“التطهير العراقي” و “بعث داعش” .. هدفا عملية “نبع السلام” االتركية
    

العدوان التركي على الاراضي السورية في منطقة الحسكة والرقة والقامشلي وشرق نهر الفرات، رغم محاولات انقرة التغطية على الجانب الدموي منه ، واظهاره وكأن الجيش التركي يخدم “الانسانية” و “الامن” و”الاستقرار” من وراء هذا العدوان، الا ان هذا الجانب الدموي بدا يتكشف منذ الساعات الاولى للهجوم ، حيث يركز الجيش التركي والمرتزقة التي تأتمر بأمره تحت مسمى “الجيش الوطني” السوري ، على القتل بوحشية واعدامات بالجملة ضد اي كردي يتم اعتقاله اضافة الى قصف منازل الاكراد وتدميرها على رؤوس اهاليها، سواء نساء ام اطفال.

وسائل إعلامية دولية وعربية وثقت شيئا من الجانب الدموي التي تحاول انقرة ، وكذلك قناة “الجزيرة” القطرية التغطية عليه دون جدوى، حيث تم تسجيل اعدامات جماعية رميا بالرصاص بحق المدنيين، نفذتها فصائل سورية موالية لتركيا بدم بارد  بمدينة تل أبيض السورية، وهي حوادث ايدها المرصد السوري المعارض لحقوق الإنسان.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، بث تسجيلا لمجموعات سوريه تعمل لصالح انقرة ، تنفذ إعدامات ميدانية بحق أفراد من الإدارة الذاتية الكردية ومواطنين عاديين في شمال شرقي سوريا، وذلك بإطلاق النار عليهم من الأسلحة الرشاشة عقب سيطرتهم على الأوتوستراد المؤدي إلى مدينة الحسكة جنوب تل أبيض.

وظهر في الفيديوهات عناصر مسلحة تحمل رايات كتب عليها “أحرار الشرقية” يحيطون بأشخاص مقيدة أياديهم، قبل أن يتم إعدامهم بالأسلحة الرشاشة، وسمع في أحد الفيديوهات أحد المسلحين وهو يطلب أن يتم تصويره وهو يطلق النار من بندقيته تجاه الضحايا.

يبدو ان الاعدامات الميدانية للمواطنين السوريين الاكراد ، التي ينفذها  الجيش التركي ومرتزقته ، وتسجيل هذه الافلام وبثها بهذا الشكل الواسع ، هدفه ارعاب الاكراد ودفعهم لمغادرة مدنهم وقراهم ، وهي خطة يبدو انها نجحت الى الان حيث فر اكثر من 200  مدني كردي من المناطق المستهدفة، مع أمتعتهم في سيارات وشاحنات ومركبات بينما هرب آخرون سيرا على الأقدام.

هدف الخطة كشف عنها وزير خارجية تركيا داود اوغلو دون ان يدري في سياق رفضه مبادرة الرئيس الاميركي دونالد ترامب التي دعت تركيا الى اجراء حوار مع الاكراد تحت اشراف الولايات المتحدة، حيث قال  لن ننهي العملية قبل طرد الاكراد كلهم من حدود تركيا مع سوريا الى العمق ونقوم بتجريدهم من كل اسلحتهم وننهي وجودهم العسكري ونلغي وجودهم المدني في القرى والمدن القريبة من الحدود السورية ـ التركية بعمق 30 كيلومترا..

ما ذهب اليه داوداوغلو كان قد حذر منه السياسي السوري الكردي إبراهيم كابان الذي اكد ان تركيا  تمارس حرب إبادة عرقية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، أمام مرأى و مسمع العالم و بحضور العديد من وسائل الإعلام العالمية.

يبدو ان الجرائم البشعة التي يرتكبها الجيش التركي ومرتزقته ضد المدنيين العزل ، وحرق منازلهم بعد سرقتها في قرى تل تمر ورأس العين والمناطق الاخرى، اثارت حتى حفيظة مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، الذي اكد يوم امس الثلاثاء إنه ربما يجري تحميل تركيا المسؤولية عن عمليات إعدام تعسفية نفذتها جماعة مسلحة مرتبطة بها بحق الاكراد وظهرت في تسجيلات فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المكتب في إفادة صحفية في جنيف إن المكتب حصل على لقطات تصور عمليات القتل التي نفذها فيما يبدو مقاتلو جماعة أحرار الشرقية قرب منبج، وان تركيا قد تعتبر دولة مسؤولة عن انتهاكات جماعات تابعة لها طالما تمارس سيطرة فعالة على هذه الجماعات أو العمليات التي حدثت خلالها تلك الانتهاكات.

لم يعد خافيا ان ما تسعى اليه تركيا ليس محاربة الارهاب كما يدعي اردوغان، فجميع الحقائق على الارض تؤكد ان الارهابيين الحقيقيين ، جماعة ابو محمد الجولاني، والجماعات التي تنتمي عرقيا الى تركيا من المتعصبين والعنصريين هم الارهابيين الذين يصورون الجرائم التي يرتكبوها ويبثوها على مواقع التواصل الاجتماعي، وليس الاكراد الذين حاربوا “داعش” وطهورا ارض سوريا منهم ،واليوم ياتي اردوغان بذريعة محاربةالارهاب، لانقاذ “الدواعش” في سجون الاكراد، حيث اكدت التقارير الصحيفة والافلام فرار 785 شخصا من عائلات تابعة لعناصر “داعش” من مخيم للنازحين في شمال سوريا يقع بالقرب من الأماكن التي تدور فيها المعارك بين القوات الكردية والجيش التركي، وبات واضحا ان بعث الحياة في “داعش” مرة اخرى هو من اهم اهدف اردوغان من الهجوم على شمال سوريا بعد هدفه الاول بتغيير الديمغرافية السورية.

*نجم الدين نجيب

محرر الموقع : 2019 - 10 - 19