كتابُ «ثورة يوليو الأمريكية علاقة عبدالناصر بالمخابرات الأمريكية» المؤلف “ محمد جلال كشك ”
    

محسن ظافر آل غريب

 

 

كتابُ «ثورة يوليو الأمريكية علاقة عبدالناصر بالمخابرات الأمريكية» المؤلف “ محمد جلال كشك ”

----------------------------------------------------------------------------------------------

 

سَرد وشِعر الحياة واغتيال مطامير الفقد

 

سير چيمس چورج فريزر Sir James George Frazer، (وُلِدَ وتُوفي في Glasgow، اسكوتلاندا عاشَ بين 1 كانون الثاني 1854- 7 ماي 1941م)، عالِم انثروبولوجيا مُؤلِّف «الغصن الذهبي The Golden Bough» دراسة في السِّحر والاُسطورَة وشَعائِر الدِّين (1890) مُذ ظهور الحضَر والزّراعة ما قبل التاريخ في كُتبه الأُخرى: «الطَّوطميَّة والزَّواج بغير ذوي القُربى Totemism and Exogamy» و«الطَّوطميَّة Totemism» في مُجتمع البَداوة. كان له اثر في تطوّر عِلم الانثروبولوجيا وعلى “ رائِد علِم التحليل النفسي فرويد ” الذي ألَّف كتاب " طوطم وطابو". يرى التطوّر العقلي البشري مرَّ بثلاث مراحل: السِّحر البدائي، والدِّين، والعِلم. نصوص شعر الموت والبعث، في كتاب  Samuel Cromer «طقوسُ الجّنس المُقدَّس عند السّومريين» رثائية الفقد منسوبة لإنانا خلط الذكورَة الأرضيَّة بالحبيب والزَّوج، الابن، والأخ، إذ نقرأ: «ذهبوا بزوجي الحبيب... ذهبوا بابني الحبيب... زوجي يبحث عن طعامٍ فتحول إلى طعام... وابني ذهب يبحث عن ماءٍ فأسلموه إلى الماء وبات أخي مثل يدٍ سُحقت». بعث تموزي مِن موته أوائل الرَّبيع، ونشيد الخصب وحفل التجدِّد: «زوج إنانا الذي كان نائماً استيقظ وعلى فمه صرخة: يا مليكي نحن كُلّنا مِن حولك تعال معي يا أخا إنانا أنتَ الذي ينام نومة قلقة تعال معي اخلعْ تاج القُدس عن هامتك واذهب حاسِرَ الرَّأس». مِثال «العينُ ذات الجَّفن المعدِنيَّة» شريف حتاتة و«شرَف» صنع الله إبراهيم و«العسكري الأسود» يوسُف إدريس و«القطار» صلاح حافظ و«الحقد الأسود» شاكر خصباك و«السَّجن» نبيل سُليمان و«الوَشم» عبدالرَّحمن مجيد الرُّبيعي و«يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ» أيمن المعتوم و«القوقعة» مصطفى خليفة و«شرق المُتوسط» عبدالرَّحمن مُنيف و«الزّنزانة رقم 10» أحمد المرزوقي و«تلك العتمة الباهرَة» الطّاهر بن جلّون و«الكرنك» نجيب نوبل.

 

