لماذا اتجه المواطن نحو العلمانية ؟
    
الكاتب عمار ياسر 
 
لا شك أن الساحة السياسية بعد عام 2003 باتت مفتوحة أمام الجميع للدخول إلى عالم السياسة والحكم فوجدنا أنفسنا فجأة أمام عدد كبير من الاحزاب والكتل والتيارات كل حسب توجهات معينة 
منها إسلامية ومنها علمانية وأحزاب أخرى وفي ظل الظروف التي عانى منها العراق تحت وطأة النظام السابق من ظلم وخوف وتضييق على ممارسة الطقوس الدينية وكافة الأمور ، وجد المواطن العراقي بطبيعته التي تميل إلى الإسلاميين أكثر من غيرهم أنهم هم الحل لكي يحققوا له ما يريد من خدمات وأمن وعيش في ظل حياة كريمة لكن ماذا حصل ؟
لم تثبت الاحزاب الاسلامية التي تسلمت الحكم جدارتها في إدارة الدولة وفي خدمة المواطن لذلك 
تشكل توجه جديد لدى المواطن نحو الاحزاب العلمانية المدنية لأنه فقد ثقة بالأحزاب الحاكمة ووجد أنها لم تعد تملك رؤى للمرحلة القادمة بعد ان يأس من الاحزاب والشخصيات الدينية في الحكم والسياسة ،
أحزاب الاسلام السياسي  لم تتبع مبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب وإنما وزعت المناصب والوظائف القيادية والإدارية وفق المحاصصة  لم تراعي مصالح الشعب وانا راعت مصالحها الخاصة 
ومصالح نوابها أما الشعب الذي اوصلها إلى الحكم ركنته جانبا والا بماذا نفسر تفشي الفقر ؟ والجهل ؟ والبطالة ؟ وتردي الخدمات ؟ وانتشار الفساد ؟ وعدم الاستقرار ؟  
اعتقد ان  على المواطن ان يفكر قليلا بمستقبله ومستقبل الاجيال القادمة ويراجع نفسه قليلا و يسأل نفسه ماذا قدمت له الوجوه التي اوصلها هو نفسه للحكم ؟ هل تغير واقعه ؟ هل تحسنت أوضاعه؟ علينا أن نغير قليلا 
حقيقة ان وعي  الشعب  بحقيقة هذه الأحزاب ومعرفة جوهرها حتى وان انطوت تحت مسمى او شعار إسلامي بات مكشوف ولن ينفعها ان تدخل للمنافسة السياسية القادمة بشعارات ومسميات ورموز إسلامية  لست ضد الاحزاب الاسلامية ولكن إلا يمكننا القول ان الاحزاب الاسلامية هي التي جعلت المواطن يبتعد عنها شيئا فشيئا لأنهم لم يتنافسوا لخدمة المواطن بل تتنافس من أجل الحصول على مكاسب شخصية سياسية ليس للمواطن علاقة بها من قريب أو بعيد
لذلك أعتقد أن المواطن بدأ يعي انه الوحيد ضحية كل ما يفعله السياسيين ،  
المشكلة تكمن في الوجوه التي لم تتغير منذ 2003 وحتى الآن هم نفسهم ولم نرى وجوه سياسية جديدة تخدم المجتمع كل هذه الأمور جعلت المواطن يتجه نحو العلمانية  وينحو منحى آخر بعيدا عن الاسلام السياسي .
محرر الموقع : 2017 - 09 - 22