ائتلاف واختلاف طوابع الإستعباد
    
محسن ظافر آل غريب 
 
ائتلاف واختلاف طوابع الإستعباد 
-------------------------------
 
ائتلاف واختلاف وإيلاف وإلف تأليف أتلفتُ عُمري لَعَمري في مَحبَّتِه واشـرحْ لهُ آيةً عن مُهجةٍ تُلِفتْ!. ائتلفَ الشَّيخان الخليفتين الرّاشدين «أبي بكر وعُمر»، خاصَّةً في شورى سقيفة بني ساعدة، آنَ تكفين الخليفة الرّابع عليّ ابن عمّه الرَّسول أبي زوجه فاطم البتول، وإذا قيل عن حديث: رواه الشَّيخان، فالمقصود رواه «البُخاري» (محمد بن إسماعيل البُخاري، المُتوفى سنة 256هـ، له كتاب: “ صحيحُ البُخاري”، جمعَ فيه جُملة مِن الأحاديث النبويَّة الشَّريفة) و«مُسلِم» (ابنُ الحجّاج النيسابوريّ، المُتوفى سنة 261 هـ، مُؤلّف “ صحيح مُسلِم ”) في صحيحيهما، وكذلك لو قيلَ: “ مُتفق عليه ” أي اتفق على روايته البُخاري ومُسلم، وقد قال النوويُّ في مُقدِّمة شرح مُسلِم (1/14): “ اتفق العُلماء رحمهمُ اللهُ على أنَّ أصحّ الكُتب بعد القُرءان العزيز الصَّحيحان البُخاري ومُسلِم، وتلقتهما الأُمَّةُ بالقبول، وكِتاب البُخاريّ أصحهما وأكثرهما فوائد”. 
 
واختلفَ الشَّيخان الشُّيوعيين البصريين الصَّديقين في البصرة ولاهاي- هولندا، أحدهما (مطير) كسَحابة صيفٍ بصريّ أو صَلاة مُوَدِع، ثمانينيّ كتاباته ساخرة (مسماريَّة) رافض مع رفاقه تبعيَّة حزبه الشُّيوعيّ الثمانيني لعمامة الفتى مُقتدى الصَّدر مولود النجف عام 1973م، والشَّيخ الثانيّ (أبو أمين) الأصغر مِنه عُمراً بنحو عقدٍ مِن الزَّمَن مع رفاقه، ناقِداً ثقافيّاً جادَّاً، شَعر رأسه الأشيب مُرسَل إلى الخلف، (نصير) لتوجّه حزبه مع (سائرون)، إذ آنَ عشيَّة عيد الفطر المُبارك، عدَّ النائب السّابق القاضيّ البصريّ “  د. وائل عبداللطيف”، تحالف (سائرون)، مع الفتح بأنه خطوة نحو إعادة لململة التحالف الوطني بـ187 مقعداً، مُبيناً ان رئاسة الحكومة ستكون لأوَّلِ مرَّة خارج حزب الدَّعوة. استهدف البعثُ البصريينَ الثلاثة حتى فلتوا مِن لُعبتِه، كما فلتَ الحزب الشُّيوعيّ مِن قبضتِه. للموضوع صلة على الرّابط أدناه: 
عودة توافق سماحة الفتى مُقتدى الصَّدر والسَّيِّد نوري المالكي والمُتحدِّث باسم تنسيقية المُعارضة العِراقية مازن السّامرائي يصف الصَّدر  بالمُراهق السّياسي!. والحزب الشُّيوعيّ جدَّد تمسكه بمشروع التغيير والاصلاح في  مُنطلقاته الاساسيَّة الدّاعية إلى بناء دولة المواطنة ونبذ المُحاصصة والتصدّي للفساد  وحصر السّلاح بيد الدَّولة وتقديم الخِدمات للناس وتأمين البطاقة التموينيَّة وتنويع الاقتصاد الوطنيّ وضمان استقلالية القرار العِراقي واطلاق تنمية مُستدامة بالاستخدام العقلاني لموارد الوطن ريع النفط مِنها اساساً. وجاءَ في بيان الحزب؛ نطمئن الجميع  على ان (الحزب) لن يكون لا اليوم ولا غداً أسير ايّ تحالف مهما كبُر وعظم دوره. وهدَّد الحزب الشُّيوعي احد مُكوّنات تحالف (سائرون) بقيادة مُقتدى الصَّدر، بالانسحاب مِن التحالف على خلفية تحالفه مع ائتلاف الفتح الانتخابي المدعوم بالحشد الشَّعبي مُلوّحا بأمكانيَّة انتقاله إلى المُعارضة. الحزب اتعظَ مِن تجربة عُمره الماضويّ مع رفاق البعث الرَّث، المُوازي لاتعاظ رئيس الحكومة الأردنيَّة في الجّوار عُمر ابن البعثيّ الحالم “ مُنيف الرَّزاز ” الَّذي انتبه على مطالب تظاهرات شَرقيّ نهر الأردن ضدَّ العرش الهاشميّ في الهلال الخصيب والشّيعيّ والشَّآميّ والضَّلال القديم وكابوس فاقة المُواطن وحاجاته الحياتيَّة الضّاغطة خارج ترف التنظير الأعرج المُدلَج اليمينيّ والأعسر اليسارويّ. 

