ماذا يجري في العراق
    

اي نظرة موضوعية  لواقع العراق وما يجري فيه من امور  غريبة وغامضة وحتى غير  عقلانية يتضح لنا بشكل واضح ان هناك جهات دول متعددة ومختلفة  تتآمر على   العراق والعراقيين  تستهدف  افشال العملية السياسية والاطاحة بالديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية التي اختارها العراقيون في بناء وطنهم وسعادتهم ومن ثم اقصاء الشيعة تماما عن الحكم وعودة حزب البعث الى الحكم وهذه المؤامرة يشترك في تخطيطها وتمويلها ودعهما وتنفيذها  الموساد الاسرائيلي ال سعود وال ثاني والاردن وتركيا وحتى مصر بموافقة امريكية بريطانية وجعل العراق قاعدة للكلاب الوهابية داعش القاعدة ثم اعلان الحرب على ايران واحتلالها وذبح ابنائها وسبي نسائها وتدميرها وتحقيق شعار ال سعود لا شيعة بعد اليوم الذي كلف الطاغية المقبور صدام بتحقيقه الا انه عجز عن تنفيذه   وكل جهة من هذه الجهات دولة من الدول لها  اساليبها الخاصة  الا انها موحدة في الهدف وهي منع الشيعة من المشاركة في الحكم   وهذ المنع بدأ في زمن دولة ال عثمان واستمر في حكومة العراق  التي سموها بالوطنية حتى 2003 عندما تحرر العراق عاد العراق الى العراقيين جميعا  فشعر ال سعود واسيادهم وكلابهم  في العراق وخارج العراق بالخطر ولا بد من ازالة الخطر

 بعد  غزو العوائل المحتلة للجزيرة والخليج بقيادة ال سعود بواسطة كلابها القاعدة داعش الزمر الصدامية للعراق كانت هذه العوائل ومن معها من الذين اجرتهم اشترتهم على يقين انها  ستحقق حلمها وتصل الى هدفها  لا شيعة بعد اليوم هذا الشعار الذي رفعه المنافق الفاسد معاوية وال سفيان  يرفعه ال سعود ويسعون الى  تحقيقه وفعلا تمكنوا من احتلال ثلث العراق وحاصروا بغداد ومدن الوسط والجنوب وبدأت الكلاب الوهابية الصدامية بعضهم يهني بعض وبعضهم يبارك لبعض فخرجت الصدامية الداعشية ميسون الدملوجي مهنئة  ومباركة انتصار الدواعش الوهابية  على الجيش الصفوي وتحرير الموصل وتحثهم على التقدم نحو بغداد وتحريرها كي تعيش الحياة الكريمة التي يعيشها ابناء الموصل والكثير من اشباه الصدامية ميسون هللوا وطبلوا وفرحوا ورقصوا  بالنصر الكبير على الشيعة   الروافض المجوس

 الا ان الفتوى الربانية ووليدها الحشد الشعبي المقدس والتفاف الشعب حوله والتفاف الجميع حول قواتنا المسلحة شكلت قوى ربانية اسطورية   فتصدت   للهجمة الظلامية الوهابية  فوقفت زحفها ثم طاردتها حتى  انفذت وطهرت وحررت الارض والعرض والمقدسات من رجس وظلام  هذه الكلاب المسعورة

لا شك ان هذا الانتصار الكبير للعراقيين على اعدائهم  كان   معجزة اسطورة   هذا ما اطلقه اهل الاختصاص والمعرفة على الانتصارات التي حققها العراقيون نتيجة لتمسكهم   بالفتوى الربانية بقيادة الحشد الشعبي المقدس التي  اذهلت الاصدقاء والاعداء على حد سواء  حقا انتصار رباني

 حقا كان خيبة كبيرة لاعداء العراق وفشل ذريع لمخططاتهم وخاصة ال سعود وكلاب دينهم الوهابية والصدامية واسيادهم  وكل من يريد شرا للعراق والعراقيين

ومع ذلك لم ولن يعترفوا بالامر الواقع ويكفوا عن تآمرهم  على العراق  نعم انهم غيروا من الوانهم واشكالهم الا انهم لم يغيروا من نواياهم الخبيثة وهي العمل على فشل العملية السياسية ومنع العراقيين من السير في طريق الديمقراطية وهي افشال  اساس الديمقراطية وهي الانتخابات 

