احتدام سباق العملات الإلكترونية عالمياً مع تراجع شعبية النقود
    

في سويسرا، توفر الأوراق المالية فئة 1000 فرنك (1000 دولار) طريقة فعالة للتهرب من الضرائب أو ضوابط رأس المال، كما أنها قد تمثل هدايا شعبية عندما يكبر الأحفاد ليصبحوا بالغين، فربما يفضل الشاب السويسري قريباً أن يكون الدفع بعملة "ليبرا" المشفرة التابعة لشركة فيسبوك.
وتشير خطة شركة التواصل الاجتماعي لإطلاق عملة مشفرة إلى اقتراب تحول العالم بعيداً عن النقود، بحسب مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز".
وتتراجع شعبية النقود بوتيرة متسارعة رغم أن استخدامها ارتفع من حيث القيمة عقب الأزمة المالية العالمية.
ويُعد التعامل مع المال مكلف، كما تساعد الفئات النقدية الكبيرة المجرمين في أنشطتهم.
وفي الدول سريعة النمو الاقتصادي، تجاوز المستهلكون بالفعل المصارف التقليدية إلى مدفوعات الهاتف المحمول، كما هو الحال في  الدفع عن طريق "ويشات" في الصين و"إم-بيسا" في كينيا.
ولدى التحول بعيداً عن النقد (الكاش) تداعيات على المنظمين وطابعي أوراق البنكنوت (الأوراق النقدية).
ومن غير المثير للدهشة أن صناعة ورق البنكنوت في مأزق، حيث فقدت أسهم "دي لا رو" بالمملكة المتحدة حوالي 55 بالمائة من قيمتها في نحو عامين.
وأنفق البنك الوطني السويسري (المركزي السويسري) 20 مليون فرنك سويسري في عام 2017 من أجل إنقاذ موردي مواد أوراق البنكنوت.
لكن التحول من الكاش إلى العملات الرقمية قد يهدد دور البنوك المركزية في توفير وسائل الدفع الأساسية.
وإذا كان لدى فيسبوك ميزة الخطوة الأولى، فإن إمكانية الوصول إلى التمويل يمكن أن تقع في أيدي جهات احتكارية خاصة.
ومن شأن أنظمة الدفع العابرة للحدود والمدعومة بالعملة الأمريكية أن تؤدي إلى عملية "الدولرة"، ما يربط المزيد من العالم بصنع السياسة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
ويحتمل أن تحاول البنوك المركزية الحفاظ على النقد كوسيلة للدفع ولكن قد تتوقف المتاجر ببساطة عن قبولها.
ويمكن للبنوك المركزية أن ترد عن طريق إصدار نسخ إلكترونية من عملاتها - الفرنك الإلكتروني على سبيل المثال.
ومن شأن هذا أن يوفر عناء طباعة الأوراق النقدية بميزات أمنية تفصيلية، على الرغم من أن القرصنة السيبرانية قد تشكل مخاطرة.
وفي السويد، تكاد تختفي النقود تقريباً بالفعل حيث أن البنك المركزي في البلاد على وشك إطلاق الكرونة الإلكترونية.
وفي حالة قيام البنوك المركزية الأخرى بإتباع الخطوة نفسها، فإن مؤسسات التمويل التقليدية ينبغي أن تقلق.
ومن أجل إبقاء العملاء، قد تضطر البنوك إلى دفع معدلات فائدة أعلى على حسابات الودائع.
والأسوأ من ذلك، أنه في أوقات الأزمات قد يتضاعف الذعر المصرفي، ويمكن حينها تحويل الأموال التي في البنوك بنقرة إلى صناديق آمنة ومدعومة من البنك المركزي.
ومثل هذه المشاكل يمكن إدارتها إذا تمت معايرة العملات الإلكترونية الصادرة عن البنك المركزي بشكل صحيح (تقييمها وتصنيفها بشكل سليم)، كما تشير أبحاث المركزي السويدي.
لكن هذا الأمر يضع عبئاً على الأنظمة الخاصة للدفع والعملات للعمل مع المنظمين والبنوك المركزية.
وإذا لم يكن الأمر كذلك، فقد يتم منح الشباب السويسري في المستقبل الفرنك الإلكتروني بدلاً من عملة "ليبرا"

محرر الموقع : 2019 - 07 - 02