متابعات كاتب ...
    
محسن ظافر آل غريب  
 
شهر رمضان وكاردينال كلدان العِراق يُبكّت ريّان الكلداني عبر الفضائيّات
--------------------------
 
ذكر إعلام بطريركيَّة الكلدان، في بيان لها، أمس الأحد 20 أيار 2018م، ان قداسة فرنسيس بابا المذهب الكاثوليكيّ الذّي يُمثل الأغلبيَّة المسيحيَّة حول العالَم ويُقابل المذاهب السُّنيَّة الأربعة، قام قداسته بترقية غبطة البطريرك لويس روفائيل الأوَّل ساكو إلى كاردينال أرفع رتبة كنسيَّة بعد البابويَّة، ليصبح ثالث عِراقي مولود في زاخو عام 1949م، يصل إلى هذه الرّتبة الكنسيَّة العُليا. غبطته لم يُفوّت السّانحة ليغمز مِن قناة الشّاعِر العِراقيّ المُتنبىء القائِل: وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ * ذا عِفّةٍ “ فَلِعِلّةٍ ” لا يَظْلِمُ. إذ قال غبطته: “ ليس لدينا سيف، سيفنا السَّلام”. «ريّان الكلدانيّ دخلَ الحشد الشَّعبيّ واُتهمَ بتجاوز هذه العِلَّة العفيفة !، وبكّته كاردينال الكلدان عبر الأقنية الفضائيَّة». قبل ريّان يهود الأندلس وألمانيا تجاوزوا هذه العِلَّة العفيفة !، باغتصابهم فلسطين!. برزانيّ تجاوزها قبل استفتاء الانفصال عن العِراق أملاً باغتصابه شَماليّ العِراق آشوريّ الأصل. محاكم التفتيش في العهد القديم أُنشئت عام 1232م، لمُحاكمة الهراطقة والسَّحرة والمُشعبذة، وليس لها مشاكل مع الأديان الأُخرى حتى عام 1477م، آنَ أقنع أحد الرُّهبان الملكة إيزابيلّا بأن بعض اليهود والمُسلمين الذين تحوَّلوا إلى المسيحيَّة، يُمارسون طقوس عِبادات ديانتيهم الأصل سِرَّاً. محاكم التفتيش الإسبانية تابعة للديوان المُقدَّس، أنشأها فرديناند وإيزابيلا بمباركة بابا الكنيسة الكاثوليكية الـ212 سكيتوس الرّابع عام 1478م، مَهمتها الحفاظ على المذهب الكاثوليكي لإسبانيا، حتى وإن اُجبر غير الكاثوليك على ترك أديانهم والتحوّل إلى المذهب بالتعذيب والتنكيل وإلحاق شتى أنواع الأذي بهم وبذويهم. واتبعت تلكُمُ المحاكم سياسة ترهيب غير مسبوقة، فبخلاف المُمارسات الوحشية التي كانت تنتهجها مع الضحايا، روَّجت الرُّعب في أنحاء إسبانيا، واضطرَّ آلاف المُسلمين واليهود إلى اعتناق المسيحيَّة خوفاً مِن البطش، فكان مُوظفو التكفير والتعذيب في تلك المحاكم يتفننون في ابتكار صنوف العذاب، ومن أنواع المُمارسات الرَّهيبة التي مارسوها، ملء بطن الضَّحيَّة بالماء حتى الاختناق، ومُباعدة الفكّين بآلات حادّة حتى ينفصلان، وسحق العظام بآلات ضغط ثقيلة جداً، وتعليق المُتهمين بالكُفر على الصَّليب وضرب ظهورهم بالأسياخ المحميَّة على النار وبالتحريق الذي استعمله داعش بعد قرون. وحاكمت أكثر مِن 150 ألف مُواطِن، وأعدمت 3250 ألفاً، وبدأ نفوذها ينبو ثي يخبو مع زيادة التقارير التي تؤكّد أن التعذيب والتنكيل وحتى القتل لم يؤثر على المُسلمين “الموريسيكيين، الاسم الذي أطلقه الإسبان