في السويد ...منظمات طوعية تساعد المهاجرين الجدد على تعلم اللغة السويدية
    

يواجه الكثير من القادمين الجدد الى السويد معضلة اللغة ، فبرغم توفر الدورات الدراسية المجانية لكل الحاصلين على الإقامة في السويد، فان تحدث السويدية ليس بالأمر السهل على المهاجرين الجدد .

يرجع البعض ذلك الى قلة تركيز مدارس تعليم السويدية على المهارات الكلامية، بالإضافة الى ندرة استخدام اللغة السويدية في الحياة اليومية لهؤلاء المهاجرين في بيئتهم المجتمعية، حيث يعيشون مع بعضهم البعض ويتحدثون لغاتهم الأصلية بشكل يومي .

لمحاولة التغلب على ذلك، تنظم بعض المجموعات التطوعية لقاءات بين سويديين ومهاجرين جدد في طور تعلم اللغة، يتعرف من خلالها المهاجرون على المعالم السياحة والثقافة السويدية بالإضافة الى ممارستهم للغة السويدية.

ماكس يانسن يعمل لدى انترناشونيلا بيكانتسكوبار أو المعارف العالمية القريبة، وهي منظمة غير ربحيه في استكهولم تسعي الى مساعدة المهاجرين على ممارسة التحدث باللغة السويدية والاندماج في المجتمع السويدي :

 "في تحدث اللغة قوه ، من يستطيع تحدثها يتلقى الاحترام ومن لا يفعل لا يحترم ، حتى لو كان ما تعرفه القليل فانك تقابل بالاحترام كونك تحاول "

 " في سبيل تمرنهم على ممارسة اللغة. عليهم ان يدركوا بأن اللغة واحدة من جزئيات الحياة ويجب على الفرد تحدثها من أجل الدخول الى المجتمع السويدي"

 إلهام محمدي إيرانية تعيش في استكهولم تخرج مع احدى هذه المجموعات وكما تقول فإنها مهتمة بالأنشطة والزيارات التي تقوم بها هذه المجموعات الى جانب ممارسة اللغة .

 " هناك الكثير من النشاطات الممتعة بالنسبة لي، وأيضا يحضر معنا الى مثل هذه النشاطات أشخاص من جنسيات مختلفة ويحضر سويديون لطيفون جدا ، فمثلا ذهبنا الى متحف الرقص وحديقة الحيوان سكانسن ومتاحف اخرى "

ويقوم عدد من السويديين بزيارة مدارس تعليم السويدية للمهاجرين او ما يسمى SFI وهناك يقيمون حلقات نقاشية مع الدارسين بغية تحفيزهم لتحدث السويدية وممارستها في حياتهم اليومية كما يقومون بمساعدة الدارسين على حل واجباتهم الدراسية.

 " الكثير من المشاركين لا يستخدمون اللغة السويدية كثيرا خارج المدرسة فمثلاً في منطقة تنستا يمكن للفرد تدبر اموره بلغته الام تقريباً عند الذهاب للمتاجر على سبيل المثال."يقول ماكس يانسن

 "نقوم بزيارة دورات تعليم السويدية للمهاجرين او دورات تعليم السويدية كلغة ثانيه ، نأخذ مجموعه من اربعة الى خمسة من الدارسين ونتحدث معهم ، الغرض من ذلك هو تقوية لغتهم السويدية"

في أثناء تجوله مع المجموعة في حديقة سكانسن في ستوكهولم يقول محمد لطيف وهو شاب فلسطيني يعيش في ستوكهولم أن هدفه من الانضمام الى مثل تلك المجموعات هو التعرف على الاخرين والاندماج في المجتمع السويدي .

ويضيف "كنت اتمنى لو أني اعرف مثل هذه الاشياء سابقا ، هذا شيء جدا مفيد وانصح به كل القادمين الجدد "

 لكن كيف يتحدث من يعرف فقط القليل جداً من اللغة السويدية أثناء التقاءه مع الآخرين ؟ يانسن يقدم نصيحة لهؤلاء تتلخص في البدء بالجزء الابسط والاستمرار بممارسة اللغة باستمرار .

 "حاول ، تعلم الكلمات البسيطة أولاً و ابني عليها طوال الوقت ثم تدرب على التحدث عند مخالطة السويديين" يقول ماكس يانسن من انتيرناسيونالا بيكانت سكابر أو المعارف العالمية القريبة .

 في اجازة نهاية الاسبوع تلتقي مجموعه من المهاجرين من جنسيات مختلفة مع عدد من السويديين في مكان ما من سوتكهولم ، يتفق بشأن المكان عبر الفيس بوك او عن طريق القائمة البريدية.

يشكل المهاجرون سبعين بالمئة وهم خليط من جنسيات مختلفة بينما تكون بقية المجموعة من السويديين. تذهب المجموعة الى أحد معالم المدينة ويقوم أحد السويديين بالتحدث عن المكان الذي يتواجدون فيه أو المعلم التاريخي الذي يمرون من أمامه.

 في أيام الشتاء، يتوجهون الى أحدى المقاهي لتناول القهوة والتحدث مع بعضهم وهوما يسمى بالسويدية فيكا. أما في الصيف، فتزداد الأنشطة نظراً لغزارة ما تقدمه ستوكهولم من تنوع بالأنشطة الثقافية والفنية والأدبية، يستقل أعضاء المجموعة القطار أو يسيرون الى الأماكن التي تقام فيها الحفلات الفنية الكبرى حاملين معهم وجبات طعام خفيفة و حصائر صغيره للجلوس عليها.

 يسعى السويديون أنفسهم من خلال الالتقاء بالمهاجرين الى التعرف على ثقافات الشعوب الاخرى، وخلق جو من التفاهم بينهم وبين المهاجرين بالإضافة الى التخلص من الأحكام المسبقة في أذهان البعض تجاه الثقافات الأخرى.

محرر الموقع : 2012 - 09 - 13