همسات كونيّة(199)خلاصة مائة همسة‎
    

 همساتٌ كونيّة(199) 
بإختصار أهمّ (12) قضية – والرقم 12 بآلمناسبة لها مداليل كثيرة أوردتها تلميحاً أو تفصيلاً في (المئة الثانيّة) من الهمسات ألكونيّة:
1- مُعاداة ألعراقيين و غيرهم؛ خصوصا ألحكام و السّياسييون و الكُتّاب و الأعلاميين و المثقفين و الأكاديميين للفكر و آلفلسفة التي هي فوق العلم!
أما العوام و منهم أعضاء الأحزاب ألـ 320 و هو رقم مخيف بآلمناسبة؛ فأنهم ليس فقط عالة على خزائن الله التي أوجدها لتُقسم بآلتساوي بين الناس؛ بل يُعادون المفكريين و الفلاسفة و أصل الفكر و الفلسفة لحالة الأميّة الفكريّة التي أصابت جميع الكيانات و الأحزاب الأسلاميّة والعلمانية مخلّفين جيوشاً من المنافقين و العاطلين الذين يقيسون الأمور بحسب المدى المحدد بين (عيونهم و رؤوس أنوفهم) و بما يدخل جيوبهم من الرّواتب و السرقات و العمولات و ما شابه ذلك.
2- بسبب إبتعاد الناس و الدول و منها العراق عن الله و القيم الأنسانية العليا؛ نرى إختلاف كلمتهم و تشتت شملهم و توحدهم لا على أساس التوحيد بل أساس المحاصصة و سرقة الناس و الوطن.
3- هدم الأوطان من قبل الحكومات الخاضعة (للمنظمة الأقتصادية العالمية) لبناء بيوتهم بحساب الوطن.
4- سنّ القوانين التي تصّب في منافع وإمتيازات السياسيين لا الناس لتعميق الفوارق الطبقية وآلحزبية.
5- من لم يستطع جواب (الأسئلة ألسّتة) عليه ألأعتراف بأنّهُ ليس من المؤمنين بآلغيب و الأخلاق ولا حتى من المسلمين.
6- لن تفلح ولا تُبنى الأوطان لمجرد أن تصبح رئيسا أو مسؤولاً أو عضو برلمان أو الأنتماء لحزب حتى لو كان ملائكياً؛ مالم تجعل مقياسك في إنتخاب ألبنّائين الوطنيين صفتان, هما الأمانة و آلكفاءة, أللتان تتطلبان ألأيمان بنهج عليّ(ع) بعد معرفته حقّ المعرفة لا المعرفة الحوزوية الشائعة المخالفة للحقيقة.
7- ألنّفس أخطر من الشيطان, بل الشيطان مسكين و ضعيف أمام قوة النفس الشهوانية التسلطية التي تمزق حتى حرمات الله و المؤمنين بلا رحمة و وجدان خصوصا إذا لم يسعى الأنسان لكبح جماحها.
8- ألقلب والتواضع هو الأساس و ليست الأجسام و العضلات, لذلك طهّروها بآلمحبة قبل لباسكم و أجسامكم التي ستأكلها الديدان و الحشرات و يشمئز من رائحتها حتى الحيوانات البرية.
9- من لم يعشق الجّمال؛ لا يُمْكنه البدء بـ(آلأسفار الكونية) التي حددّناها في محططات كونيّة بكلّ وضوح.
10- أحطّ و أخبث و أكفر مَنْ رأيتهم في حياتي من آلّذين خدمتهم من حولي هم أؤلئك آلذين أحسنتُ إليهم و كانوا يستقبلونني في الظاهر بكلمات الترحيب و يحتضنونني بقوّة ويوصوفنني بأوصاف جميلة ترتقي القمة و الكمال حتى كنتُ أتعجب منها و منهم؛ بينما كانوا من الخلف يفترون و يُؤلبّون الناس عليّ, ويعادونني و يستغيبونني و يهدمون كلّ بناء و صرح كنت أحاول بنائه و تأسيسه بحسب مقاساتهم الضيقة ونفوسهم الحزبية المريضة اللعينة التي عمّمت الفساد والجّهل والأميّة الفكرية في عقولهم وعقول البسطاء مَنْ حولهم, وألأعجب أن هؤلاء المنافقين كانوا يتحدثون عن (القلب) و كما علّمتهم معانيه في محاضراتي الكونيّة بينما قلوبهم كانت خربة وأنفسهم مَنْ باع أقرب الناس لهم كأبنائهم وزوجاتهم و ذويهم ومن علّمهم معاني القلب وأصول الدِّين لذلك رأيتُ العزوف عنهم خير سبيل لحفظ و كتابة ما تعلّمته من أساتذتي الفلاسفة الكبار أمثال الطباطبائي والصدر والآملي فيلسوف العصر الذي ما زالت تربطنا به معاني العلم و الفلسفة و الأخوة والصداقة الكونيّة كوريث للفكر الأنسانيّ في هذا العصر.
11- أوّل كتاب جمع الرّسالات السّماوية بإسلوبٍ عميق و بليغ هو (القرآن) الكريم كآخر معجزة, لكن وللأسف أصبح الذي يُفسره أو يُبيّن حقيقتهُ للناس منبوذاً و كما أشار لذلك الفيلسوف المطهري في أحد كتبه بعنوان: (عشر محاضرات في الأسلام) على ما أتذكر, حيث قال إن مراجع الطائفة الشيعية تعجبّوا حين فسر السيد محمد حسين الطباطبائي القرآن بعنوان(الميزان), وقالوا : [كيف يكون ذلك وهو المرشح الأوّل لقيادة المرجعية في العالم بآلأجماع], كان هذا خلال ستينيّات القرن الماضي, زمن الحكيم و طبع التفسير بداية السبعينات, و إنبهرت الحوزة التقليديّة وآلمراجع و المعممين من عدوله عن إستلام المرجعية كغنيمة حتى قال بعضهم: إن السيد بعدوله و تفسيره للقرآن قد (ضحى) و ليس هذا فقط؛ بل حين شكّل حلقات علميّة سرّاً لتدريس الفلسفة في قم, إنزعج المراجع(التقليديون) و قالوا له:
سمعنا يا سيّدنا بأنك تُدَرّس الفلسفة سرّاً هذه الأيام وهذا ما لم نتوقعه منك, فأجابهم:
كلّ شيئ يرضي الله و يقرب الناس منه تعالى سأفعله, و هذا هو فهمي للأسلام الأصيل و ليس التقليدي, و لهذا أبغضوهُ و أنكروا فضائله حتى فرض نفسه كما الصدر الأول في وسط حوزة آسنة.
ممّا إضطرهُ كما إضطر الفيلسوف ألصّدر الأول بوضع منهج جديد لتفسير آلقرآن ليسكت تخرصاتهم جميعاً وللأبد, كما إضطر بعد ما طعنوه بآلجهل و حب الرئاسة وو غيرها إلى كتابة (الأسس المنطقية للأستقراء) وطالب كلّ من يسبّه و يطعنهُ بمطالعة و فهم الكتاب إن قدر .. بعدها فليتحدث عن العلم و العلماء و الفلسفة!؟ وهكذا إستمرت الأمور و هم يُحاصرون كلّ صوت أصيل كونيّ يُريد نجاة الناس, لسدّ الأبواب أمام الوعي ليخلوا الساحة لفسادهم و جمع الأموال باسم الدين و الشيعة و المرجعية تساندنهم الحركات المشبوهة التي تدعي الدين و الدّعوة , ليعم الفساد و كما عمّ بين شعوبنا وشعوب الأرض كافة. 
12- بسبب إبتعاد الناس عن حقيقة الجمال بكونه جمال الحقّ و الوجود و القيم لا جمال الشهوة .. و كذلك إبتعادهم عن نهج عليّ(ع) و تمسكهم بدين الأحزاب و المراجع التقليديون فقد إختصروا الجّمال و الحب بآلشهوة و الجنس, ونهج عليّ(ع) الأعلى بآلقوة و الفروسيّة و الشجاعة؛ لذلك أصبح المعروف منكراً و المنكر معروفاً و النفاق جهاداً في سبيل الله, بل ثبت لي بأن المعممين الذين كان يفترض بهم أن يكونوا قدوة للناس و مثالاً لقيم العدالة و الحقً والأنصاف؛ أصبحوا يُشيعون الفاحشة بغطاء الدين ويبيعون المبادئ بدولالات وربما بسنتات لو كان الموقف يتبعه مواقف وسنن تؤمن راتبه وموقعه الشكلي الحرام, و معظمهم خصوصا هنا في كندا يعيشون على الرواتب الحرام من حكومات الأرض ولم يُقدموا للبشرية مقابل ذلك أيّ إنتاج مادي أو حتى معنويّ أو كلمة جديدة إهتدى بسببها شابٌ واحد .. أكرّر شابٌ واحد من شباب الجاليّة المسلمة أو من أيّة ملّة أو دولة, بل بآلعكس كان صعودهم على منابر الحسين(ع) سبباً في تهرّبهم من الأسلام الذي عرضوه و يُعرضونه بحسب مشاربهم و ثقافتهم الفقيرة ألضّيقة لأبعد الحدود.