على مَن تبقى من أهل الأندلس”، في ترك دينهم، فأصدر الملك فيليب الثالث قرارا بتهجيرهم مِن إسبانيا، ونزح نحو نصف مليون أندلسي قسراً إلى “ الضّفة الجَّنوبيَّة لشِبه الجَّزيرة الإيبيريَّة الأندلس أندلُسيا” كالمغرب وتونس والجَّزائر (بعد قرون مِن زَمَن التمدُّن، البدويُّ صدّام هجَّرَ عِراقيين بدعوى تبعيَّتهم إلى إيران الَّتي سمَّتهم مُعاودين إليها)، ونُهبت أملاكهم وثرواتهم من قبل السّلطة الكاثوليكيَّة بين عامي 1609- 1614م، واستمرَّت محاكم التفتيش بعد ذلك لكن دون سطوَة كبيرة حتى أُلغيت عام 1834م في عهد الملكة إيزابيلّا الثانية. وبعد طرد الأندلسيين مِن إسبانيا دخلت الدَّولة أحلك فتراتها التاريخيَّة، إذ أدى رحيل آلاف الحرفيين والمُزارعين إلى اندثار أكثر المِهن رواجاً كالبناء والنقل، وجدبت الأراضي الخِصبة. نشرت السّلطات التابعة لمحاكم التفتيش جواسيس ووُشاة في أرجاء الفردوس المفقود الأندلس، للكشف عن أيّ مُسلم مُتخفٍ يمارس الشَّعائر الإسلاميَّة، وحددت لائحة طويلة من الأفعال الإسلاميَّة التي تدل على أن فاعلها مُسلم، وكان أهم مظهر في تلك اللّائحة مراقبة صوم شهر رمضان عبر تحديد المُمتنعين عن الأكل والشُّرب خلال النهار، أو الذين يستيقظون لتناول الطَّعام قبيل الفجر، أما محاولة رؤية الهلال لمعرفة قدوم الشَّهر الفضيل، فكانت مَهمة محفوفة بالمخاطر، إذ كانت تتطلب الصُّعود إلى أعالي الجّبال والمُرتفعات أمر لم يكن يغيب عن أعين الوُشاة والجَّواسيس. كان المُسلمون يُساقون إلى محاكم التفتيش في شهر رمضان أكثر مِن غيره مِن الشُّهور، رُغم ذلك ظلَّ المُسلمون الأندلسيون يصومون رمضان حتى القرن السّابع عشر، فقد ذكر المُؤرخ الباحث الإسباني خوليو باروخا أنه في بداية القرن 17م، كان أهل مرسية ومَن بقي مِن غرناطة يصومون شهر رمضان، أيّ بعد نحو أكثر من قَرن مِن الزَّمان على ضياع الأندلس. وقد أورد المؤرخون الإسبان ملامح الحياة عند المُسلمين خلال تلك الفترة، فذكر المؤرخ الإسباني بورونات إيباراتشين في كتابه عن تلك الحقبة: “كان المسلمون يصومون مدة 30 يوماً، لا يأكلون في تلك الأيّام إلّا خلال اللّيل، وفي كُل ليلة يتسحرون فيأكلون ما فاض مِنهم مِن طعام الإفطار، وقبل الفجر يغسلون أفواههم ويتحضرون للصّلاة، وكانوا يعرفون قدوم شهر رمضان عبر رؤية الهلال وينتهي برؤية الهلال، ثم يحتفلون بالعيد، وفي يوم العيد، يتسامح المسلمون فيما بينهم، فيقبل الولد يد أبيه ويطلب غفرانه، ويبارك الأبُ ولده ويدعو له بالبركة والصَّلاح”. وتشير المُؤرّخة الإسبانيَّة غارسيا مارثيدس إلى أن صوم رمضان كان أكثر العبادات التي حرص المُسلمون على أدائها في ظِلّ محاكم التفتيش كالقابض على الجَّمر، فقد جاء ذكر الصّوم في أغلب محاضر محاكم التفتيش التي حُفظت في مخطوطات وصل إليها المُؤرخون فيما بعد، يليه الوضوء والصَّلاة. للموضوع صلة على الرّابط أدناه، رجاء عدم حجبه:
