سنموت قريباً عند تشكيل الحكومة!
    

باقر مهدي

 

الوجع والفقدان يعود مرة أخرى, فرمضان الحالي لم يختلف عن رمضان في العام الماضي، مجدداً وتقريباً في نفس التوقيت الرمضاني، وبعد سبات الأنفجارات لفترة ليست بالطويلة, تعود الانفجارات لتعلن عن يقظتها, وتكشر عن أنيابها في مدينة الشعلة, لتحصد أرواح الأبرياء, من اجل أن يكملوا صيامهم في عالم الخلود الأبدي.

 وفي ضل تأسيس حكومة قذرة, قادتها تجار الدماء من الكهنة المعممين، والسافلين الحاكمين، الذين لا يبالون بأرواح الأبرياء ويتاجرون بها من اجل المكاسب والمطامع الشخصية، سوف تؤسس حكومة حمراء باحمرار الدم, ومواد بنائها أشلاء جثث وسيلاً من الدماء.

فشل الشعب مرة أخرى باختيار رجل يدير زمام الأمور في البلد, ومن اجل أن يعوضهم ما لاقوه من الخوف والحرمان، لكن للأسف يتكرر المشهد والفشل في الاختيار هو المسيطر على الوضع.

قال تعالى(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم), الشعب هو من يدفع الثمن, لأنه هو من سلم رقبته بيد الفاسدين في ثورة الانتخابات البنفسجية, حيث كان الأمل يسير سيراً بطيئاً كسير الإقدام في الأحلام, حتى وصلت الأقدام إلى مكان التصويت, ويوم اختيار الأشخاص الذين سيمثلونهم في الحكم تحت قبة البرلمان في المنطقة السوداء,

لكن الجهل, والطمع, والخوف, والجوع, والقلق, والعاطفة, وكل شيء, خيم على اغلب العقول لدى أبناء الشعب المتفرق, الذي لا يعرف ما يريد بالتحديد, حتى بدأت كل فرقة باختيار قائداً لها, وبدا الإناء فارغ ولا ينضح بما فيه، وبهذا لم نقم بأي حل سوا أننا أسقطنا ملوكاً واستخلفنا آخرين وكان هذا من صنع أيدينا،

متى يعي الشعب العراقي, ويتعلم من ثورات الشعوب ضد الطغاة,

أليس في تجربة أهل مصر وشعبها أرقى مثلاً للرافضين لحكومات الخشوع والذلة والطغاة, الم يعي شعب العراق وأهله, ويأخذ تجربة الشعب المصري مناراً يقتدي به, ونموذج يسير على خطاه من اجل رفض الظلم والجور والاستبداد والاستغلال.

لما لا يخرج أبناء الشعب, ويقول كلا للظلم والاضطهاد لأكثر من أربعة عشر عاماً, أليس لكم أن ترفعوا أصواتكم ضد الطغاة ضد الفاسدين, وان تكفوا عن أتباع ما تقوله العمائم المزيفة الكهنوتية, التي شوهت الدين, وانحرفت به عن مسار وخطى المبادئ الإلهية والإنسانية الحق،

تباً للحكومات الظالمة, وتباً للشخص الذي ينادي بالمظلومية وهو يستطيع أن يصرخ عالياً كفى ظلماً, وكفى متاجرة بدماء وأرواح الناس.

 لعل ما أريد قوله لن يعيه ألا القليل ممن يعرف ويفهم انه لن يتغير حال البلاد، مادام هناك رؤوس تعتليها قطع بيضاء وسوداء، تسمى بالعمائم المزيفة، تحاول أن تؤسس حكومة حسب ما تشتهي عقولهم وأهوائهم, تباً لكل ما تريدون أن تقولوا له تباً, (تباً لي) لأنني صحفي جبان لا استطيع التحدث أكثر من هذا رغم أنني لدي الكثير لأقوله لكن الخوف منعني, تباً لكل شيء من اجل كل شي

محرر الموقع : 2018 - 05 - 23