طبائعُ الاستبداد ومصارع الاستعباد «عُنوان شهير لكتاب شيخ عصر التنوير الكواكبيّ الكبير مولود عام 1855م وينتسب إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السَّلام، خلاصة كتابه؛ إنَّ دوام الاستبداد يورث التسفُّل»، يفرز الإمَّعة في ظِلّ ذُل داخل الوطن وسفير الفساد والفشل إلى الخارج المنسىّ وتاجر فاجر فاحش بذيء همَّه عَلَفة يُزجي بضاعته في نظم باقات الشَّعير مُدافة بقيح القبح، دميمٌ ذميمٌ لئيمٌ همّازٌ لمّازٌ غمّازٌ مِن قناةِ كُلّ حُرّ المُروءةِ واعٍ شريفٍ عصيٍّ على الخِداع والنِّفاق والشِّقاق في العِراق. 

الشّاعِر العبّاسيّ "أشجع" يمدح سيّده خليفة بغداد هارون الرَّشيد لمّا عاد في آخر شهر رمضان مِن غزوته للرُّوم، وجلوسه للشُّعراء يوم العيد، أنشأ وأنشد بينَ يديّ هارون وفي ظِلّ سيف سيّافِه المشهور أبي هاشم مسرور: 
إليكَ بالنصر مَعقوداً نواصِيها * أمسَتْ "هِرقْلَةُ" تَهْوِي مِن جوانبِها 
وقال "ابن معتوق" في بعضهم في التهنئة بالعيد: 
ليهنكَ بعدَ صومكَ عيدُ فطرٍ * يُريكَ بقلبِ حاسدكَ انفطارا 
أتاكَ وفوقَ غرَّتهِ هلالٌ * إذا قابلتهُ خجلًا توارى!. 
ليهنكَ سيّدي عيدٌ شريفٌ * يبشّرُ عنْ صيامكَ بالثّوابِ 
وَجَلَّى رَوْنَقُ الْبُشْرَى هِلاَلاً * تصدّى كالحسامِ بلا قرابِ.
هُنِّئْتَ في عِيدِ الصِّيَامِ وَفِطْرِهِ * أبداً وقابلكَ الهلالُ بسعدهِ 
العيدُ يومٌ في الزَّمانِ وأنتَ للـ * إسلامِ عيدٌ لم تزل من بعدهِ!. 
ولـ"ابن الرُّوميّ" مِن وزن بحر الخفيف: 
قد مضى الصوم صاحباً محمودا * وأتى الفطر صاحبًا مودودا  
ذهبَ الصَّومُ وهو يحكيكَ نُسكًا * وأتى الفطرُ وهو يحكيكَ جُودا!.
وبخلاف النِّفاق الذَّميم، عِظة أبي العلاء المعرّي: 
ما عيدكَ الفخم إلّا يوم يغفر لك * لا أن تجرّ به مُستكبرًا حُللك 
كم مِن جديد ثياب دينه خلِق * تكاد تلعنه الأقطار حيثُ سَلك 
وكم مُرقع أطمار جديد تقى * بكت عليه السَّما والأرض حين هلك 
ما ضرّ ذلكَ طمراه ولا نفعت * هذا حُلاه ولا أنَّ الرّقاب مَلك. 
وأنشدَ الفقيه الأريب "أبو محمد بن حذلم" لنفسه: 
يقولون لي خلّ عنك الأسى * ولذ بالسُّرور فذا يوم عيد 
فقلتُ لهم والأسى غالب * ووجدي يحيا وشوقي يزيد 
توعدني مالكي بالفِراق * فكيفَ اُسَر وعيدي وعيد؟!. 
ويفضح المُتنبي النفاقَ يقولُ: 
إني نزلتُ بكذابين ضيفُهمُ * عن القرى وعن التَّرحال محدودُ 

جودُ الرّجالِ مِن الأيدي وُجودُهمُ * مِنَ اللِّسانِ فلا كانوا ولا الجُّودُ (الجُّودُ، نحت مِن اسم حركي هُوَ “ جواد المالكيّ ” نائب رئيس جُمهوريَّة العِراق “ نوري كامل المالكي ”). 

الشّاعِرُ الجَّميل “ جَميل حُسين السّاعدي ”: 

أخي يا عطا يا بعيدّ النظرْ * لأنتَ خبيرٌ بطبْع البشـرْ 
غرورٌ وكبدٌ وحبُّ الظهور* وتشويهُ مَن فاقهمْ واشتهرْ 
فما يسلمنْ أحدٌ منهمُ * ولو عاشّ مُنزوياً في القمَرْ 
فعشْ عاشقأً وانسَ قولَ الوشاة * وذُقْ خمرَة الحُبّ لا تنتظـرْ 
ولا تبتئسْ أنتَ زينُ الرّجال* فما قول زيدٍ ودعوى عُمرْ. 

الحاج عطا الحاج يُوسُف منصور: جَميل حُسين السّاعدي:
 
حبيبي جَميلُ جمالُ الدُررْ * كساني وزِدْتَ فكُنتَ القمرْ 
هلالُكَ هلَّ فعادَ السَّعودُ * وعيديَ عَوْدُ كريمٍ أغرْ 
تقولُ فديتُكَ [ لا تبتئسْ ]  * [ فما قولُ زيدٍ ودعوى عُمرْ ] 
لهذا تركتُ وما قد يُقالُ * وليس بقلبي لواشٍ أثرْ 
سأبقى أُغني ويبقى الجَّمالُ  * وليس بطبعي يكونُ الخَوَرْ . 
 
سبعيني، غرورٌ وكبدٌ وحبُّ الظهور:
محرر الموقع : 2018 - 06 - 16