ذكر إعلام بطريركيَّة الكلدان، في بيان لها، أمس الأحد 20 أيار 2018م، ان قداسة فرنسيس بابا المذهب الكاثوليكيّ الذّي يُمثل الأغلبيَّة المسيحيَّة حول العالَم ويُقابل المذاهب السُّنيَّة الأربعة، قام قداسته بترقية غبطة البطريرك لويس روفائيل الأوَّل ساكو إلى كاردينال أرفع رتبة كنسيَّة بعد البابويَّة، ليصبح ثالث عِراقي مولود في زاخو عام 1949م، يصل إلى هذه الرّتبة الكنسيَّة العُليا. غبطته لم يُفوّت السّانحة ليغمز مِن قناة الشّاعِر العِراقيّ المُتنبىء القائِل: وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ * ذا عِفّةٍ “ فَلِعِلّةٍ ” لا يَظْلِمُ. إذ قال غبطته: “ ليس لدينا سيف، سيفنا السَّلام”. «ريّان الكلدانيّ دخلَ الحشد الشَّعبيّ واُتهمَ بتجاوز هذه العِلَّة العفيفة !، وبكّته كاردينال الكلدان عبر الأقنية الفضائيَّة». قبل ريّان يهود الأندلس وألمانيا تجاوزوا هذه العِلَّة العفيفة !، باغتصابهم فلسطين!. برزانيّ تجاوزها قبل استفتاء الانفصال عن العِراق أملاً باغتصابه شَماليّ العِراق آشوريّ الأصل. محاكم التفتيش في العهد القديم أُنشئت عام 1232م، لمُحاكمة الهراطقة والسَّحرة والمُشعبذة، وليس لها مشاكل مع الأديان الأُخرى حتى عام 1477م، آنَ أقنع أحد الرُّهبان الملكة إيزابيلّا بأن بعض اليهود والمُسلمين الذين تحوَّلوا إلى المسيحيَّة، يُمارسون طقوس عِبادات ديانتيهم الأصل سِرَّاً. محاكم التفتيش الإسبانية تابعة للديوان المُقدَّس، أنشأها فرديناند وإيزابيلا بمباركة بابا الكنيسة الكاثوليكية الـ212 سكيتوس الرّابع عام 1478م، مَهمتها الحفاظ على المذهب الكاثوليكي لإسبانيا، حتى وإن اُجبر غير الكاثوليك على ترك أديانهم والتحوّل إلى المذهب بالتعذيب والتنكيل وإلحاق شتى أنواع الأذي بهم وبذويهم. واتبعت تلكُمُ المحاكم سياسة ترهيب غير مسبوقة، فبخلاف المُمارسات الوحشية التي كانت تنتهجها مع الضحايا، روَّجت الرُّعب في أنحاء إسبانيا، واضطرَّ آلاف المُسلمين واليهود إلى اعتناق المسيحيَّة خوفاً مِن البطش، فكان مُوظفو التكفير والتعذيب في تلك المحاكم يتفننون في ابتكار صنوف العذاب، ومن أنواع المُمارسات الرَّهيبة التي مارسوها، ملء بطن الضَّحيَّة بالماء حتى الاختناق، ومُباعدة الفكّين بآلات حادّة حتى ينفصلان، وسحق العظام بآلات ضغط ثقيلة جداً، وتعليق المُتهمين بالكُفر على الصَّليب وضرب ظهورهم بالأسياخ المحميَّة على النار وبالتحريق الذي استعمله داعش بعد قرون. وحاكمت أكثر مِن 150 ألف مُواطِن، وأعدمت 3250 ألفاً، وبدأ نفوذها ينبو ثي يخبو مع زيادة التقارير التي تؤكّد أن التعذيب والتنكيل وحتى القتل لم يؤثر على المُسلمين “الموريسيكيين، الاسم الذي أطلقه الإسبان على مَن تبقى من أهل الأندلس”، في ترك دينهم، فأصدر الملك فيليب الثالث قرارا بتهجيرهم مِن إسبانيا، ونزح نحو نصف مليون