أحد أبناء الجالية العراقية ...ذو الفقار العطار: من الابتدائية في العراق إلى مقاعد كلية الطب في السويد
    

في بلده العراق حلم منذ طفولته ان يصبح طبيبا، لكن ظروف الحرب حالت دون إتمام دراسته الابتدائية، وبالتالي كاد أن يتبدد تحقيق حلمه، لكن ظروف جديدة أعادت له التفكير بالحلم الذي سكنه ولم يغادره، والأمل بتحقيق هذا الحلم كان هاجسه الأول.

انه الشاب ذو الفقار العطار الذي استطاع خلال وقت قصير تحقيق حلم كبير، والدخول الى كلية الطب في السويد رغم الصعوبات وعدم سهولة ذلك، خصوصا أن كثيرين يعجوزن عن فعل ذلك.

يقول ذور الفقار لـ " الكومبس " إنه عند وصوله الى السويد لم يكن لديه فكرة عن الدراسة فيها، ولكنه تمنى ان تكون هذه البلاد ارضا خصبة لتحقيق حلمه ودراسة الطب، الا ان الكثير ممن حوله أخبروه ان ذلك ضرب من الخيال، فدراسة الطب في السويد بحاجة الى علامات عالية جدا في كل المواد إضافة الى اتقان تام للغة السويدية عدا عن قلة الإماكن المتاحة نسبة الى عدد الطلاب المتقدمين، مما يضطر بعض الكليات للجوء الى نظام القرعة في الاختيار الا انه لم يفقد الامل، بل وضع نصب عينيه هدفه وانطلق باتجاهه.

بدأ المسيرة بدراسة اللغة السويدية وكانت صعوبة اللغة هي اول العقبات التي واجهته الا انه وخلال وقت قصير بدء باتقانها، كان يعمل جاهدا على اختصار الوقت والتعلم بشكل سريع، فقد كان يدرس ما يقارب خمس الى ست ساعات يوميا ويتابع الكثير من الأفلام السويدية او المترجمة الى السويدية لتحسين لغته وخلال عام واحد استطاع انهاء دراسة اللغة واتقانها بشكل ممتاز.

نصحه الكثيرون بالاكتفاء بدراسة اللغة والتوجه الى سوق العمل لكسب المال وتحقيق الذات لكن اصر هو على تحقيق حلمه. استفاد مما تقدمه السويد من برامج تعليم للكبار والتحق بإحدى المدارس ليكمل تحصيله العلمي الذي لم يحصل الا على القليل منه في بلده.

عانى قليلا من صعوبة المواد الدراسية الا انه استطاع استغلال النظام الدراسي في تقسيم المناهج الى أجزاء للحصول على اعلى الدرجات، وكان عندما يحصل على علامة متدنية في مادة ما كان يقوم بالتقدم للامتحان مرة أخرى حتى يحصل على العلامة التامة بالرغم من التكلفة المادية المترتبة على ذلك.

وفي وقت قياسي وخلال اربع سنوات اتم دراسته بتفوق وحصل على الشهادة الثانوية، وبالكثير من السعادة والامل تقدم بأوراقه الى كلية الطب بجامعة " انشوبنغ ".

 

لحظة فاصلة في حياته

 

يحصل ذو الفقار العطار على مقعد في كلية الطب، فكانت لحظة براقة في حياته تلك التي سمع فيها خبر قبوله فيها. فقد عرف انه حقق الحلم وانه لا مستحيل مع الإرادة، اثبت ان النجاح ممكن ولكن يلزمه المثابرة والعمل بجد، وان الصعوبات يمكن تجاوزها بالمثابرة والجهد والعمل الدؤوب والايمان بالهدف.

استطاع بواقعيته وجهده ان يتجاوز كل ما قيل له عن الصعوبة والاستحالة وان يعطي صورة مشرقة عن المهاجرين العرب وقدرتهم على اثبات انفسهم في أي مجال.

ذو الفقار يتابع الان دراسته على امل التخصص في الامراض القلبية ويقول انه بعد التخرج سوف يعمل في السويد ليرد جميل هذا البلد الذي أعطاه الفرصة لتحقيق حلم طفولته، ويقول لكل الشباب ان الشهادة الجامعية هي من الأهداف السامية في الحياة التي يجب ان يسعى اليها الانسان لانها تفتح له افاق واسعة ليحيى حياة كريمة يستمتع بها ويمد يد العون للاخرين.

راما شرواني

الكومبس

محرر الموقع : 2014 - 08 - 24