لم يكن بيني وبين الشريف حسين تأثر شخصي ولا مصلحة ممكنة أو ممنوعة، والرجل مات قبل أن أولد، إنما أردت بتحليل العلاقة بين ما أسموه بالثورة العربية الكبرى، والمخابرات البريطانية إلقاء الضوء على ما تولد عن هذه العلاقة وترتب عليها من نتائج ما زالت أمتنا تعانى آثارها إلى اليوم، كذلك أردت بكشف العلاقة بين حركة 23 يوليو والمخابرات الأمريكية ،أن أكشف للشعب العربي التاريخ السري الذي أشار إليه رجل المخابرات ألأمريكية ومدير شئون ثورة 23 يوليو عندما قال: إن المؤرخين والدارسين الذين لا تتاح لهم معرفة التاريخ السري للأحداث، لا يمكنهم أن يفسروا مثلا لماذا تجنب عبدالناصر الحرب مع إسرائيل في ظروف كان النصر فيها محتملا بينما قاد بلاده إلى حرب محتومة الخسارة". إنها لُعبة شديدة التعقيد، أراد عبدالناصر أن يوظف الولايات المُتحدة لخدمة أهدافه، التي كانت بلا شك وطنية في جوهرها شريفة في مقصدها لكنه أخطأ أهدافه وخسر لسبب بسيط هو عد التكافؤ بين اللاعبين.. وهذه هي العبرة التي نهدف إلى استخلاصها وتقديمها للمشتغلين بالسياسة والذين سيشتغلون بها يوما ما.. أنه لا يمكن أن تنجز ثورة " بمؤامرة " وأنه لا يمكن أن تتحقق مصالح الشعوب من خلال التعاون مع أعرق الاستعماريات المتعارضة المصالح والمواقف مع الأمة العربية وخاصة منذ سيطرة إسرائيل على القرار السياسي في الولايات المُتحدة.

 

فإذا أضفنا إلى ذلك الحقيقة المعروفة وهى أن المخابرات الأمريكية أكثر الأجهزة الأمريكية تعرضا لتأثير" الموساد" أو المخابرات الإسرائيلية، أمكننا أن نتوقع أن تكون بعض النصائح التي قدمتها المخابرات السى آى ايه ـ التي أربكت القيادة الناصرية وأسقطتها في أخطاء أجادت إسرائيل، الاستفادة منها، يمكن أن نتوقع أنها موعز بها من عناصر الموساد داخل المخابرات الأمريكية ومن استرعى الذئب ظلم.. إن رجال المخابرات الأمريكية الذين اتصلوا بتنظيم السادات وتعاونوا مع مجموعة عبد الناصر كانت تحركهم ثلاثة أهداف:

 

1- منع قيام ثورة راديكالية حقيقية في مصر.

2- حماية إسرائيل .

3- تصفية الإمبراطوريتين، البريطانية والفرنسية في العالم العربي، وإحلال النفوذ الأمريكي وليس الروسي محلهما.

 

