في ذكرى شهادَة الأب القائِد المُؤسّس لجُمهوريَّة العِراق
    

محسن ظافر آل غريب

الجَّنرالُ الخالِد والسُّنيّ لَلَّذيّ عشقهُ الشّيعةُ حتى قيام قائِمِهم وقيامَتهم «عبدالكريم قاسِم» تقدَّسَت نفسه الزَّكيَّة؛ صورَة الاُنموذج الجَّميل مُستفزَّة الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ بسِدارَتِهِ الفيصليَّة عِراقيّ الهُويَّة هامةً ومَهمَّةً الوَطَنيّ الأصيل فوق المُيول وجريمة الطّائِفيَّة السّياسيَّة، المُسلِم الصَّحيح كدَولَةِ صدر الإسلام الأوَّل المدنيَّة في المدينة المُنوَّرَةِ، قاسِم “القاسِم المُشترك الأعظم” غير المُتطرّف داعشيّاً وَهابيّاً إرهابيّاً، العلمانيّ الإنسانيّ المُقتدى المُفتدى، كبوذيّ لا يُؤذي.
 
الكاتب الصَّحافيّ الأميركيّ Thomas Friedman مولود 20 تمُّوز 1953م، في صحيفة “ The New York Times” الأميركيَّة، علَّيق على صِراع الأجيال الجّاري في إيران والسَّعودية، ما اقرَّه الرَّئيس الإيراني سماحة الشَّيخ د. حسن روحاني الذي قال: “ لا أحد لديه الحق في فرض رُؤية مُحدَّدَة على جيل المُستقبل ”، مُستحضِرَاً قول أمير المُؤمنين عليّ (ع): “ أولادَكم خُلِقوا لِزمانٍ غير زمانكُم ”.
 
عِراقُ عليٍّ وابنه الثائِر الحُسين، عبَّرَ عنه أميرُ المُؤمِنين عليّ في رسالَةِ “ عهدهِ ” إلى مالك الأشتر: «النّاسُ صِنفان، إمّا أخٌ لكَ في الدّين، أو نظيرُ لك في الخلق»، وثمَّت حديث نبويّ وكّدَ عليه الإمام الصّادق (عليهم صلاة الله وسلامه): «خير الناس مَن نفع الناس»، ذكر مُفرَدَة «النّاس» مُجرَّدَة، «الناسُ» النافعينَ لغيرهم كمُؤسّس جُمهوريَّة العِراق «قاسم» وخليفته في رئاسة الحكومة العِراقيَّة «حيدر العبادي» والمُستحقين للمديح بكونهم «خير الناس»، وما يتعلّق بـ«الناس» المُتوَجه إليهم النفع؛ “ صوت الجّالية العِراقيَّة ”.
 
وقد وقع الحيف والإجحاف على الشَّعب العِراقيّ، بتآمر انقلاب شباط الأسوَد بتعاون القوميّين الزُّور عرب البعث وكُرد العِراق، وخاصَّةً كُرد العِراق؛ إذ انَّ حكومة إقليم شَماليّ العِراق المَحلّيَّة تميل حيثما تكون مصلحتها، والدَّليل تغيير موقفها المُفاجئ مِن النِّفط، كانت تقول ان الحكومة المركزيَّة لا يحقّ لَها التدخل فيه، وهذا دليل واضح على أنها تبغي التهرُّب مِن شَرَف مشروعيّتِها حيال مُجتمَعِها في الإقليم الَّذي باتَ واثِقاً بأنَّ حكومتِه المَحلّيَّة السَّبَب الرَّئيس للأزَمات الدّاخليَّة والخارجيَّة التي عصَفت فيه.
 
ان حكومة كُرد العِراق المَحلّيَّة الانفصاليَّة الخائِبة التي لم يسمح قاسم باستحداثها، حاولَت الرّدَّة إلى احداث ما قبل عام 2010م وارجاع استحواذها والسَّيطرة على النِّفط والمطارات والمنافذ الحدوديَّة، وإن هذا الاُسلوب انتهى مفعوله ولا بُدَّ ان تنصاع إلى الدّستور. وأنَّ هناك 125 شخصيَّة مُتهمَة بتهريب الأموال إلى خارج العِراق، وأنَّ الجّهات الدُّوليَّة تعمل مُنذ عامين لجمع المعلومات وقد توفرَت لها قاعِدَة بيانات كافية عن أموال هؤلاء المسؤولين وتضخم أموالهم في فتراتٍ مُتقاربة. وأنَّ رئيس الوزراء سيُعطي قاعدة البيانات هذه إلى اللّجنة القضائيَّة العِراقيَّة التي شكّلها لمراجعتها، وتدقيق الأموال والأسماء، والحسابات الخارجيَّة، ما يُؤثر على الانتخابات الموعودَة المُنتظَرَة. وأعلَنت حركة التغيير الكُرديَّة، إن اجتماعات الاتحاد الوَطني والحزب الديمقراطي الكُرديَّين لم تعد تُخيفها، وأنَّ القاعِدَة الجَّماهيريَّة لهذين الحزبين تراجعت نتيجة الأزَمات التي خلّفاها لِمُجتمَع كُرد العِراق وتوَرطهما الهائِل في الفساد الاقتصادي والاجتماعي والعِلمي والقضائي.، وصورتهما بدَت جليَّة للعالَم على المُستويين الدّاخلي والخارجي سيَّما بعد اطلاع الحكومة العِراقيَّة على ملفات فسادهما أثناء تدقيقها قوائم رواتب المُوَظَّفين في الإقليم. وبفضل مواقع التواصل الاجتماعي تعرَّف الناس عليهم أكثر، فلم يعد المُواطنون يؤمنون بما يقول هذين الحزبين، والأهمّ هنالك إرادَة عِراقيَّة وإقليميَّة ودوليَّة لإنهاء أو تحجيم دورهم في المَشهد السّياسي. وأكّد النائب ووزير النقل الأسبق باقر جبر الزّبيدي، اطلاعه على تقارير إسرائيلية تشير إلى إن هناك توافق أميركي إسرائيلي سَعودي لإيجاد بؤرَة لهم في إيران كما حصل في سوريا، بعد أن فشلوا في أقامة دولَة الاستفتاء في شَماليّ العِراق.
 
 
 

 

محرر الموقع : 2018 - 01 - 10