رجل مناسب في مكان مناسب
    
  علي التميمي 
 
جزافا يطلق على ما نعمل به إنها تجارب، بل هي أصلا عملنا بها وعن قناعة، ولكن عندما تكون النتائج سلبية وعدم تكرارها يقال عنها تجربة فاشلة، وإذا كانت إيجابية يقال عنها تجربة ناجحة ونعمل على تكرارها، هذه التجارب هي المادة الاساسية لوضع الدراسة السليمة، التي تبدأ من حيث انتهت التجربة الناجحة، اما ان توضع اسسا ومعايير لمشروع ما من دون الالتفات الى هذه التجارب، فإنها ومؤكد لا تفي بالغرض، الامر ذاته هل ان الدراسةالتي تقدم لمشروع يراد له ان يقام مستقبلا؟ ام هو قائم والمطلوب التغيير؟ .
 للاجابة عن التساؤلات يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار نتاجات هذا المشروع، وإعداد الدراسة من التجربة الناجحة، وبعد مرور كل هذه السنين ونحن ننعم بالديمقراطية،  بعد الدكتاتورية والظلم اختلطت التجارب بالدراسات، ولا زلنا نتعرض لنكبات اغلبنا يعلم بوقوعها، وحقل التجارب والدراسات هو المواطن والوطن، المرحلة القادمة لا تقبل الفشل ولا التبرير له .
كثير من الشخصيات التي شاركت بصنع القرار، نستطيع وضعها بخانة السياسي المؤدلج، وقد فرض عليه القيام بتنفيذ ما يملي عليه غيره واصبح بذلك مجردا من افكاره، وهناك النقيض الذي عمل على خلق مساحة للابداع بكل مكان يشغله، شخصيات كثيرة اولت اهتماما بموضوعة تطوير العمل والخروج من حيز الروتين، هنا توجب علينا ذكر مثالا يحتذى به بهذا الصدد، المهندس علي العبودي حيث كان يشغل منصبا لا يمكن معه تحقيق ما لديه من فكر وإجتهاد وقد عرفه الكثير بطاقته الكبيرة وحاجته لمساحة كبيرة للعمل على كسر قوانين وضعت لتقييد اصحاب الفكر المتجدد .
بدأ المهندس علي العبودي بأدارة لقسم في وزارة النفط، وبعد عمل دؤوب ظهر  جليا المستوى العالي في إدائه حتى منح إدارة شركة تعبئة الغاز، واثناء فترة عمله كانت الإنجازات لا تقف عند حد معين وبعد ذلك ثبت وبصورة قطعية انه الشخص المناسب لكي يكون ممثلا عن شريحة كبيرة من الناس وبجميع المسميات، ليتم ترشحه للأنتخابات البرلمانية، لتتكلل تجربته بالنجاح ووصوله لقبة البرلمان، ومؤكد وكما هو واضح للجميع سيكون رجلا مناسبا في مكان مناسب، وبأختيار وثقة جميع ممن أعطوه صوتهم وبالمقابل فهو اهل لكل المسؤوليات والمناصب .
محرر الموقع : 2018 - 05 - 23