المرأة ودورها البناء
    
هادي الدعمي
كثيرآ ما نسمع من كلمات تقلل من دور المرآة في المشاركة مع اخيها الرجل يدا بيد لبناء الحياة ، وتعتبر المرآة في نظر البعض حكرآ للبيت فقط، وهذا هو الخطاء الفادح الذي رفضه القران والسنة النبوية، عندما نقرأ في الفكر الاسلامي أن للمرأة دورآ حضاريآ،الاسلام لاينظر الى المرأة على انها شيطان مخيف، ولاينظر إليها على أنها ملاك وديع ، وأنما ينظر إليها على أنها انسانة ، وهي شقيقة الرجل في أداء رسالته، وشريكته في تحمل المسؤولية، بل أكثر من ذلك، أحيانا المرأة تقوم بعبء المسؤولية قبل الرجل وسأسرع، لهذا يشهد التاريخ وحسن السيرة التي حفظتها لنا المرأة في ارشيف الحياة، لذا نرى القرآن يتحدث عن المرأة بقوة ، وعزيمة وصلابة ، فعندما يقدم القران المرأة فإنه يقدمها من موقع القوة، وليس من موطن الضعف، وهذا مانجده في قصة مريم ،وآسيا بنت مزاحم ،وبلقيس ملكةسبأ، وعلى راس الجميع نجد الوضوح في عظمة المرأة من خلال الصديقة فاطمة الزهراء، ومن هنا جعل الاسلام دور للمرأة وحفظ منزلتها ، وهذا يجعل المرأة شانها شأن الرجل فمنها الصالحة، ومنها دون ذلك ...وقد ذكر القرآن اللونين من النساء ...فواحدة مؤمنة ضرب الله بها مثلا للمؤمنين ...وأخرى كافرة ضرب الله بها مثلا للكفر...كذلك في سيرة المصطفى ،حيث نجد ان النبي (ص)كان يتعامل مع نوعين من النساء في المجتمع، وفِي الاسرة، في المجتمع كان يتعامل مع خديجة ، ويتعامل مع حمالة الحطب ، إذ تمثل الاولى قمة الإيمان ونصرة الرسول ...بينما تمثل الثانية بؤرة الانحدار والكفر، وهذا طبيعي يحدث في المجتمع الاسلامي،أذا للمرأة دور بارز في اَي بلد سواء كان البلداسلامي أو غير الاسلامي، لكن دور ها  في المشروع الاسلامي يختلف من حيث الأداء والتنفيذ وهذا ما أشار آلية أمير  المؤمنين عليه السلام أهتمام خاص بالمرأة ، فنراه تارة ينظر اليها كآية من آيات الخلق الألهي ، وتجلي من تجليات الخالق عز وجل فيقول (عقول النساء في جمالهن وجمال الرجال في عقولهم). وتارة ينظر الى كل ما موجود هو آية ومظهر من مظاهر النساء فيقول (لاتملك المرأة من أمرها ماجاوز نفسها فأن المرأة ريحانة وليس قهرمانة)، أي المرأة ريحانة وزهرة تعطر المجتمع بعطر الرياحين والزهور .
لقد وردت كلمة الريحان في القرآن الكريم في الآية التالية(فأما ان كان من المقربين فروح وريحان وجنة النعيم) والريحان هنا كل نبات طيب الريح مفردته ريحانة ، فروح وريحان تعني الرحمة والرحمة.
 
وعلى الرغم من ان المرأة مظهر من مظاهر الجمال الألهي فأنها تستطيع كالرجل ان تنال جميع الكمالات الأخرى ، وهذا لايعني لابد ان تخوض جميع ميادين الحياة كالحرب والأعمال الشاقة ، بل ان الله تعالى جعلها مكملة للرجل ، أي الرجل والمرأة احدهما مكملا للآخر.
ان كلام الأمام علي كان  تكريما للمرأة ووضعها المكانة التي وضعها الله تعالى بها، حيث لم يحملها مشقة الخدمة والعمل في المنزل وأعتبر أجر ما تقوم به من اعمال في رعاية بيتها كأجر الجهاد في سبيل الله. 
لذا تعتبر المرأة هي المسؤل الاول في الاسرة، ولها الدور الأكبر في المنزل ومع الابناءفي تربيتهم وتنشئتهم نشأة دينية صالحة، وحرصها على تعليمهم ، فلا يستطيع احد ان ينكر دور المرأة وأهميته في بناءالاجيال الجديدة ،فالمرأة هي من قدمت وعملت وربت للمجتمع الطبيب والمهندس والعالم والمعلم ، لذا اصبح كل جهدها هو منفعة للكل ، أعطت كل طاقاتها لبيتها لتخرج هذا الجيل المتعلم القادرعلى تطوير مجتمعه ودفعه للتقدم والرقي ، لذا تعتبر المرأة هي أساس البناء في المجتمع الإنساني .
وكما قال الشاعر حافظ ابراهيم في قصيدته العلم والاخلاق 
الأم مدرسة إذا أعددتها      أعددت شعبا طيب الأعراق
محرر الموقع : 2018 - 01 - 13