شبهات قديمة جديدة في احياء النهضة الحسينية وان زادوا في الطنبور أوتار (4)
    

سابعااخرج مسلم (976) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي).

فلماذا يلومون ويكفرون محبي اهل البيت لزيارتهم قبور الائمة من العترة الطاهرة  فاذا هم يزعمون ان ام النبي كانت كافرة وفي النار والنبي (ص)زارها حسب ما يرون ؟!ولم ينكروا عليه(ص) فالأولى ان زيارة سبط النبي وسيد شباب اهل الجنة الامام الحسين جائزة وليس فيها ما يضير...

ثامنا: الملاحظة الملفتة عند ائمة السلف هو غلوهم المفرط بقداسة الصحابة جميعا وبالخصوص معاوية ودفاعهم المستميت عن كل ما اجتراحه بحق الرسالة من تحريف ودفن لذكر النبي (ص)ورغم لعن القران لبني امية (والشجرة الملعونة في القران)ولعن النبي (ص)له وانه راس الفئة الباغية ولا اشبع الله بطنه ...الخ لكن الامام محمد بن المبارك وابن حجر ولإمام احمد بن حنبل يقول:

جاء فى شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي ص 270 وهو أحد كتاب الوحى وهو الميزان في حب الصحابة ومفتاح الصحابة سُئل الامام أحمد رضى الله عنه أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز ؟ فقال : لغبار لحق بأنف جواد معاوية بين يدى رسول الله (ص) خير من عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه وأماتنا على حبه ) علمنا ان معاوية لم يشترك في اغزوه او سرية زمن النبي(ص)...!!!

ولكن عندما يقول الشيعة ان غبار جواد انف الامام الحسين سيد شباب اهل الجنة يوم عاشوراء او غبار ضريحه المقدس او غبار زواره افضل من الطاغية الفاجر الكافر يزيد بن معاوية الذي اباد الذرية الصالحة واستباح المدينة وهدم الكعبة تنقلب الدنيا وتقام ولأتقعد لأنه خليفة ولي امر المسلمين !.

تاسعا:كثيرا ما يحمل على الشيعة اتباع بني امية لندبهم المستمر للحسين والتفجع على مصيبته رغم ابتداع وترويج احبار بني امية لاحاديث مكذوبة بصيام يوم عاشوراء واحياء الافراح في يوم عاشوراء ... ففي هذا اليوم تابَ الله على سيدنا آدم(ع)، وقيل: هو اليوم الذي أُهْبِطَ فيه سيدنا آدم إلى الأرض، وفي يوم العاشر من المحرم نجى الله سفينةَ سيدنا نوحٍ (ع)من الطوفان،

وفي يوم العاشر من المحرم نجى الله فيه سيدنا موسى (ع) من الغرق

كما زعموا ان النبي (ص)وجد اليهود يصمون يوم العاشر من المحرم وعلم أنهم يصومون ذلك اليوم شكرًا لله على نجاه موسى، قال: "نحن أولى بموسى منهم" وأمر بصيام ذلك اليوم محتسبًا أن يكفر الله لمن صارمه سنة قبله.

لكن أئمة الامة وعلمائها جعلوا من كارثة كربلاء مصيبة سرمدية كبرى للامة لا تبلى وقائعا ولا ينتهي امدها .انظر حديث ام سلمة عن قارورة تربة كربلاء وبكاء ونحيب وصراخ النبي (ص) وذكروا :ان النبي (ص) نظر إلى الحسين بن علي عليهما السلام وهو مقبل فأجلسه في حجره وقال إن لقتل الحسين حَرَارَةً في قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لا تَبْرُدُ أَبَداً ثُمَّ قَالَ عليه السلام بِأَبِي قَتِيلُ كُلِّ عَبْرَةٍ قِيلَ وما قَتِيلُ كُلِّ عَبْرَةٍ يَا ابْنَ رَسُولِ الله قَالَ : لا يَذْكُرُهُ مُؤْمِنٌ إِلاَّ بَكَى .

ابن العربي في القواصم شهادة الحسين مصيبة لاتجبر

قال ابن العربي في العواصم من القواصم ط الأوقاف السعودية (1 / 232)::( ليس حوله مثله ولا له من الأنصار من يرعى حقه، ولا من يبذل نفسه دونه، فأردنا أن نطهر الأرض من خمر يزيد فأرقنا دم الحسين، فجاءتنا مصيبة لا يجبرها سرور الدهر.) 
وقوله أيضا في العواصم من القواصم ط الأوقاف السعودية (1 / 232):  :(ما أدرى في هذا إلا التسليم لقضاء الله، والحزن على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقية الدهر) 
رثاء الامام أبو عبد الله الحاكم للامام الحسين

