة في الغرب!.

 

 

 

محرر الموقع : 2017 - 09 - 17