وزير الهجرة العراقي: نحاول إقناع الدول الأوروبية بالتريث في ابعاد طالبي اللجوء
    

 

يؤكد وزير الهجرة والمهجرين العراقي ديندار نجم الدوسكي، إن الحكومة العراقية تحاول إقناع الدول الأوروبية، بالتريث في طرد طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم، الى حين توفر الظروف المناسبة، لكنها لا تستطيع إجبار هذه الدول التي لها قوانينها وسيادتها على أراضيها، على تغيير قوانينها بهذا الخصوص.
جاء ذلك في لقاء مع وكالة كردستان للأنباء(آكانيوز) في ستوكهولم، أثناء الزيارة التي يقوم بها الدوسكي للسويد، لبحث ملف العراقيين مع الحكومة السويدية.

وبينّ الدوسكي أن السويد ليس لديها الأستعداد لمراجعة مذكرة التفاهم التي وُقعّت بين البلدين في 2008، وأن الحكومة العراقية ترى أن لديها إلتزامات دولية وقانونية، تمنعها رفض أستقبال الطائرات التي تقل المُبعدين قسراً في مطار بغداد الدولي.
*زرت السويد عدة مرات، ماهو الهدف من الزيارة الحالية؟ هل ستناقشون مع الحكومة السويدية وقف الترحيل القسري لطالبي اللجوء العراقيين المرفوضة طلباتهم؟
-في الحقيقة الهدف هو الأطلاع على أوضاع الجالية العراقية الكبيرة في السويد، بحكم أننا وزارة مُكلّفة بمتابعة أوضاعهم، إضافة الى أن الأولوية هي لملف المهددّين بالإبعاد القسري، واللقاء بسلطات الهجرة في السويد، من أجل دراسة المشكلة ومحاولة التخفيف من معاناتهم، وإيجاد حل لهم يخدم مصالحهم.

*هل تحملون في حقيبتكم حلا لهذه القضية، فالكثير من هذه الزيارات حدثت سابقاً لكن لم نر نتائج تفيد طالبي اللجوء المرفوضين الذين يجري ترحيلهم بالقوة؟
-سنحاول في زيارتنا هذه التركيز على العودة الطوعية، من خلال توفير حوافز مادية ومعنوية، للأخوة المرفوضة طلباتهم، إضافة الى التأكيد على ضرورة التعامل الإنساني معهم، والحفاظ على كرامتهم أثناء عمليات الأبعاد، التي تتم من قبل الشرطة السويدية. ونحاول أن يكون هناك تعاون بين الوزارتين من أجل توفير أفضل الظروف المناسبة، لتشجيعهم على العودة الطوعية، بدل إجبارهم وإكراههم على العودة القسرية.

والهدف الآخر من الزيارة هو الأستماع الى العراقيين في السويد، سواء المرفوضة طلباتهم، أو الأخرين، من أجل إيجاد جسر للتواصل مع هذه الجالية الكبيرة، لربطها بالعراق، وتمتين وتعميق ولائها للوطن وخدمته، لاننا مقتنعون أن بإمكانهم تقديم خدمة لبلدهم. والزيارة جاءت أيضا للتأكيد على أن الحكومة العراقية حريصة على التواصل مع الجالية العراقية من اجل تقديم افضل الخدمات وتحسين ظروف وجودهم في هذه البلدان.

*اعلنت الحكومة العراقية أنها ستُجري تغيرات على أتفاقية عام 2008 مع السويد، التي بموجبها تجري عمليات الترحيل، لكن الجانب السويدي يؤكد عدم وجود أي تغيير فيها؟
-هي مذكرة وليست أتفاقية. فإلزامية المذكرة تختلف عن الأتفاقية. هي مجرد مذكرة تفاهم، بإمكان الجانبين مراجعتها، لكن هناك علاقات متينة بين الحكومة العراقية ومملكة السويد، وهنالك مصالح سياسية وأقتصادية مشتركة بين البلدين، وهذه إحدى المشاكل الموجودة بين البلدين، من الممكن لهما أن يتفاهما حولها.

في الحقيقة الجانب السويدي ليس لديه إستعداد لمراجعة المذكرة ، لكن البرلمان العراقي طلب من خلال لجنة الهجرة والمهجرين ولجنة العلاقات الخارجية أن تقوم بإعادة النظر فيها، وبعض الفقرات الواردة فيها، ونحن سنلتقي بوزير الهجرة السويدي وسنحاول دراسة إمكانية إعادة النظر في المذكرة التي ليس فيها أي فقرة تشير الى أن الحكومة العراقية تطلب بشكل صريح من السويد إبعاد العراقيين لكن فيها آلية لتنظيم هذه العملية، فيما اذا تم رفضهم، والمذكرة تنظّم هذه العودة. نأمل من وزارة الخارجية ان تعيد النظر في الموضوع بعد ان طلب مجلس النواب منها ذلك.

* بأعتقادك هل تسمح الأوضاع في العراق بعودة طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم، وهل الأوضاع مستقرة بما فيه الكفاية لعودتهم؟
-في الحقيقة العراق لديه مشاكله في هذا المجال، لكن إذا أُعيدوا الى العراق سنستقبلهم بالرغم من الظروف الأقتصادية الصعبة.
*الكثير من طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم يشعرون بأن الحكومة العراقية تخلت عنهم، ماذا تقول لهم؟
-غير صحيح أن الحكومة العراقية تخلت عنهم. فهي حريصة عليهم، بدليل أنها خصصت وزارة لملف المهاجرين العراقيين، ووجودنا في هذه البلدان، ولقاءاتنا مع سلطات الهجرة وسفاراتهم، وأهتمام مجلس النواب العراقي بهذه القضية يدل على إننا مهتمون بهذه القضية في حدود القوانين الدولية، وقوانين هذه البلدان.

لكن أنا أخاطب من خلالكم الاخوة العراقيين المشمولين بالإبعاد أو المرفوضة طلباتهم بأننا نبذل كل الجهود من أجل وقف التسفير الاجباري وتخفيف معاناتهم، لكن اذا عجزنا عن هذا نحاول أن نوفر لهم أفضل الأمتيازات من هذه الدول ماديا ومعنوياً، وأن يعذرونا في اشياء غير قادرين الضغط فيها على هذه الدول التي لها سيادتها على أراضيها وقوانينها يجب علينا أن نحترمها، لكن مع هذا نحن نبذل جهود من اجل معالجة هذا الملف وتخفيف معاناتهم.

آكانيوز

محرر الموقع : 2012 - 09 - 24