المرجعية الدينية والعشائر ودورها في أهم الأحداث السياسية في الفرات الأوسط
    

ضمن سلسلة “قراءة في كتاب” والتي تنشرها وكالة “شفقنا”، يذكر المؤلف الدكتور رسول فرهود هاني الحسناوي في مقدمة كتابه “المرجعية الدينية والعشائر ودورها في اهم الاحداث السياسية في الفرات الاوسط” ان المرجعية الدينية اعتمدت عبر تاريخها الطويل على قاعدتها الجماهيرية الصلبة المجاهدة وهي ابناء العشائر في الشرق الاوسط الذين ما فتئوا ان لبوا نداء الجهاد في اغلب الظروف الصعبة بعدما افتوا علمائهم به في احلك الظروف، وقد ساعدت ظروف الاستيطان في منطقة الفرات الاوسط على استقرار ابناء العشائر في اخصب بقعة على الإطلاق من بلاد الرافدين، التي كانت ولا تزال تشكل حزام امان محادي لجزيرة نجد التي خرجت منها معظم الحركات السياسية الدينية الهدامة عبر التاريخ مثل حركات الردة والقرامطة والوهابيين والسلفيين التكفيريين في مختلف توجهاتهم.

ويقع الكتاب الصادر عن دار الفرات للثقافة والاعلام في الحلة في طبعته الاولى والمتوفر في مكتبة الشيخ بهاء الدين العاملي العامة في بيروت في 228 صفحة، وهو عبارة عن دراسة تاريخية تتألف من مقدمة وخمسة فصول وخاتمة وقائمة من المصادر والملاحق.

فلسط الفصل الاول الضوء على التعريف بالمرجعية الدينية وشروط المجتهد وآلية الاجتهاد، وكذلك وضح معنى العشيرة ومكوناتها وحركة استيطان العشائر في الفرات الأوسط في القرون الثلاثة الماضية، كذلك سلط الضوء على الاسباب التي اثرت في تشيع العشائر الوافدة الى الفرات الاوسط.

اما الفصل الثاني فتطرق الى دور المرجعية الدينية في النجف الاشرف من الاحداث الايرانية عام 1905 كذلك يبين كيف انقسم المجتمع الفراتي من مؤيد وشاجب للحركة الدستورية العثمانية وموقف علماء الشيعة منها.

وجاء الفصل الثالث ليوضح دور المرجعية الدينية في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة وسامراء والكاظمية من الغزو البريطاني للعراق عام 1914م وحركة الجهاد عام 1915م واهم الاحداث التي رافقت تلك الحركة.

وكرس الفصل الرابع لبيان دور المرجعية الدينية في قيادة وتوجيه العشائر في ثورة العشرين وكيف تنكرت بعض الجهات للثورة وحصد ثمار الثورة من كانوا الاقلية على حساب تضحيات ودماء ابناء الفرات الاوسط.

وبين الفصل الخامس الدور الذي لعبته المرجعية وزعماء الفرات الاوسط في الانتخابات للمجلس التأسيسي ورفضهم لمعاهدة 1922.

اما الخاتمة فجاءت لتوضح اهم استنتجات التي توصل اليها الباحث.

ويقول المؤلف ان هذه الدراسة جاءت استجابة لبعض الاستفسارات حول علاقة المرجعية بالاحداث السياسية حول المشروطية والمستبدة التي حدثت نهاية القرن الماضي.

ويذكر المؤلف ان هذه الدراسة واجهت صعوبات عديدة ابرزها تعدد وجهات النظر لكثير من الكتاب والمؤلفين وان موضوع البحث لا يتحمل وجهات النظر بل يتطلب من الباحث استخلاص الحقيقة التاريخية الرصينة من عدة آراء كون موضوع التقليد واختلاف العلماء في تأييدهم للاحداث السياسية يجعل الباحث في حيرة من أمره حول تأييد او نقد وجهة النظر هذه او تلك. ومن الصعوبات الاخرى هي ندرة المصادر وتبعثر المعلومات في بطون الكتب ما يستوجب البحث الدقيق والشامل.

وقد اعتمدت هذه الدراسة على مصادر متنوعة منها: التقارير والبحوث والوثائق، المذكرات الشخصية العربية والمعربة، الكتب المخطوطة، الرسائل والاطاريح الجامعية المنشورة وغير المنشورة، الكتب العربية والمعربة اضافة الى المجلات والجرائد.

محرر الموقع : 2016 - 08 - 07