يقول أبو عثمان الصابوني: أنشدني شيخنا الإمام أبو عبد الله الحاكم صاحب (المستدرك على الصّحيحين)، في مجلس الإمام الحمشادي، يقول:

جاؤوا برأسِك يا ابنَ بنتِ محمّدٍ متزمّلاً بدمائه تزميلا
وكأنّما بك يا ابنَ بنت محمّدٍ قتلوا جهاراً عاقدين رسولا

قتلوك عطشاناً ولم يترقّبوا في قتلِك التنزيل والتأويلا

عاشرا:من المعلوم ان الرجل الشرقي وحتى المثقف منهم دائما إشكاليته الكبرى بانه يلقي بتبعات فشله على غيره لاجل التنصل من ضعفه وعدم قدرته على الوقوف على قدميه وتحدي الصعاب...! وهذا بدوره يسحب كل قضية سلبية على المرجعية لماذا لا تعمل كذا ؟ولماذا لاتقول كذا؟ ولماذا لاتتصدى لكذا ؟

1-اليس السنة الشريفة تؤكد على كل من راى منكرا استنكره من غير حاجة لقول المرجع ؟

2-اليس كل واحد مسؤول ولايسقط التكليف عنه ؟

3-: اليس يرى الحاضر مالايرى الغائب .؟

او ليس على كل فرد ان يبدء التغييربنفسه ومحاربة كل المظاهرالشاذة والغيرلائقة ولا إنسانية وكل مايتنافى مع الشرع والقانون والعرف الإنساني وبكل شجاعة وصراحة  لان السكت عن الحق شيطان اخرس؟

احدى عشر:يطرح البعض مستنكرا خروج مسيرات الأربعين الحسيني في الغرب بانها لغوا لعدم حصول تفاعل معها من قبل الجمهور  اوعدم اهتمام من قبل تلك الشعوب والامم فإن صحت تلك المزاعم ..فليس اللوم والعتب على حشود تلك التظاهرات بل اللوم وكل اللوم والعتب على نقاد تلك التظاهرات من النخب المثقفة وأصحاب الفكروحملة الأقلام والكتاب لعدم استثمارالاعلام الغربي بتخطيط واعي وبمهنية ذكية بنشرمباديء وقيم النهضة الحسينية حتى تتفهماوتستوعبها تلك الشعوب كما تفهمت واستوعبت أطروحة المحرقة اليهودية (الهلكوست )حتى اصبح من يستهجنها جريمة يعقاب عليها القانون الدولي ..!!

اثنا عشر: البعض يردد ان الخطيب الفلاني جاء بروايات سمجة او اخبار ملفقة ..الخ ونقول لهم الحمد الله لقد شخصتم الداء فحكموا عقولكم ولا تتبعوا الشواذ ..علما ان الشيعة ليس لديهم صحاح بل كتبهم فيها الغث والسمين والصحيح والسقيم ومن يمتلك الالية العلمية يستطيع التمييز والفرز. ونؤكد عليكم قبل طرحت الشبهات والإشكاليات الخزعبلات وتلفيقات وترهات فلان وفلان على الواعين والراغبين بالبحث بقراءة مصنفات رائعة في النهضة الحسينية أمثال العلامة القرشي او اسد حيدر او العلايلي او شمس الدين وغيرهم فأنها تميط الثام عن كثيرمن الشبهات وما دس من اكداس ألاكاذيب في التاريخ والحديث للطعن بالنهضة الحسينية

وفي الختام نطرح هذه الرواية للتمعن في فحواها :فقد ورد عن الإمام الرضا (ع) وقد سأله ابن أبي محمود: يا بن رسول الله، إن عندنا أخبارا في فضائل أمير المؤمنين (ع)، وفضلكم أهل البيت، وهي من رواية مخالفيكم ولا نعرف مثلها عنكم، أفندين بها؟ فقال: يا بن أبي محمود، لقد أخبرني أبي عن أبيه عن جده (ع) أن رسول الله (ص) قال: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله عزّ وجلّ فقد عبد الله، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس، ثم قال الرضا (ع): يا بن أبي محمود، إن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا وجعلوها على أقسام ثلاثة: أحدها: الغلو، وثانيهاالتقصير في أمرنا، وثالثها: التصريح بمثالب أعدائنا، فإذا سمع الناس الغلو فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا، وإذا سمعوا التقصير اعتقوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا، وقد قال الله عزّ وجلّ:(وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) الأنعام/ 108. يابن أبي محمود إذا أخذ الناس يمينا وشمالا فالزم طريقتنا، فإنه من لزمنا لزمناه، ومن فارقنا فارقناه، إن أدنى ما يُخرج الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة هذه نواة، ثم يدين بذلك ويبرأ ممن خالفه. يأبن أبي محمود، احفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك فيه خير الدنيا والآخرة.

 

هلال ال فخرالدين

محرر الموقع : 2017 - 11 - 17