يأس ام تفاؤل في الانتخابات المقبلة
    

حقا لا ادري هل اصاب باليأس ام بالتفاؤل وانا ارى  تأسيس القوائم واقامة التحالفات الانتخابية   والتهيئة للأنتخابات القادمة    رغم ثقتي وتفاؤلي بالحياة وتطورها وانها تسير الى الامام وتسموا الى الاعلى رغم كل  ما يعكر صفوها  وتصرفات اعدائها الا اني اصيب بالاحباط واليأس وانا اشاهد  حركات السياسيين واستمع الى تصريحاتهم   التي تصب كلها في مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية  وكل هدفهم هو الحصول على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا  والذي يمنحهم اكثر قوة وسيطرة على الاخرين  

  لم تجد سياسي رفع شعارا يخص العراق والعراقيين يستهدف بناء العراق وسعادة العراقيين  خلق انسان عراقي يعتز بعراقيته ويفتخر بها ويقول انا عراقي وعراقي   بل كل واحد من هؤلاء انطلق من مصلحته الخاصة بالدرجة الاولى  وهي الوصول للقوة والنفوذ وجمع المال لهذا انطلق من عشيرته من من منطقته من طائفته من قوميته   لا يعني انه في صالح هذه المنطلقات ابدا انها وسائل تضليل وخداع ليس الا لتحقيق مصلحته الخاصة  الغريب كل هؤلاء نسوا العراق والعراقيين  وهذا دليل واضح وبرهان ساطع على ان هؤلاء جميعا لصوص كاذبون منافقون    ولو كانوا  يملكون بعض الصدق بعض الشرف   لأنطلقوا من مصلحة العراق والعراقيين لكنهم لصوص هدفهم سرقة العراق والعراقيين وخداع العراقيين عندما انطلقوا من تلك المنطلقات  الضيقة التي تشعل نيران الحقد والكراهية

المعروف في كل العالم من يرشح   نفسه   يملك خطة واضحة وبرنامج واضح  موضحا ومبينا هدفه ووسيلته  وهي خدمة الشعب الشعب رفع من مستواه يقضي على مشاكله ومعاناته يحقق احلامه وآماله يجنبه كل شر ويدخله كل خير اما ان يجعل من الوصول الى كرسي المسئولية وسيلة  لتغيير حاله من فقير الى غني ومن لا شي الى كل شي ومن وضيع حقير الى شريف رفيع ففي هذه الحالة يصبح الترشيح والحصول على كرسي المسئولية وسيلة مغرية وسهلة لاصحاب النفوس المريضة اللصوص والفاسدين واهل الرذيلة لهذا تراهم في مقدمة المرشحين وبما انهم مبدعون في اساليب التضليل والخداع  واستخدام كل طرق الشيطان من اغراء  تهديد  فمن الطبيعي   سيصلون الى كراسي المسئولية بسهولة  ويصبح  كل شي بيدهم   ثروة العراقيين كرامة  العراقيين والعراقيات    

وهكذا فجأة وبدون مقدمات اصبحوا من اصحاب المال والعقارات والشهادات العلمية العالية     وحياة مرفهة منعمة لم يعشها خلفاء وسلاطين وملوك ايام زمان في حين الشعب يزداد   ذلا فقرا جوعا الا من  اوصلته الصدفة الى قرب احد المسئولين  وقرر الخضوع له فعينه المسئول في احدى دوائر الدولة او من ضمن عناصر حمايته او سمسارا خاص به

فخلال  اكثر من 14 عاما اي منذ تحرير العراق حتى عصرنا شاهدنا  مسئولين وصلوا عن طريق   الحملات  الانتخابية التي تبدأ كل اربع سنوات لا علاقة لهم بالسياسة  وبعضهم عناصر مشبوهة غامضة انتهازية بل هناك لصوص واهل رذيلة  مزورون محتالون ساعدتهم ظروف الفوضى وعدم التنظيم  للوصول الى كراسي المسئولية    

لا شك ان هذا العدد الكبيرمن هذه القوائم الكثيرة التي بلغت اكثر من 200 قائمة دليل على السبب في ذلك هو التنافس على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا اي الحصول على المال الاكثر في وقت اقصر    فالعراق بالنسبة لهم كعكة وكل واحد مجموعة تريد الحصة الاكبر ولا يهمهم مصير العراق والعراقيين بل ان الكثير من هؤلاء يرون في نشر الفوضى الفساد الارهاب النزعات الطائفية والعنصرية والعشائرية من الظروف الملائمة لسرقة اموال العراقيين لافسادهم  وحتى لقتلهم واغتصاب نسائهم لهذا فانهم يشجعون هذه الفوضى لانها تغطي سلبياتهم ومفاسدهم وموبقاتهم  وتحول دون محاسبتهم

اكثر من 200  قائمة انتخابية     عرضت نفسها للترشيح ودعت الشعب الى انتخابها الى اختيارها

ما  هو برنامج المرشحين ما هي خطتهم مشاريعهم الجديدة  لا نجد لان كل هؤلاء المرشحين هم الذين يحكموننا منذ  2003 وحتى الآن وكل هؤلاء برنامجهم خطتهم هو الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا والحصة الاكبر من الكعكة   وبنا ان هؤلاء المسئولين هدفهم مصالحهم الشخصية لهذا كل واحد منهم اسس له قائمة خاصة به هذا من جهة ومن جهة ثانية الغاية منها تضليل الشعب وخداعه   

المعروف جيدا لكل قائمة خط فكري معين واسلوب خاص بها في خدمة الشعب   في بناء العراق في القضاء والانتماء الى هذه القائمة اوتلك وفق ذلك  الخط الفكري والاسلوب الخاص وهكذا تجري  التحالفات    الا بالنسبة لجماعتنا لا خط فكري ولا اسلوب   فالانتماء والتحالف وفق الذي يضمن لي حصة اكبر من تقسيم الكعكة

اما البطالة والفقر  وسوء الخدمات  وحالة الفوضى  والرشاوى والاحتيال واستغلال النفوذ  والفساد الاداري والمالي وانهيار مؤسسات الدولة  وكل من يده له وسيطرت الاعراف العشائرية وشيوخها  حتى تلاشت الدولة بكل مؤسساتها العسكرية والامنية والمدنية   كل ذلك لم يشر لها احد من المرشحين ولم يشر الى كيفية معالجتها  والقضاء عليها   لم نسمح مرشح واحد تطرق الى رواتب المسئولين الى امتيازاتهم الى مكاسبهم الى حمايتهم الى تبذيرهم الى اسرافهم الى ما يحصلون عليه  من مال من نفوذ  فعدد حماية المسئولين تعادل  ضعف عدد الجيش الاردني واللبناني والاسرائيلي وما يبدد من مال للمسئولين يعادل ضعف ميزانية الاردن ولبنان واسرائيل

لا ادري لماذا هل انها تزعجه وتقلل من اندفاعه نحو الهدف  المطلوب وهو الكرسي الذي يدر ذهبا ومن جهة اخرى لا يريد ان يسئ الى نفسه لانه هو نفسه مسئول عن كل ذلك   لم يتغير شي فكل الذي تغير هو اسم القائمة والتحالف

ومع ذلك  اني متفائل  بالتغيير والتجديد ولو بطيئا فالحياة تتغير وتتجدد  رغم انف اللصوص والفاسدين   اني متفائل

مهدي المولى

 

محرر الموقع : 2018 - 01 - 14