التغطية الاعلامية الكاملة لوقائع المؤتمر العلمي الخامس للإمام الصادق (ع) في مدينة اسكلستونا السويدية.
    

برعاية ممثل المرجع الأعلى للطائفة سماحة السيد علي الحسيني السيستاني - مد ظله - سماحة العلامة السيد مرتضى الكشميري  انعقد في مدينة اسكلستونا السويدية المؤتمر العلمي الخامس للإمام الصادق (ع) تحت عنوان:  (( الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام . . . إمام المذاهب الاسلامية . . .   و التحديات المعاصرة التي يعيشها المسلمون )). 

انطلقت اعمال المؤتمر في تمام الساعة الخامسة عصراً من يوم السبت الموافق /2104/9/6/ بمشاركة واسعة جداً من اتباع أهل البيت (عليهم السلام) من مدينة اسكلستونا والمدن القريبة منها، حيث احتشد الجميع داخل القاعة الرئيسية وبقي عدد كبير منهم خارج القاعة، وكان منسق أعمال  المؤتمر سماحة الشيخ أبو صدوق المشكور الذي افتتح برنامج المؤتمر بالترحيب بالضيوف جميعاً، وقدّم القارئ الشاب  (حميد شهرياري) في تلاوة رائعة للقرآن المجيد. وبعده كانت مداخلة لراعي المؤتمر سماحة العلامة السيد مرتضى الكشميري عبر الهاتف من النجف الأشرف بارك فيها للمؤتمرين عملهم هذا، وتطرق في كلمته الى عدة امور ..

منها ما عاشه الإمام الصادق (عليه السلام) من معاناة صعبة من العباسيين وظلمهم لأهل البيت من جهة ومن جهة أخرى ما عاشه من فتن من الملاحدة الذين تطرق في ذلك الوقت الى الفلسفة وإلى فكر الخوارج والحركات المنحرفة التي كثرت أيام إمامته (ع)، فقد تصدى لها الإمام وخلق وعياً في أمة جده محمد (ص) بحيث صار محبي أهل البيت يسمون بالجعفرية، وإلى يومنا هذا لايزال هذا المعين الصافي الأصيل من وحي الرسالة هو الإسلام المحمدي الناصع. 

كذلك تطرق الى العصر الحديث ولوقت الراهن وهذه المحن التي شوهت صورة الإسلام من خلال أفعال خوارج هذا الزمن، وكيف أن واحد من أبناء جعفر بن محمد الصادق وقف هذه الوقفة التي أعادت للتشيع هيبته وقيمته ونقاءه، وكيف أن العالم أجمع وقف متحيراً من قيمة وقراءة سماحة المرجع الأعلى للساحة وأن فتوى الجهاد الكفائي إنما هي جاءت لحقن دماء المسلمين جميعاً. 

وبعد هذه المداخلة كانت كلمة اللجنة التحضيرية التي ألقاها سماحة الشيخ ناظم حطيط المشرف على حسينية الزهراء (ع) رحب فيها بالحاضرين وتقدم بالشكر والامتنان لمقام المرجعية العليا لرعايتها مثل هذا المؤتمر. 

وبعد ذلك جاءت مشاركة سماحة الشيخ حكيم الهي المشرف العام على مسجد الإمام علي في العاصمة السويدية ستوكهولم.

وبعدها تحدث الدكتور بهاء الوكيل الطبيب الاستشاري والأستاذ المحاضر في جامعة لندن وكان موضوع بحثه عن العلم ودور الإمام الصادق (ع) في تنوير المجتمع بالعلوم المختلفة، واختار فقرات من كلماته مع أحد أصحابه وهو المفضل بن عمرو حول وصف لبعض أعضاء الإنسان وكيف أنها لم تكتشف إلا في العصور المتأخرة.

ثم تحدث الباحث والمفكر الاسلامي الدكتور أكرم الحكيم، وكانت كلمته فاعلة في طرح برنامج المؤتمر من خلال عنوان المؤتمر (الإمام الصادق   . . . و التحديات المعاصرة) فقد تحدث عن تحديات كثيرة نوجز جزءاً منها والباقي سيتم نشره في ملحق خاص، فمن التحديات التي تحدث عنها في زماننا الحاضر ..

١- ظهور مرجعيات إسلامية مزورة وغير حقيقية أو واقعية منها جاهلة ومنها تعلمت كلمتين وتفتي 

بقتل الأبرياء.   