ويجدر أن نشير هنا إلى تجربة حدثت في العالم العربي، وللأسف فإن نفس التزوير والرغبة في خداع النفس، لربما تجنب قادة حركة 23 يوليو الوقوع في نفس الخطأ .. ولربما تجنبوا أن يأتي مؤرخ فيطلق على حركة 23 يوليو اسم " ثورة كيرميت روزفلت" كما أطلقنا نحن على ثورة الشريف حسين أو " الثورة العربية الكبرى" لقب " ثورة لورنس" . مسرحية :" مات الملك البريطاني.. عاش الرئيس الأمريكي" أو بتعبير شكسبيري.. كانت الناصرية العبد الذي اغتال به الابن الأمريكي الأب البريطاني العجوز وورث قطيعه ومماليكه. لا .. هذا نصب.. الوطن فوق النظام.. ومهما بلغ ضيق الصعيد أو الإسكندرية بحاكم مصر فهذا لا يعنى الانفصال، على أية حال الانفصال لم يتم في عهد فاروق، بل بعدما ذهب الملك الفاسد وجاء الحكم الصالح.. لو كان انقلابيو يوليو وطنيين أو يريدون حقا وحدة وادي النيل ، فلماذا عندما ألغوا الملكية لم يعلنوا جمهورية مصر والسودان- وقتها- " رئيس جمهورية وادي النيل"؟ لسبب بسيط أنهم ألغوا الملكية بأمر من الأمريكان بعد مساومات وتسوية بين الإنجليز والأمريكان اتفق على خروج الإنجليز من السودان ومنع وحدته مع مصر.. وأمر عبد الناصر فاستجاب.. كيف يكون " انتظار الولايات المتحدة لميراث الإمبراطورية البريطانية " المدخل للحديث عن ثورة يوليو.. إلا تسليما بمفهومنا، وهو أن الصراع الأنجلو- أمريكي على الشرق الأوسط دفع الولايات المتحدة للإطاحة بالنظم المرتبطة ببريطانيا بواسطة الانقلابات العسكرية كما حدث في سوريا ومصر ثم العراق وليبيا السودان..الخ.. ولكن عملا بمبدأ بورقيبة:" خذ وطالب.." نقبل الانتقال من مرحلة النفي القاطع التى وردت عام 1976 هى :" لم يكن هناك اتصال بين الثورة والولايات المتحدة قبل ليلة 23 يوليو" ( محمد حسنين هيكل: قصة السويس ص 68) إلى التاريخ المعدل طبعة المزيدة والمنقحة حيث أفرج عن النص التالي:" لم يكن لهم اتصال مباشر سابق مع الأمريكيين "( محمد حسنين هيكل أيضا: قطع ذيل الأسد ص 33..) وربما في كتاب قادم يقطع عضوا آخر للأسد أو الكلب يعترف بالاتصال المباشر وما أنجبه هذا الاتصال.. إذا كانت جوقة الناصريين والخاضعين لابتزاز هيكل قد استطاعت مستغلة جهل قارئيها، أن تصورني وكأني أنا الذي اكتشفت البارود، أعنى علاقة انقلاب يوليو بالأمريكان، فتلك كما قيل: شرف لا أدعيه وتهمة لا أنكرها.. فلست من الغرور بحيث أسكت عن هذا الادعاء مغتبطا به، ولست أيضا شديد التواضع إلى الحد الذي يدفعني لإنكار ما ساهمت به في نشره وتطويره.. فالحق أنه لا تكاد توجد وثيقة أو حكاية تتعرض لتاريخ انقلاب يوليو إلا وأشارت إلى علاقة هذا الانقلاب بالمخابرات الأمريكية، كأمر مفروغ منه لا يحتاج لنقاش أو إثبات، وبعض الدراسات عن تلك الفترة أو عن نشاط المخابرات الأمريكية بصفة عامة تورد هذه الحقيقة في الهامش .. تماما كما يتعرض أي مصدر – محترم- لما يسمى بالثورة العربية أو حركة الشريف حسين في الحرب العالمية ألأولى، فإن هذا المصدر أو الدراسة لا تجد نفسها مطالبة بتسويد الصفحات لإثبات علاقة تلك الثورة بالمخابرات البريطانية، وخاصة أن لورنس وعلاقته بتلك الثورة أشهر من الشريف حسين. رواية انجليزية بعنوان " امرأة من القاهرة " تأليف " Nobel Barber " الذي كان رئيسا للقسم الخارجي بجريدة " الديلى ميل" البريطانية والذي عاش في القاهرة فترة وفي مركز سمح له بأن يلتقي بالملك فاروق و

