النظام الاردني الى اين
    

المعروف ان النظام الاردني يعيش على التناقضات في المنطقة فهو مع الكل وضد الكل في الوقت نفسه فهو مع ال سعود وكلابها ومع اسرائيل وهو مع الفلسطينين والسورين والعراقيين لانه  خائف من كل الاطراف ولا يثق في اي منها  لهذا يتجنب مسايرة اي طرف من هذه الاطراف والدخول معها في تحالفات عميقة ودقيقة كما انه لا يحاول ان يظهر اي عداء جدي لاي منها  هذا من ناحية ومن ناحية اخرى    انه يخشى من غضب ونهضة الشعب الاردني فالشعب الاردني شعب واعيا ومدركا واعتقد ان الملك عبد الله واعيا لهذه الحالة لهذا اي حالة غضب وثورة لدى الشعب الاردني  ضد النظام يسرع  في اقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة لامتصاص غضب وثورة الجماهير  وهكذا في اي حالة غضب من قبل الشعب الاردني يسرع الى اقالة الحكومة  التي يراها كبش الفداء الضحية وهكذا تمكن  بهذه الوسيلة من حفظ نظامه وحمايته من التلاشي والسقوط  رغم انه السبب الاول والاخير في كل مشاكل الاردن والمنطقة

فالنظام الاردني يعيش على مساعدات ال سعود وبقية العوائل الحاكمة في الخليج وعلى   التسهيلات التي تقدمها حكومة العراق وعلى رضا وحماية اسرائيل الامنية السرية وعلاقته الاعلامية الكلامية مع الفلسطينين يعني انه مع الكل كلاما  اما سرا فالموقف يتوقف على الحالة التي يعشها النظام وما يدفع له من مساعدات واموال والغريب ان هذه الاطراف المتناقضة والمتضادة كثير ما تقدر موقفه وتتفهمه لهذا لا تكن له اي عداء او ضغينة ربما   نعم قد نسمع من هذا الطرف او ذاك بعض اللوم او العتب الا انه لوم  وعتب  احباب  ولو الحكام العرب منذ   القديم منذ كانوا شيوخ  عشائر واصبحوا خلفاء  واصبحوا ملوكا ورؤساء  وامراء لم نر ولم نسمع ان شيخا  خليفة ملكا رئيسا اميرا احب  غيره   فكان احدهم يتآمر  يخون يغدر في الآخر حتى لو سمعنا ان هذا الملك هذا الرئيس تقارب وتحالف مع آخر اعلموا ان احدهم يحوك للأخر  الغدر والخيانة  رغم الكلمات المنمقة والعبارات المزوقة التي يطرحها بعضهم لبعض ورغم القبلات  الحاره وهذا ما سمعناه ورأيناهم في تاريخنا القديم والحديث  طبعا الضحية  شعوبهم 

 من هذا يمكنني القول هذا هو سر بقاء واستمرار النظام الاردني الى الان

السؤال  الذي يجب طرحه  هل جاء زمن ازالة النظام الاردني  يمكننا ان نقول نعم    بدأ اصطفاف جديد لتنفيذ  صفقة القرن  وتنفيذ هذه الصفقة يتطلب الموقف الواضح والعلني والصريح من قبل النظام الاردني اما ان يكون مع صفقة القرن او ضدها   وهذا صعب جدا على النظام الاردني فاذا اعلن انه مع صفقة القرن  يعني انه اغضب الشعب الاردني الذي اكثره من الفلسطينين الرافضين   واذا اعلن انه ضد صفقة القرن سيواجه مقاطعة اقتصادية من قبل بقر الخليج وحتى زعل امريكي وفي كلا الحالتين يعني تعرض النظام الى هزات قد تؤدي الى انهياره

كتب احد عبيد وابواق ال سعود   منبها ومحذرا النظام الاردني بأن   الربيع العربي عاد الى الشارع وبقصد حالة الفوضى و الخراب  ونشر الكلاب الوهابية داعش القاعدة  التي حلت بالوطن العربي  سهلت وساعدت تنفيذ صفقة القرن  ان  الانظمة  الملكية غير معصومة  من ثورات الشارع  وهذا يعني ا ن البقر الحلوب  العوائل الفاسدة المحتلة للخليج والجزيرة بدأت  تتحرك  سرا مستغلة بعض السلبيات والمفاسد في نظامي المغرب والاردن والضغط عليهما  اما القبول بصفقة القرن او المقاطعة الاقتصادية

 اي نظرة موضوعية لمظاهرات  الجماهير الاردنية واحتجاجاته نراها  سياسية الجوهر  واقتصادية الشكل كما  كانت تطالب بالاطاحة بالملك وعائلته لانه السبب وراء كل المشاكل وهذه حالة خطرة جدا ربما تستغل من قبل اعداء العرب العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها عائلة ال سعود  وتحرفها عن طريقها حيث نأمر كلابها  الوهابية داعش القاعدة وتحولها عن طريقها الصحيح كما فعلت في سوريا في اليمن في ليبيا مصر ومحاولاتها في تونس في العراق

لا شك ان النظام الاردني وصل الى مفترق الطرق وعليه ان يختار الطريق الصحيح  لينقذ الاردن وشعب الاردن من الخراب ومن  الموت

لان هذه العوائل  الفاسدة وكلابها اي ال سعود لا يكرهون الا الشعوب الحرة التي تتمتع بالحرية بحق التظاهر  بمؤسسات دستورية بحرية الرأي حتى لو كانت شكلية لهذا انها تعمل المستحيل من اجل تدمير هذه الشعوب وقتل ابنائها لهذا لم يبق امامها الا الشعب المغربي والشعب الاردني

وهكذا بدأت في النظام الاردني

فهل تحقق العوائل الفاسدة ال سعود ومن حولها تحقيق هدفها

مهدي المولى

محرر الموقع : 2018 - 06 - 10