سذاجة الفكر العربي وحيرة التفكير.
    

صامد العكيلي

  سذاجة الفكر العربي وحيرة التفكير.

الفرد عندما يتأمل في حيثيات الحياة المرتبطة بأزمنة الشعوب وتقدمها وبناء الدول ومؤسساتها يجد فرقاً في هذا المجال بين بلد وأخر , وشعب ونظيره , هذا شئ طبيعي عندما يكون هذا التطور امتداد لحضارات خلت وشعوب وَلتْ.

هذا الأختلاف ولدّ تناقض فكري في مخيلة الانسان الساذج , قبل المفكر  وتساؤلات تشوبها العديد من الاسرار المبهمة ! عند الاغلب الاعمّ من الشعوب والاسرار المعقدة !عند المتصدي لحقبة زمن الحكم الذي هو فيه .

السعي مقابل المراوحة في قفص السؤال ( هل البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة ) هو معنى الاختلاف الحقيقي بين فرد وأخر.  بين من يسعى لليتقدم خطوة كل يوم , بل كل ساعة , بل كل لحظة , وبين من يستفسر عن سؤال طالما تعكز عليه في أيجاد حلول مأساته ! هكذا هم الافراد في أختلافهم وتنواعتهم الفكرية , والعملية التي تتأثر فيها الشعوب جزاء ماقدموه . فيؤثر على بلدانهم وبناءِ مؤسساتهم السياسية كانت, أو الاجتماعية ,أوالصحية وغيرها . أذاً حقيقة تقدم الشعوب مرتبطة بأبنائها.

الفرد العربي تراوده أفكار ذات صلة بالموضوعِ .  حيث تتناثر أمام ناظريه العديد من الأسئلة التي أحياناً  لايجد لها جواباً !  بل وحتى وأن عثر عليها فحيرة الفرد العربي مرهونة بأزمنة الماضي ! حيث يتخيل أجداده ما الذي حققوه من نهوض حضاري وفكري؟!  نقيض ما صنع الاخرون وأورثوه أبنائهم من أرث فكري متقدم مئات السنين عن الاخرين ! يتساءل هل الارض الخصبة وجدها غيرنا ؟ أم نحن من لم يحرثها ؟ من ساعد هذه البلدان الهجينة أن تكون في قمة الرقي والازدهار ؟! رغم نشأتها الحديثة ! وأختلاط أجناسها المنسجم ! ولماذا هذه الاجيال التي ورثت هذا النجاح وحصدت ثماره لم تتأثر أفكارهم بالدخلاء ؟! ولم تتشوه صورتهم الوطنية ؟! عكس أفكارنا الخصبة لكل فكر متشضي ! ولكل ملامح عداوة بغيضة! ويتأثر بالثرثرة والعبثية ! التي تهاجم النظام ! فما فائدة الحضارات التأريخية (عكازة الاجيال).

هل نحن كأفراد عرب بشعوب متعددة وبأعراق وأجناس وديانات ومذاهب متعددة قادرون أن نغير واقع (أكل الزمن عليه وشرب) ؟ النضوج الفكري سلاح فتاك لقتل و ودّ أي فتنة فكرية قديمة , أو مستحدثة هذا النضوج الفكري يأتي بمعابر شتى منها حرية التعبير الحضاري, وعدم تكميم الافواه ذات الحلول الناجعة , ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب, وشعور الفرد بأنه فرد موجود وليس رقم تحصيل حاصل للعد فقط ! بل شعوره بأنه مكمل لكل نجاح ينهض به بلده.

حياة ,ونهوض ,ورقي ,وازدهار كل البلدان مرتبط بالعينة من أفراده ذات الوعي الرصين, والفهم الواسع , والمدرك لسبل التضحية من أجل إبقاء ديمومة حياة بلدانهم التي ناضلت من أجل وجود الاشياء الناجحة التي حققوها ,والحفاظ على سعة وتوسعة انجاحها , دون الرجوع خطوة واحدة الى الخلف .

محرر الموقع : 2018 - 02 - 17