٢- تغير سلّم الأولويات لدى الفرد المسلم وفي سلوكه عما كانت عليه قبل هذا الوقت حتى تشوهت صورة الإسلام في البلاد الغريبة والعالم أجمع. 

٣- نتج عن هذا إعطاء صوره متخلفه جداً عن واقع الإسلام عكس ما هو عليه فإن الإسلام دين نظام أخلاقي وعلمي واقتصادي واجتماعي. 

٤- دفع الشباب لكي يكون قدوتهم هؤلاء القتلة الذين يرفعون راية لا اله إلا الله وهم مجرمون، علماً أن الشباب هو طاقة متفجرة وهم أداة بناء الأوطان. 

وبعد كلمة الدكتور الحكيم أخذ المؤتمر استراحة امتدت لبضع دقائق تناول فيها الحاضرون الحلويات والعصائر ثم التأم المؤتمر من جديد.

وكانت هناك مشاركة من أبناء المدينة من خلال شعر تطرق فيه بالولاء لأهل البيت (عليهم السلام)، وكانت بعده مشاركة لسماحة الشيخ غموس الزيادي عضو اللجنة الشرعية في مؤسسة الإمام المنتظر(عج) في مدينة مالمو السويدية  تحدث في كلمته عن الابتلاء في الإسلام وتمسكنا بأهل البيت (عليهم السلام). 

وكان مسك الختام مع راعي المؤتمر بالنيابة سماحة الشيخ  أمجد البغدادي مبعوث مكتب المرجعية الدينية العليا والمشرف على مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية حيث ابتدأ حديثه مباشرة عن دور الإمام جعفر الصادق (ع) في نشر علوم أهل البيت (عليهم السلام) بحيث إن اغلب روايات أئمة 

أهل البيت هي تأتي عن طريق الإمام الصادق (عليه السلام)، ثم ذكر أن إحياء أمر أهل البيت ونشر مبادئهم ترتكز إلى ثلاثة أمور أساسية وهي التعرف على علومهم والحجج التي استندوا إليها في بيان الحق والحقيقة ومن ثم نشر محاسن كلامهم بين الناس، ونشر ذلك من خلال الحكمة والموعظة الحسنة والأخلاق الحميدة وأن يكون ذلك بحسن التصرف والدعوة إليهم بالأفعال لا باللسان بحيث نكون دعاة صامتين، وكذلك التركيز على ما وقع من الظلم عليهم (عليهم السلام) فإن ذلك يوجب ميل قلوب الناس إليهم فتتهيأ قلوبهم لسماع الأدلة على لزوم اتباعهم، وما وقع من ظلامة على أتباع أهل البيت وشيعتهم في العصر الحديث ينبغي أن نعرف العالم به ويكون منطلقاً لنشر رايات الحق.

وبعد ذلك تم عرض فيلم من مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية يوثق الظلم الواقع على شيعة أهل البيت والمعاناة والآلام المستمرة عليهم. 

وفي الختام تلا منسق أعمال المؤتمر سماحة الشيخ أبو صدوق التوصيات، وهي كما يأتي ..

 

١- نستلهم من سيرة الإمام الصادق (ع) دروساً وعبراً في التعايش مع الآخر وفق أخلاق أهل البيت ونبذ التطرف وإرساء القيم الإنسانية النبيلة والتي هي مبادئ الإسلام الأصيل. 


 

٢- نستحضر في هذا المؤتمر الكريم مواقف المرجعية العليا منذ نشوء الدولة العراقية الجديدة والجهود التي بذلت في إرساء العملية السياسية واستقرارها خصوصاً المواقف الأخيرة في الدفاع عن كيان الدولة وعن المواطنين من خلال الإلزام بالتطوع والذب عن حياض الوطن. 


 

٣- إدانة جميع أنواع التطرف وجميع وسائله التي تثير الفتنة بين جميع أفراد المجتمع وتزرع القتل والبؤس والألم بدأً من الجهات التي تؤيد وتروج للمنظمات الإجرامية كالتي تسمى بالدولة الاسلامية (داعش) وانتهاءً بالقنوات التي تزرع التطرف في النفوس وتنشر الأفكار الخاطئة والتي هي على خلاف منهج أهل البيت (عليهم السلام) وهدي المرجعية العليا في النجف الأشرف.  

 

محرر الموقع : 2014 - 09 - 07