من أين يستمد عمار الحكيم قوته
    

غزوان مصطفى البلداوي

دفعني الفضول للاستماع الى كلمة عمار الحكيم، في ذكرى مقتل عمه (محمد باقر الحكيم)، وحاولت ان اعرف حقيقة تواجد انصاره في مواقع التواصل الاجتماعي، قياساً بوجودهم الفعلي على ارض الواقع، فأحببت ان اعرف هل هي حقيقة، ام مجرد اعلام لا اكثر، وما الذي سيتحدث به في هذا العام؟ هل في جعبته شيء جديد؟ ام انها كسابقتها خطابات لاستعراض القوّة.

فمن خلال ما شاهدته من حضور، اردت ان استمع لما سيتحدث به لهم، وبماذا سيعدهم؟ فاستمعت الى بعض المفردات، التي أطلقها زعيمهم في كلمته، فأثارت انتباهي جملة من العبارات كان أهمها:

 (لابد من حصر السلاح بيد الدولة, التخلص من قيود التوافقية السياسية, لا تركنوا للأقاويل وحديث الي ما عدهم شغل، امضوا في طريقكم واحجوا معلك, عبرنا ذيج وهاي وبعد ما نعبّر).

حديث عمار الحكيم يختلف كثيراً عن السابق، فالذي يتابعه بتمعن سيجد ان الرجل يتحدث من مصدر قوة, وثقة عالية, وكأنه حسم أمره باكراً، مع إن غالبية السياسيين اللذين يتحدثون للإعلام يتحدثون بخوف وحذر شديدين، وكأنهم لم يضمنوا اَي شيء لمستقبلهم السياسي والانتخابي، لكن هذا الرجل يختلف عنهم كثيراً، ولَم اره بهذه القوة والعزيمة من قبل، مع وجود بعض النقاط المؤشرة، التي يتوقف عندها الجميع على هذا الشخص.

(لابد من حصر السلاح بيد الدولة, التخلص من قيود التوافقية السياسية)

تحدث عن حصر السلاح بيد الدولة! وهذا الامر بذاته يحتاج الى دولة تختص بهذا فقط، لأن بعض الاحزاب لديها كم هائل من المليشيات المسلحة والمرتبطة في الخارج، وتمتلك القوة والمال والسلاح، وكل واحدة منها بإمكانها ان تهدد أمن الدولة والمواطن، فالأحداث التي تشهد على ذلك كثيرة جداً لسنا بصدد ذكرها، فحصر السلاح بيد الدولة يحتاج الى رئيس وزراء قوي، وحكومة قوية تؤازره على ذلك.

اما قوله عن التخلص من قيود التوافقية السياسية، هذا يعني إن من يتحدث بهذا الامر، يجب ان يحصد في الانتخابات القادمة، ثلث أعضاء البرلمان على الأقل، او لديه ضمانات أكيدة من احزاب اخرى، في اتفاق مسبق ومجهز، لتكوّن مصدر قوة له ولمشروعه الذي تحدث عنه، فقط الاقوى هو من يتحدث بهذه الصيغة.

 (لا تركنوا للأقاويل وحديث الي ما عدهم شغل، امضوا في طريقكم واحجوا معلك)

هذه الجملة بالذات تعني أمرين: الأول: دعوى لأنصاره ان لا يعيروا اَي اهتمام للذين لا شغل ولا عمل لديهم، اَي ان جعبتهم خالية من المشاريع او ما شاكل، فهم لا يمتلكون ما نمتلكه نحن في الانتخابات القادمة، الثاني: احجوا معلك يعني نحن قد ضمنا نصرنا، وحسمنا امرنا، ولا يخيفنا او يعيقنا شيء في قادم الأيام، تحدثوا بقوة وثقة عالية.

 (عبرنا ذيج وهاي، وبعد ما نعبر)

 تحدث بتلك العبارة امام قادة الاحزاب السياسية، ومن على منصة مكتبه الخاص، لعل سائل يسأل ما الذي يقصده الحكيم في ذلك؟ وما الذي عبره سابقاً ولاحقاً ولم يعبره في قادم الايام؟ فهي رسالة واضحة المعالم، لا تحتاج الى تأويل، فإنه يقول إن رئاسة الحكومة القادمة هي من نصيبنا، ولا نسمح لها ان تذهب لغيرنا، وقد سمحنا لها ان تذهب أربعة مرات الى (حزب الدعوة)، ولن نسمح ببقائها لديهم في الحكومة القادمة، فلقد عبرناها في السابق للمالكي لدواعي سياسية، وعبرناها في المرة الفائتة للعبادي لذات الدواعي، وهذه المرة من نصيبنا، هكذا قرأ الكثير عبارات الحكيم في الاول من رجب.

نهاية القول: إن الحكيم تحدث بقوة، لم يتحدث بها غيره، وحسم أمره, وأرسل الرسائل جملة, على المستوى الداخلي والخارجي، مفادها إننا نحن من سيحكم العراق، ومن يريد ان يركب في مركبنا عليه ان ينصت لكلامنا، فلقد انصتنا كثيراً في السابق، ولن ننصت في اللاحق، فالاحتفال بذكرى الاول من رجب في المناطق الغربية، تعني القوة والتوافق بين طرفين كبيرين، فجمهور المناطق الغربية اكبر بكثير من بعض المناطق الوسطى والجنوبية، السؤال بماذا سيفاجئ السياسيين (عمار الحكيم)؟ هل ذلك المهرجان هو احد عوامل القوة التي تحدث بها الحكيم؟ أم لديه عوامل اخرى لم يكشف عنها بعد؟ هذا ما ستكشفه الأيام القليلة القادمة.

'

 

 

محرر الموقع : 2018 - 03 - 23