و بذلك كان حقا على الذين نسمّيهم بآلكُفار بقيادة(المنظمة الأقتصادية العالمية) أن يسيطروا ليس فقط على الجاليات في بلادهم وهم أساسا أسرى القوانين الوضعية عندهم لأنها قوانين صارمة لا يمكن تجاوزها؛ بل سيطروا حتى على بلادنا البعيدة عنهم في الشرق والغرب ليصبح الجّميع و في مقدمتهم المعميين والسياسيين مجرد نفوس خالصة تعيش على الهامش لأحياء الفواتح ومراسيم الدفن والموتى.
و أخيراً: العجائب و الغرائب كثيرة في هذا الوجود و بضمنها معاجز الأنبياء, لكن الأعجب الذي رأيته و بسبب التخلف و الأميّة الفكريّة و تسلط الشهوة بدل المحبّة؛ والرئاسة بدل التواضع؛ والكفر بدل الأيمان, هو أنّ الناس ما زالوا يقيسون عليّاً مع معاوية و يقيسون الفيلسوف الكوني مع أرذل و أحقر و أخبث الناس, ولا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم, وهمستي الأخيرة بـرقم(200) فيها وصيّتي.
عزيز الخزرجي / فيلسوف كونيّ

 
 
محرر الموقع : 2018 - 05 - 21