عبدالناصر والسادات، وأصيب بطلقة في الرأس خلال الانتفاضة المجرية. الرواية تاريخية عن القاهرة من 1919 إلى ما بعد " ثورة يوليو".. في سياق فصول الرواية: أن طائرة عزيز المصري لم تسقط بسبب خطأ الميكانيكي الذي أعدها والذي يقال إنه نسى وأغلق مفتاح الزيت بدلا من فتحه وهو التفسير الذي نشأنا عليه، بل يقول " باربر" إن المخابرات البريطانية هى التي دبرت عن طريق عميل لها كان معهم، إسقاط الطائرة التي كان يسوقها ذو الفقار صبري شقيق على صبري الذي تحيط به ألف علامة استفهام. وإن ناصر كان على اتصال بضابط المخابرات الأمريكية ستيفسون خلال الحرب العالمية الثانية ". كذلك استعرض لنا الأستاذ محسن، المصادر التي تحدثت عن أمريكية ثورة يوليو فقال: في كتابه " فاروق ملك مصر" قال المؤلف بارى سان كلير " إن الأمريكيين استغلوا كراهية المصريين للانجليز فشجعوا حركة السادات أو تسامحوا معها وقال الكاتب إن إحدى السيدات المقيمات في القاهرة شاهدت أحد المسئولين في السفارة الأمريكية يجلس بجوار جمال عبدالناصر في سينما ريفولى بالإسكندرية في ديسمبر عام 1951.. وها هو شاهد غريب الشهادة، هو الضابط السابق " حسين حمودة" وهو من السادات وقد جاء في كتابه " صفحات من تاريخ مصر" : " بعد أن يئس الأمريكان من الملك فاروق حاولوا الاتصال بالجيش عن طريق الملحق العسكري الامريكى بالسفارة الأمريكية بالقاهرة والذي كان بحكم وظيفته على اتصال بوزارة الدفاع، وقد حضر كاتب هذه السطور شخصيا عدة اجتماعات في منزل الملحق العسكري الامريكى بالزمالك مع " جمال عبدالناصر" وكان الكلام يدور في مسائل خاصة بالتسليح والتدريب والموقف الدولي والخطر الشيوعي على العالَم بعامة والشرق الأوسط خاصة، وأن الولايات المتحدة ستساند أي نهضة تقوم في مصر، لأن بقاء الحال على ما هو عليه في مصر ينذر بانتشار الشيوعية. قانون حريَّة المعلومات الأميركي عام 1966م استثنى وَكالة CIA في رئاسة ريجان عام 1980م إذ حكمت المحكمة الدّستورية العُليا الأميركيَّة بـ 6 أصوات ضدّ 3 في قضية " فرانك ستيب ضدّ الولايات المُتحدة" قضت بحقّ المُخابرات الأميركيَّة في مُراقبة ما ينشره موظفوها السّابقون مدى الحياة، للتأكّد مِن أنهم لم يذيعوا معلومات سرّيَّة. وكان " كارتر" آخر الليبراليين، اصدر قانونا عام 1978 بترجيح حق الجمهور في المعرفة عند تصنيف الوثائق إلى محظور ومباح، فيقتصر الحظر على ما لا مجال للشك في خطورته على الأمن الوطني، أما ما يحتمل الشك فيفرج عنه للجمهور. وقد ألغى ريجان هذا القرار في 2 ابريل ، فأعفى الموظفون من أي اعتبار لحق الجمهور في المعرفة، وألزموا في حالة الشك بترجيح الحظر، وألغي شرط " خطر على الأمن الوطني". وفى 11 مارس 1983 صدر قانون رئاسي أي لا يعرض على الكونجرس، يحظر على طائفة كبيرة من الموظفين العاملين والسابقين " نشر أي معلومات قد تكون سرّيَّة" وقد لاحظ الرئيس نيكسون أن قائمة الطعام في البيت ألأبيض يكتب عليها سرّي. كما أصدر الرئيس ريجان قانون " حماية الأشخاص العاملين في المخابرات" وهو يمنع نشر أسماء الأشخاص المتعاونين بطريقة ما مع المخابرات ألأمريكية حتى ولو كانوا قد ارتكبوا جرائم معاقب عليها بموجب القوانين الأمريكية " وقد وصفه فيليب كيرلاند أستاذ القانون في جامعة شيكاغو بأنه أوضح عدوان قام به الكونجرس على الحرية الأولى في وثيقة الحقوق". وتأمل كل الأسماء التي وردت في كتاب" لعبة الأمم" كمتصلين بالمخابرات الأمريكية ، تجدها ما زالت بعد 1969 في مكانها على القمة، أو عادت للتألق بعد فترة خفوت.. وكأن ساحرا ما يجدد حيويتها ويدفع بها إلى قمة الأحداث. ".. مصر تطبق الخطة الدفاعية المصدق عليها من سنة 1966 واسمها " قاهر".. الخطة الدفاعية لا تعنى قيامنا بأي ضربات جوية أو غيرها.

عام 1999م قانون حُريَّة المعلومات ناجز نافذ في إسرائيل.

 

https://kitabat.com/2018/03/20/القوميون-عبدالناصر-والقذافي-وصدّام،/

https://www.youtube.com/watch?v=GBQPzdNqywg

كتابُ الناشر الزَّهراء للإعلام العربي قبل 30 سنة 1408هـ 1988م نعرضه بمُناسبة “ إزالة صنم عبدالناصِر ” مِن بهو التلفزيون المصري: «ثورة يوليو الأمريكية علاقة عبد الناصر بالمخابرات الأمريكية» المؤلف: “ محمد جلال كشك ”.

 

محرر الموقع : 2018 - 03 - 21