أمازون تربك خارطة الخدمات اللوجستية في العالم‎
    

صوت الجالية العراقية ; شطبت الخطط الجديدة التي أعلنتها شركة أمازون، مليارات الدولارات من القيمة السوقية لشركات الخدمات اللوجستية ونقل الطرود. ووقع أكبر نصيب من الخسائر على أسهم شركتي يو.بي.أس وفيديكس، اللتين فقدتا نحو 3 مليار دولار في تعاملات يوم الخميس.

وأحدثت أمازون صدمة كبيرة في قطاع الخدمات اللوجستية ونقل الطرود في العالم وخاصة في الدول المتقدمة التي تنشط فيها بقوة حين أعلنت أنها ستبني شبكة شاحنات لتوريد بضائعها إلى عملائها في الولايات المتحدة. ومن المتوقع تعميم التجربة في دول أخرى في المستقبل.

وفتحت الأبواب للأفراء للحصول على امتياز تشغيل شاحنات من الشركة مع تسهيلات في الحصول على التجهيزات والزي الموحد للشركة وخصومات في أسعار الوقود والتأمين.

وقالت إنها تريد إبقاء تكلفة الحصول على امتياز الحصول على الشاحنة والعمل مع أمازون في حدود 10 آلاف دولار. وقدرت الأرباح التي يمكن أن يحققها من يقوم بتشغيل 40 شاحنة إلى 300 ألف دولار سنويا.

ويمنح البرنامج شركة أمازون خيارات إضافية لإيصال طرود بضائعها إلى الزبائن، والتي يصل غالبها حاليا عن طريق شركتي يو.بي.أس وفيديكس ودوائر البريد الأميركية.

كما تستخدم الشركة حاليا سائقين مستقلين بموجب عقود خارجية لإيصال طرودها في شاحناتهم وسياراتهم الخاصة ضمن برنامج تطلق عليه فلكس.

ونسبت صحيفة فايننشال تايمز إلى ديف كلارك نائب رئيس العمليات العالمية في أمازون قوله إن “مطالب الزبائن حاليا أعلى من أي وقت مضى وأن الشركة تريد ويجب عليها زيادة طاقة توصيل الطرود”.

وتواصل الشركة منذ سنوات الاستثمار الكثيف في الخدمات اللوجستية في ظل النمو السريع للطلب على مبيعات بضائعها عبر الإنترنت. وتضمن ذلك شراء طائرات للشحن الجوي وأسطول شاحنات كبيرة وبناء شبكة من محطات التوزيع.
ويتوقع محللون أن تتجاوز حصة أمازون من تجارة التجزئة عبر الإنترنت في الولايات المتحدة، حاجز 50 بالمئة بحلول العام المقبل.

وتظهر البيانات أن تكلفة شحن بضائعها في أنحاء العالم بلغت 21.7 مليار دولار في العام الماضي، وأنها أوصلت 5 مليارات طرد إلى أكثر من 100 مليون مشترك في برنامج برايم، الذي يقدم خدمة توصيل مجانية وسريعة خلال يوم أو يومين في 17 بلدا.

وأدى النمو السريع لتجارة أمازون عبر الإنترنت إلى ضغوط كبيرة على شركائها الذين يقدمون لها خدمات لوجستية، بسبب مطالب أمازون بأن يكون لها دور أكبر في سبل إيصال الطرود إلى الزبائن.

وتقول أمازون إنها حريصة على تطوير علاقاتها مع شركائها في سلسلة توريد الطرود وليس استبدالهم. وأكد كلارك أن الشركة لديها علاقات جيدة مع شركائها التقليديين وأنها تأمل بتطوير ونمو هذا القطاع.

ويتصاعد القلق من التغييرات الكبيرة في حركة التجارة وسوق العمل بسبب الثورة التي أحدثتها أمازون وأدت إلى انهيار الكثير من السلاسل العريقة لمتاجر التجزئة، التي لم تعد تحتمل التكاليف التشغيلية المرتفعة مقارنة برشاقة أمازون وأسعارها.

وتعرضت الشركة ورئيسها التنفيذي جيف بيزوس، الذي جعلته أمازون أكبر أثرياء العالم لانتقادات الرئيس دونالد ترامب بسبب تأثيرها على متاجر التجزئة وتعاملاتها المالية مع شركات نقل الطرود.

ودعا ترامب إلى زيادة الضرائب المفروضة على أمازون وأمر بإجراء تحقيق في السجلات المالية في مجال خدمات إيصال الطرود.

وتشكو شركات مبيعات التجزئة التقليدية من أنها ضحية منافسة غير عادلة لأن منافستها عبر الإنترنت لا تدفع الرسوم والضرائب التي تترتب على المتاجر التقليدية.

وتنهمك حكومات الدول الغربية في البحث عن حلول لتداعيات انتشار تجارة التجزئة ونشاط شركات التكنولوجيا العابرة للحدود، وتسعى لوضع نظام يفرض على تلك الشركات دفع ضرائب تستند إلى موقع المستهلك.

وتعاني الكثير من الدول من تراجع حصيلة الضرائب بسبب اختفاء المبيعات عن رقابتها بسبب اتخاذ شركات مبيعات التجزئة مقرات في ملاذات ضريبية أو بلدان تمنحها إعفاءات كبيرة.

ويجمع الخبراء على أن تداعيات غزو تجارة التجزئة بدأت تحدث تغييرات خطيرة في نشاط شوارع المدن والنشاطات المرتبطة بها وفي سوق العمل، بعد أن أصبحت توفر معظم السلع الاستهلاكية.

محرر الموقع : 2018 - 07 - 01