المعموري .. صنديد يمزق قميصه ويتلقى الرصاص لإنقاذ إنسان في الفلوجة
    

 

أصبحت معارك الفلوجة علامة فارقة في الحرب ضد "الإرهاب"، وفرصة لبروز حالات إنسانية فريدة، حيث تكثر في المعارك الضارية المحن وتقل المبادرات "البطولية" التي تضع الحياة على المحك، مثل مبادرة ابن بابل المقاتل محمد. 

يكسر محمد علاء حسين المعموري، الشاب البابلي، صمت الغرفة التي يرقد فيها بنبرته الواثقة ليحكي بطولة إنقاذه لشاب مصاب ينازع الموت ليتلقى هو أيضا رصاصة في ساقه من قناص تابع لـ"داعش". 

آمل كبير أبداه ذو الـ(21 عاماً)، بينما يستلقي على السرير ليروي كيف اندفع وسط الرصاص المنهمر بالقرب من جسر الشهيد العذاري في الفلوجة لينقذ إنسانا ينازع الموت استنجد به، لتنتهي صولته التي تستغرق لحظات بتلقيه إصابة بليغة ونجاحه في عملية الإنقاذ. 

ويقول المعموري وهو مقاتل من الشرطة الاتحادية في حديث لـ السومرية نيوز، "أثناء تقدمهم في معركة الفلوجة قرب جسر الشهيد مصطفى العذارى يوم الجمعة، (26 حزيران 2016)، وبعد آخذهم مواضع أمنة ومشاغلة العدو من أجل فسح المجال لدخول الأرتال العسكرية فجأة سمعت شابا يستنجد بنا ورغم نيران داعش قريبة جدا، لكن أخذتني غيرتي التي لم تمنعني من إنقاذ إنسان يستنجد بنا". 

ويضيف المعموري، أنه "خلع الدرع وألقى السلاح الثقيل وتوجه صوب الشاب بسرعة، ورغم كثافة النيران المصوبة نحوه لحظتها كان همه الوحيد إنقاذ الشاب بأي حال من الأحوال"، موضحا أنه "حمل الشاب المصاب مسرعا لمسافة وتوقف لوجود نزف في احد ساقيه".



ويوضح المعموري أنه "خلع قميصه وشد ساق المصاب، لكي ينقطع النزيف وحمله مرة أخرى، لكن قناصا من العدو أصابه في ساقه الأيمن"، لافتا الى أن "الآليات العسكرية وصلت في الوقت المناسب والهت العدو كي ليتم بعدها نقلهما الى مركز صحي ليتم تضميدهما". 

والدة الشاب محمد المعموري قالت في حديث لـ السومرية نيوز، "أنا الآن افتخر بولدي محمد لأنه حاول إنقاذ أخيه المسلم ومن مدينة عزيزة على قلوب كل العراقيين ألا وهي الفلوجة".

وتستدرك الوالدة قائلة، "ادعوا كل الشرفاء أن يحذوا حذوا ولدي الذي لا يفرق بين شخص وآخر".

يذكر أن مواقع صفحات التواصل الاجتماعي اشتعلت منذ يومين بفيديو يصور مقاتلا أقدم على إنقاذ حياة مدني مصاب في احد ساقيه ليصاب هو الأخر أثناء إنقاذه في أثناء عملية تحرير الفلوجة. 
محرر الموقع : 2016 - 06 - 27