"لله درّك يارجل"
    

لا وجل ولا خجل ولا ندم، بل فخرٌ واعتزازّ منذ القدم، نصدح بها عالياً ونعمل بها اعتقاداً وإيماناً شامخاً. فنحن نؤمن بمفهوم “العصمة” كما هو معتقدنا نحن أتباع المذهب الجعفري.

كما نؤمن بكون مراجعنا العظام هم نوّاب الإمام الغائب (عج) العامّين في إدارة شؤون العباد، إطلاقاً أو تقييداً، تبعاً لاختلاف المباني الفقهية.

المرجع والمرجعية تعني عندنا باختصار: الفقاهة، صون النفس، حفظ الدين، مخالفة الهوى، واتّباع أمر المولى.

فلا نؤلّه مراجعنا العظام ولانضفي عليهم طابع العصمة ولاننفي عنهم الغفلة والخطأ والنسيان. إلّا أنّهم  أول رموزنا وأفضل قادتنا، هم ولاة أمرنا بغياب وليّ الأمر(عج)، نتّبعهم ونعمل بفتاواهم؛ امتثالاً للتكليف الشرعي والواجب الديني.

المؤسّسة الدينية عندنا واضحة المعالم تحفظ للمرجع والمحتاط والمقلِّد الحقوق والواجبات.

رغم كوننا لسنا صنميين؛ بهذا الدليل وذاك وبانفتاح باب الاجتهاد حتى يوم الميعاد، إلّا أنّنا نحترم فتوى المرجعية ونعمل بهاونتفاعل معها بواقع القبول والطاعة. وكثيرةٌ هي المصاديق على مدى التلّقي المذهل الذي تصنعه مواقف المرجعية الدينية على طول التاريخ، ومدى الاستجابة السريعة من شتّى طبقات الاُمّة وألوان انتماءاتها. وعلى هذا المنوال تألق مواقف مراجعنا العظام وقادتنا الكرام المعاصرين، الذين لم يتركوا الأُمّة لحالها في أحلك الظروف والمحن.

فها هو المرجع الأعلى يعيش معاناة الناس بعقله وقلبه ويشاطرهم الهموم والآلام بكلّ صدقٍ وإخلاص، حتى أقرّ الجميع وهتفوا: نعمّا تصنع أبا محمدرضا، فلقد جئت بها غايةً من الاتقان والحكمة والتدبير، ولا أروع.

لا غرو أنّك -مدّ ظلّك- قد حسبتها حساب الكيّس الخبير، الفطن النحري ، فسياقات الماضي والحال والغد حاضرةٌ بكلّ وضوحٍ لديك ، ولاأجدر منك في تشخيص المخاطر والعواقب وما ينبغي فعله من عدمه. بعدئذٍ لاتعتني ولانعتني بأيّةٍ تغريدةٍ خارج السرب أو صوتٍ لايركن إلى المنطق والدليل.

سيّدي أبا محمد رضا! الموتورون كُثْرٌ، فلقد أخطأتْ بك حساباتهم وتبعثرت معادلاتهم، فانقضّت مضاجعهم وتبدّلت أمانيّهم وهماً وسرابا. لله درّك يارجل فلكم نصحتَ وداريت، لله أناتك وأنت إزاء جماعات أعمى الله بصرها وبصيرتها وصكّ أسماعها عن لغة الحبّ والخير والسلام فاختارت البغض والحسد والشرّ والعنف والمنافع الضيّقة سبيلاً  لتحقيق مآربها.

حقّا أن تحفرك الجنان على صفحاتها حبّاً وهياماً، وتشرئبّ الأعناق لك تعظيماً وإجلالاً، وتنالك العقول والأقلام بحثاً واستقراءً، كيف لا؟! وأنت الذي أخلصت بالقول والفعل فزادك الله عزّاً وشرفا وحباك من لدنه خُلُقاً وحكمةً وعلماً وتدبيرا.

بقلم: کریم الأنصاري

محرر الموقع : 2016 - 04 - 28