شنوا حملة اعلامية واسعة ضد سياسي الشيعة والاساءة اليهم وتسقيطهم واعتبارهم وحدهم المسئولين عن الفساد عن سوء الخدمات عن الارهاب فهم وراء كل الجرائم التي تحدث في العراق   السيارات المفخخة الاحزمة الناسفة العبوات المتفجرة وهم وراء  الفتنة الطائفية  حتى انهم انكروا اي وجود لداعش القاعدة انها مليشيات شيعية ايرانية هدفها ذبح السنة رغم عمليات الابادة التي يتعرض لها الشيعة في كل ساعة وفي كل مكان رغم الفتاوى التي تكفر الشيعة وتدعوا الى ذبحهم وسبي نسائهم ونهب اموالهم  حتى عندما يصلوا الى واقع لا يمكنهم انكار داعش الوهابية يدعون ان داعش صنيعة شيعية

كما انهم حصروا المظاهرات والاحتجاجات في المناطق الشيعية في مدن الوسط والجنوب وبغداد وضد المسئولين الشيعة فقط في حين لم تجر اي مظاهرة اي احتجاج في المناطق السنية او الكردية وهكذا صوروا الشيعة هم اللصوص هم القتلة  لانهم غير عراقيين ولا يمتون للعراق باي صلة بل انهم عملاء وخونة هذا ما قاله الوهابي عبد الرحمن النقيب للانكليز  عندما حرروا العراق من ظلام ووحشية ال عثمان في بداية القرن العشرين وما قاله الوهابي حارث الضاري للامريكان عندما حرروا العراق من حكم الطاغية وزمرته في بداية القرن  الحادي والعشرين   لا تثقوا بالشيعة  ولا تتقربوا منهم ولا تسمحوا لهم التقرب منكم لانهم خونة غدرة  دعوا الحسين اليهم ثم غدروا به وذبحوه  

فاذا خدعة الوهابي عبد الرحمن النقيب انطلت  على بعض رجال الدين  وشيوخ العشائر الشيعة لجهلهم وغبائهم وانانيتهم فلن تنطلي خدعة الوهابي حارث الضاري   علينا الآن لاننا نملك مرجعية دينية شجاعة وحكيمة لا مثيل لها في كل تاريخ العراق  قديما وحديثا

مرجعية انسانية حضارية  شجاعة وحكيمة حقا كانت مثار اعجاب واحترام وتقدير كل انسان حر يملك عقل نير ومشاعر انسانية وحبا للحياة واحتراما للانسان

 ومع ذلك فالعراق دخل مرحلة جديدة بعد الانتخابات مرحل غامضة متداخلة من الصعوبة جدا معرفة الواقع معرفة اللون الاسود من الابيض  لا شك تحتاج الى رؤية  متعمقة ودراسة دقيقة  نتيجة لاختلاط الالوان وتشابكها حيث تمكن اعداء العراق  من تغيير الالوان وتبديل الاشكال  للكثير من دواعشها القتلة   ونشرتهم في المدن العراقية تحت اسماء الشيعة الكرد السنة مدنين يساريين علمانيين قومين وامرتهم جميعا بالتوجه نحو الانتخابات طبعا كان ذلك سرا لكنها في العلن كانت تدعوا الى مقاطعة الانتخابات  وبدأت اللعبة بالانتخابات وما حدث فيها من غموض وشبهات  والتقرب من  هذه الشخصية وهذه الجهة  ومحاولة اشعال نيران حرب بين الشيعة انفسهم فهذه الطريقة الوسيلة التي تمكنهم من تحقيق مآربهم وهي الوسيلة التي استخدمها المنافق معاوية في معركة صفين

عندما زرع عملائه في صفوف العراقيين امثال الخوارج الاشعث بن قيس ابو موسى الاشعري عبد الرحمن بن ملجم وغيرهم وكلف كل واحد كل جهة بمهمة معينة يقوم بها وفعلا تمكن من هزيمة العراقيين وذبحهم ولم تقم لهم قائمة الا في 2003

 لهذا على العراقيين في معركتهم الجديدة ان  لا ينخدعوا مرة اخرى عليهم  التحرك بقوة اولا لمعرفة الطابور الخامس امثال الخوارج الاشعث    الاشعري  ابن ملجم وغيرهم الكثير وكشفهم وتعريتهم  اعلموا وحدة الشيعة وحدة العراق والعراقيين   فكل من يسعى الى تجزئة الشيعة انه من الطابور الخامس الذي شكله معاوية

عدوا العراق والعراقيين عدوا الشيعة الذي يهزمهم هو من داخلهم    ولا يمكن لاي عدو من خارجهم مهما كانت قوته ان يهزمهم لهذا لا تدعوا عدوكم بين صفوفكم  اذا ما رغبتم بالفوز و الحياة الحرة

انها معركة مصيرية   اما انتصار فحياة حرة كريمة   واما هزيمة فموت ذليل

مهدي المولى

 

ا

محرر الموقع : 2018 - 05 - 23