حكومة عبد المهدي الى أين
    

أي نظرة موضوعية لحكومة السيد عادل عبد المهدي لا تبشر بخير لاسباب عديدة  منها

اولا الذين اختاروه خذلوه   وتركوه وحيدا فريدا في بحر لا يدرك عمقه ولا ابعاده فاصبحت امواجه هي التي تسيره وهو لا حول له ولا قوة لهذا واجه تحديات كبيرة لا قدرة له على مواجهتها فكل محاولاته باءت بالفشل لان الذين اختاروه خدعوه   وخنقوه وفرضوا عليه رغباتهم حتى اصبح في حيرة يرفض رغباتهم يموت ينفذ رغباتهم يموت

ثانيا انه وقع بين رغبات كتلتي الفتح وسائرون المتضاربتين المتضادين فكل كتلة تريد الاكثر نفوذا والاكثر تأثير  ما تريده فتح غير ما تريده سائرون والعكس تماما لا لأسباب عقلانية ولا الغاية منها خدمة الشعب والوطن نعم الاختلاف وارد وطبيعي اذا كانت الغاية منها خدمة العراقيين تحقيق طموحاتهم  وتقضي على آلامهم ومعاناتهم فهذا دليل على الوعي وحب الوطن والاخلاص له اما اذا كانت الغاية منه مصالح وعداءات شخصية وخاصة فهذا دليل على الجهل والعداء للوطن واعتقد ما حدث للعراق والعراقيين من فساد وارهاب وسوء خدمات وسرقة ثروة العراقيين الا نتيجة لهذه الحالة التي ينطلق منها المسئولين طيلة ال 15 سنة الماضية واعتقد ستستمر  هذه الحالة حتى يأتي الله بمسئولين يؤمنون بالله ويحبون العراق والعراقيين

المعروف جيدا ان المسئول الحر الصادق المخلص انه يمتاز بقول كلمة الحق مهما كانت نتائجها لا خوفا من احد ولا مجاملة لاحد ولا تأخذه في الحق لومة لائم مثلا عندما يوافق على شخص ما في منصب ما او يرفضه يقول رأيه ووجهة نظره بصدق  منطلقا من مصلحة الشعب اولا ومن ارضاء ضميره ثانيا ويطرح ايجابياته وسلبياته بقوة وبشكل علني فالانسان الصادق يقول الحق ولو اضره ويتجنب الباطل وان نفعه وهذه الحالة غير موجودة لدى ساسة كتلتي الفتح وسائرون ولدى كل ساسة العراق من كل الاطياف والاعراق  كل واحد يبحث عن مصالحه الخاصة ومنافعه الذاتية

ثالثا  ان السيد عادل عبد المهدي لا يملك الشجاعة التي تمكنه من مواجهة  متطلبات الكتلتين المتناقضة والمتضادة حتى اصبح لا حول له ولا قوة  خاضعا لعناصر كتلتي الفتح وسائرون مما ادى الى تمادي هذه العناصر بحيث  جعلوا منه لعبة يلعبون بها كل طرف يحاول ان يسحبه نحوه وهو لا حول له ولا قوة    ريشة في مهب رياح متضاربة مثلا اشارة من قبل احد عناصر سائرون جعلته يتوقف عن طرح اسماء  كابينة وزار ته ويجمع شتات اوراقه ويخرج مسرعا

 لهذا على السيد عادل عبد المهدي ان يكون شجاع وحازم  ويعتمد على المرجعية الدينية وعلى جماهير الشعب ويعلن بشكل واضح وصريح تمسكه بالدستور  ويختار عناصر كابينته الحكومة بروية وتدقيق بعد ان يفرض شروطه عليهم ان مهمتهم خدمة الشعب وليست خدمة انفسهم  وان واجبهم حماية ثروة الشعب وليس سرقتها وان عليهم التخلي عن مصالحهم الشخصية ومنافعهم الذاتية والتوجه فقط لمصلحة الشعب ومنفعته ويضع عقوبات رادعة بحق كل من لا يلتزم بهذه المهمات اخفها عقوبة الاعدام ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة  وهذا يتطلب تخفيض الرواتب والغاء الامتيازات والمكاسب ومنع كل التصرفات التي تبدد ثروة الشعب تحت اي ذريعة مثل الايفادات الكاذبة البطالة المقنعة الاثاث والديكورات التي لا معنى لها النثريات الخاصة كل هذه تعتبر باب للفساد لهذا من يريد القضاء على الفساد عليه ان يلغيه ويسده اولا ثم يبدأ باعلان الحرب على الفساد والفاسدين والا لا يمكن لاحد ان يقضي على الفساد والفاسدين بل بالعكس نرى زيادة في عدد الفاسدين وتفاقما في الفساد   وعليه ان يطرح كابينة حكومته على المرجعية وعلى الشعب لاخذ موافقتهم اولا ثم على البرلمان

للأسف كل ذلك لم يقم به  بل نراه انه استسلم للامر الواقع  وكأنه مرتاح جدا لهذه الحالة المهم بالنسبة اليه هو جلوسه على كرسي رئاسة الحكومة   في الوقت نفسه يتعرض العراقيون الى ارهاب داعش الذي عاد قويا له القدرة على قتل العراقيين في اي وقت واي مكان   كما تمكن من اعادة سيطرته وبسط نفوذه على مناطق كثيرة وحتى قرب بغداد مثل الطارمية اضافة الى تفاقم الفساد وسيطرة الفاسدين في كل مرافق الدولة  وعلى كافة الاصعدة من القمة الى القاعدة

واخيرا من حقنا ان نسأل حكومة السيد عادل عيد المهدي الى اين

مهدي المولى

 

 

محرر الموقع : 2018 - 11 - 14