أندلسي قسراً إلى “ الضّفة الجَّنوبيَّة لشِبه الجَّزيرة الإيبيريَّة الأندلس أندلُسيا” كالمغرب وتونس والجَّزائر (بعد قرون مِن زَمَن التمدُّن، البدويُّ صدّام هجَّرَ عِراقيين بدعوى تبعيَّتهم إلى إيران الَّتي سمَّتهم مُعاودين إليها)، ونُهبت أملاكهم وثرواتهم من قبل السّلطة الكاثوليكيَّة بين عامي 1609- 1614م، واستمرَّت محاكم التفتيش بعد ذلك لكن دون سطوَة كبيرة حتى أُلغيت عام 1834م في عهد الملكة إيزابيلّا الثانية. وبعد طرد الأندلسيين مِن إسبانيا دخلت الدَّولة أحلك فتراتها التاريخيَّة، إذ أدى رحيل آلاف الحرفيين والمُزارعين إلى اندثار أكثر المِهن رواجاً كالبناء والنقل، وجدبت الأراضي الخِصبة. نشرت السّلطات التابعة لمحاكم التفتيش جواسيس ووُشاة في أرجاء الفردوس المفقود الأندلس، للكشف عن أيّ مُسلم مُتخفٍ يمارس الشَّعائر الإسلاميَّة، وحددت لائحة طويلة من الأفعال الإسلاميَّة التي تدل على أن فاعلها مُسلم، وكان أهم مظهر في تلك اللّائحة مراقبة صوم شهر رمضان عبر تحديد المُمتنعين عن الأكل والشُّرب خلال النهار، أو الذين يستيقظون لتناول الطَّعام قبيل الفجر، أما محاولة رؤية الهلال لمعرفة قدوم الشَّهر الفضيل، فكانت مَهمة محفوفة بالمخاطر، إذ كانت تتطلب الصُّعود إلى أعالي الجّبال والمُرتفعات أمر لم يكن يغيب عن أعين الوُشاة والجَّواسيس. كان المُسلمون يُساقون إلى محاكم التفتيش في شهر رمضان أكثر مِن غيره مِن الشُّهور، رُغم ذلك ظلَّ المُسلمون الأندلسيون يصومون رمضان حتى القرن السّابع عشر، فقد ذكر المُؤرخ الباحث الإسباني خوليو باروخا أنه في بداية القرن 17م، كان أهل مرسية ومَن بقي مِن غرناطة يصومون شهر رمضان، أيّ بعد نحو أكثر من قَرن مِن الزَّمان على ضياع الأندلس.
 
وقد أورد المؤرخون الإسبان ملامح الحياة عند المُسلمين خلال تلك الفترة، فذكر المؤرخ الإسباني بورونات إيباراتشين في كتابه عن تلك الحقبة: “كان المسلمون يصومون مدة 30 يوماً، لا يأكلون في تلك الأيّام إلّا خلال اللّيل، وفي كُل ليلة يتسحرون فيأكلون ما فاض مِنهم مِن طعام الإفطار، وقبل الفجر يغسلون أفواههم ويتحضرون للصّلاة، وكانوا يعرفون قدوم شهر رمضان عبر رؤية الهلال وينتهي برؤية الهلال، ثم يحتفلون بالعيد، وفي يوم العيد، يتسامح المسلمون فيما بينهم، فيقبل الولد يد أبيه ويطلب غفرانه، ويبارك الأبُ ولده ويدعو له بالبركة والصَّلاح”.
 
وتشير المُؤرّخة الإسبانيَّة غارسيا مارثيدس إلى أن صوم رمضان كان أكثر العبادات التي حرص المُسلمون على أدائها في ظِلّ محاكم التفتيش كالقابض على الجَّمر، فقد جاء ذكر الصّوم في أغلب محاضر محاكم التفتيش التي حُفظت في مخطوطات وصل إليها المُؤرخون فيما بعد، يليه الوضوء والصَّلاة. للموضوع صلة على الرّابط أدناه، رجاء عدم حجبه:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=599689
محرر الموقع : 2018 - 05 - 22