نحن والتاريخ
    

سؤال :هل نحن من نصنع الحدث , أم هو من يصنعنا؟

أستنطاقآ للتاريخ في محاوله للكشف عن مسيره , نحن من سريناه  , أم سيرنا به غيرنا. خطى أجبرنا عليها , أم خطيناها بأرادتنا , أهداف قصدناها أم صاغها غيرنا لنا . هذه التساؤولات هي من ستكشف ,نحن من نصنع تاريخنا , أم بيادق يحركنا فيه غيرنا.

واقع يكشف عن مسيره تجري بذهنيه أستسلاميه تتسم بالسذاجه. ذهنيه لا تستنطق التاريخ , ولا تتفهم سننه . أنها روح الأستسلام للقدر . أكيد ليس قضاء الله وقدره وأنما قضاء  الأحداث وقدرها. بتنا كالزورق الذي تسيره مياه الأحداث وتقلبات أمواج الزمان, فليس لدينا يد في حدث , ولا أراده في صناعة تاريخ . فالتاريخ يصنعه غيرنا , ونحن نسير في مسيره خطط لها غيرنا , وهذ ما جعل مركبنا يسير الى نهايه محزنه , خطط له عدونا , ولكن الأدهى أننا نسير اليه بأرجلنا, والأنكى ننظر اليه بعيوننا ولا نحرك أراده بأيقاف مسيرة هلاكنا, وكأننا مسلوبي الأراده ومكتوفي الأيدي كالمستسلم لجلاديه يصعد منصة الأعدام برجليه مستسلمآ خانعآ لجلاديه.

هكذا تموت الأمم , وتسحق الشعوب , عندما تفقد أرادتها بصنع تاريخها. أنه ثمن النظره العفويه للأحداث , عكس ما نبه القران الكريم الى ضرورة كشف المفاهيم والسنن التاريخيه من أجل تجنب الوقوع بأخطاء وقع فيها من سار على غير هدى من قبلنا. هذا هو سر تنبيه القرآن بقوله (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ). أن القرآن نبه الى أكتشاف السنن الكونيه , وخاصه ظاهرة تكرار المأساة في حياة الأنسان , وقد عبر عنها الرسول (ص) ( من عثر بحجر مرتين فهو أغبى الأغبياء) , وقد أشار القران الى ضرورة النظر بالعواقب ,كما أشارة الآيه أعلاه. أنها أشاره يطلقهاالقرآن تنبيه الى خطورة السقوط في النظره العشوائيه الغير مدروسه, والتاكيد على الأهتداء في معرفة الطريق من خلال فهم منطق التاريخ والمسير من خلال نظره موضوعيه يكون للنور القرآني والأشعاع النبوي مساهمه في كشفه بالأشتراك بالرؤيه والطاعه الواعيه للأنسان (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).

لا شك أن حالة التمزق والضعف الي تهيمن على مجتمعنا , هو نتيجه لمواقفنا الأستسلاميه , وخضوعنا لقدر وقضاء غيرنا. أننا نعيش حاله أستلاب تهدد وجودنا وتضع حد لمصيرنا ونكاد نقترب من نهايتنا المعنويه وحتى أننا فقدنا الكثير من أرواح أبناءنا بسيوف بعضنا وتآمر أعداءنا , وبسذاجة عقولنا. أن مجتمعاتنا العربيه تسير الى مرحلة الأنتحار الجماعي.

أن العمى الفكري الذي تعيشه مجتمعاتنا , وفقدان البصر والبصيره لحكامنا قد كفى أعداءنا جريمة قتلنا بأيديهم , فتسابقنا معهم بقتل أنفسنا بأيدينا , فكفيناهم جريرة أبشع جريمه بالتاريخ, الا وهي أبادة شعب يقال عنه أنه سكن دهرآ هذه الأرض.

أننا لو القينا نظره الى دوله جاره كأيران , فأننا سنرى قياده تسير بمنهجيه يكون التاريخ واحد من عناصر صياغتها . أستوعبوا التاريخ فتجنبوا مآساته , ونحن نتذكر مقولة أية الله الخميني عندما قال كلمته المشهوره (لا نريد لصفين أن تكرر ثانيه) . أنها بصيرة التاريخ وأستنطاق أحداثه وأخذ العبر والعظاة منه ,فتجنبوا التكرار المأساوي للأحداث ,فكان نتيجته البناء والأعمار على كثير من الأصعده , بعكس خصمهم صدام الذي كرر أخطاءه في أكثر من حرب والتي قادت الى تدمير بلد , وتشتيت شعب , ختمها بنهايته المأساويه. مرت الجاره أيران بأزمات خطيره أغلبها بفعل فاعل (أمريكا) ولكنها تعاملت بمرونه وصبر ثارت أعجاب العالم , وهذا ما جعل للسياسه الأيرانيه بصمه في عالم السياسه والحكم, بينما لنا من الجيران ما كانوا وما زالوا مثلآ للأنبطاح , والتبعيه للأستكبار الأمريكي , فلم يتعضوا من حشر أنفهم بدعم حرب صدام ضد أيران بدوافع طائفيه , كرروها في سوريا , وفي اليمن , ولا أعتقد أنهم سيتوقفوا من تكرارها ما دام من يحكمها شلة لا تفقه التاريخ , والذين سيضعون بلدهم على كف عفريت ما دام لا يعون درس التاريخ جيدآ. أن عرض التجربتين الأيرانيه والسعوديه الغايه منه أن يكون درسآ بليغآ لكل من يحكم العراق وأن لا يهمل تاريخ هذا البلد , بل يجعل منه مشروعآ يستخلص منه منهجآ وقائيآ يقي الأجيال القادمه من مأساة الحروب والتدمير لثرواته نتيجة سوء أدارات حكمته عبر أجيال, وتجنيبه ضائقه أقتصاديه خانقه ستتعرض له الأجيال المقبله.

 

أياد الزهيري

 

محرر الموقع : 2018 - 07 - 09