الواقع البيئي في العراق أخطر مِن الإرهاب وعلى الحكومة أن تُدرك خطورة ذلك!
    

تُعاني بيئة العراق مِن إهمال حكومي واضح، فإضافة إلى ضعف أداء الجهات المِختصة برفع النفايات اليومية، يوجد هناك ما هو أخطر وأكثر ضرراً؛ فأنتشار السلع الغذائية غير المُرخصة أو التالفة نتيجة إنتهاء صلاحيتها، وأيضاً غياب الرِقابة على الأدوية وفتح“بسطيات” لبيعها بدون أي رخصة حكومية يضعنا في موقف حَرج، يؤدي بنا إلى مخاطر كبيرة.

وقبلَ كل شيء؛ وكنتيجة واقعية للحروب الكثيرة التي خاضها النظام المجرم السابق، تُعاني مناطق كثيرة في العراق من خطر التلوث الإشعاعي، وبعضها لم تتم المحاولة أصلاً بإزالتهِ أو تقليل أخطاره، ما ولّد تهديداً مباشراً على حياة الإنسان العراقي يُضاف إلى تهديد الإرهاب والإنفجارات..

حولَ كل ما سبق؛ كانت لموقع شفقنا وقفة مع الدكتور سهل النقاش أستاذ الكيماء الإشعاعية والمتخصص في الواقع البيئي، وقد أبتدأ حديثه بوصف الواقع البيئي في العراق قائلاً: الواقع البيئي في العراق كارثي وقد وصفته من قبل بأنه أخطر من الإرهاب لأنه تأثيره يستمر الى عقود إذا لم يعالج الأمر ضمن خطة واضحة. أما جهود الحكومة فهي ليست موجودة أصلا!

وبهذا الشأن تطرق الدكتور النقاش إلى مسببات التلوث البيئي في العراق وإزدياد أثاره: الخلل سببه الإهمال لعقود وازداد بعد 2003 ، أما الحلول الجذرية فهي غير واقعية إذ يحتاج الأمر الى ترقية الوعي البيئي للعراقيين و في نفس الوقت تنفذ خطة بعيدة المدى وخطط قصيرة المدى لها علاقة بتخفيض معدلات التلوث في الهواء والماء والتربة والغذاء وكل ذلك لا يحدث بعصا سحرية.

وهاجمَ الدكتور النقاش القرار الحكومي الأخير الذي أمر بدمج وزارة البيئة معَ وزارة الصحة عاداً إياه إنهُ جاء بسبب قلة الوعي البيئي لدى الحكومة: قرار دمج وزارة البيئة مع وزارة الصحة يعد اكبر خطأ ارتكبته الحكومة لجهل المسؤلين خطورة التلوث.

وتطرق الدكتور النقاش في حديثه لموقع شفقنا إلى تداعيات ضعف جهاز القياس والسيطرة النوعية في العراق، وكذلك إلى ضعف الأجهزة الرقابية بعد دخول المنتجات والبضائع إلى السوق العراقية: أخطر تلك التداعيات ليس ضعف الجهاز الرقابي هو سبب التداعيات بل عدم وجود جهاز رقابي اصلاً هو سبب المشكلة!

وعن المناطق التي تُعاني من خطر التلوث الإشعاعي قال الدكتور النقاش: التلوث الإشعاعي موجود بدرجات متفاوتة في كل العراق لأستخدام اليورانيوم المنضب ولكن الأخطر هي البصرة لأستخدام العتاد المشع فيها بصورة أكبر.

ثم أجاب الدكتور سهل النقاش أستاذ الكيمياء الإشعاعية على سؤال مراسل موقع شفقنا حول الجهد الحكومي في محاربة التلوث الإشعاعي مستنكراً: وهل هناك جهد حكومي في هذا المجال لنستطيع تقييمه؟!

وتطرق الدكتور النقاش إلى أهمية الإهتمام وبصورة أستثنائية ببيئة الأهوار والمناطق الأثرية خاصةً بعد قرار تسجيلها في لائحة التراث العالمي قائلاً: آثار العراق وأهواره ثروة لا تنضب بذلك تكون ليست كالنفط ولكن من يخطط لإستثمارها ؟ حكومة لا تفهم أهمية ذلك ولا تريد أن تفهم لأن الأمر يحتاج الى وعي عند مسؤول ينفذ خطة واضحة. هنا اريد ان اسأل سؤال: هل نستطيع أن نُقدم أشياء بسيطة للسائح قبل أن نفكر بمنامه وتنقله وطعامه وشرابه ؟! من كل ذلك لا أمل في حكومة تعين وزراء في وزارات أمنية دون تخصص فماذا سوف تعين للبيئة؟!

محرر الموقع : 2016 - 07 - 28