تأبين شهداء سبايكر في مدينة مونتريال الكنّدية - تقرير مصور -
    

نظمت الجالية العراقية في مونتريال حفلا تأبينيا لاستذكار شهداء العراق عامة، وشهداء جريمة الإبادة الجماعية سبايكر والتي ارتكبت في قاعدة القوة الجوية سبايكر قرب مدينة تكريت بتاريخ 15 حزيران. أقيم الحفل مساء يوم السبت 13-09-2014 الموافق 18 ذو القعدة 1435 للهجرة في صالة مسجد أهل البيت (ع) وحضر الحفل حشد كبير من الجالية العراقية والعربية، تقدمهم امام المركز الاسلامي اللبناني سماحة السيد نبيل عباس وسماحة السيد أبو رسل الشوكي من حسينية الحوراء زينب الكربلائية وامام المجمع الإسلامي في مونتريال فضيلة الشيخ علي السبيتي وقنصل عام جمهورية العراق في مونتريال الأستاذ جاسم نعمة مصاول والقنصل العراقي أحمد خالص ورئيس مركز الجالية العراقية الأستاذ مؤيد الطالبي ووجوه وناشطين من الجالية العراقية، بالإضافة الى الحاج محمد هاتو مراسل قناة كربلاء الفضائية.
ابتدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم تلاها الحاج أبو حيدر صادق الحافظ، ثم طلب مقدم الحفل السيد سلام الموسوي من الحاضرين قراءة سورة الفاتحة على أرواح جميع الشهداء وخاصة شهداء العراق وشهداء مذبحة سبايكر وبعدها عزف النشيد الوطني العراقي.
وافتتح فقرات الحفل الأستاذ أبو أحمد صادق الحافظ والذي قدم بالغ العزاء لأسر ضحايا جريمة العصر سبايكر والتي راح ضحيتها حسب التحقيقات الأولية 1700 شاب في مقتبل العمر أعمارهم ما بين 19 و22 عام وكانوا مدنيين عزل وقتلوا غدرا وبدم بارد بطرق بشعة يندى لها جبين الإنسانية، على أيدي مجرمي داعش وزمرة من القتلة من أجهزة القمع أبان حكم الطاغية صدام وزمرته الفاشية، والذين استهدفوا فقط الشباب أتباع مدرسة أهل البيت بعد عزلهم من خلال التحقيقات. وقد أشار الى الجرائم التي مر بها الشعب العراقي منذ حكم الطاغية صدام كالمقابر الجماعية وتفجير مرقد الامامين العسكريين وفاجعة جسر الأئمة ووصولا الى التفجيرات والقتل والاستهداف الطائفي في الموصل وسبايكر. وانتقد ردود الفعل الخجولة والمتأخرة للأوساط الرسمية لإنصاف عوائل الضحايا والاقصاص من القتلة والتي لا ترقى الى كبر حجم الجريمة، وتساءل: أين الغضب الشعبي؟ أين الموقف الحكومي؟ أين منظمات حقوق الانسان ولماذا لا نسمع أصواتها وهي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان؟ وأليس سفك قطرة دم المسلم أشد عند الله من هدم الكعبة؟ أفلم يكن مناسبا اعلان الحداد على أقل تقدير في الكثير من المؤسسات والحوزات كما جرت العادة في مثل هذه المصائب؟
ثم تحدث بعد ذلك أحد العاملين لأجل انصاف ضحايا المجزرة الأستاذ حيدر الهاشمي والذي بين أن جريمة غدر طلاب سبايكر الأبرياء تحمل بصمات العصابات الصدامية، فهم نفس المجموعات كانت تقتل سابقا تحت راية البعث والان تذبح وتقتل تحت راية داعش. وقد طالب جميع العراقيين بالمشاركة والاحتجاج علنا وعدم ترك مثل هذه الجرائم ان تمر دون المطالبة بمقاضاة الجناة وعزلهم وتشخيص بيئتهم، وان يكون يوم 15 حزيران من كل سنة ذكرى حزينة ورمز للمطالبة بحقوق الأبرياء وملاحقة الجناة ومعاقبتهم.
ثم تحدث متألما من هول الجريمة، سماحة السيد أبو رسل الشوكي والذي طالب الأمم المتحدة ان تدون هذه الجريمة كجريمة إبادة جماعية وان يكون هناك موقف دولي متضامن مع عوائل الشهداء وطالب البرلمان ان يكون تفاعله أكبر مع عوائل الضحايا لإنصافهم وإنزال القصاص العادل بالجناة والاستماع للناجين القلائل من هذه الجريمة البشعة. 
وبعده نبه فضيلة الشيخ على السبيتي الى خطورة الوضع الذي يراد من خلاله ان تحطم الآمال الأخيرة للأمة للقيام من رقادها وسباتها، وتساءل هل نحن في موقع لنفشل ما يخطط للعراق والمنطقة من خلال فهمنا الدقيق لمعنى ومغزى ان تنشر أمام الملأ جرائم قتل بدم بارد وأن تثار القضية الطائفية والمذهبية بكل صلافة وأن يركز على ما مر في تاريخ ماض سحيق لنعود ونقتتل من جديد على أساس قبلي ومذهبي وعشائري لتغرق المنطقة في أتون فتن بدأت ولا أحد يعرف منتهاها؟ وقال مخاطبا العراقيين: أيها المؤمنون يا من تحملتم وجع وآلام وجراحات أكثر من ثلاثين عام من الظلم والطغيان، ما عليكم اليوم إلا أن تستزيدوا من جرعة الصبر جرعة ومن قدرة التحمل قدرا حتى تعبروا نهر الدم والآلام الى شاطئ الأمن والأمان وأن تنتبهوا الى الرأس المدبر لكل هذه الويلات وعدم الالتهاء فقط بالأدوات المستعملة كالمنظمات الإرهابية والتي حلت محل الأنظمة الدكتاتورية، وأنتم دوما كان منهجكم: لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن بها جور إلا علي.
ثم الهب الحاضرين الحاج الأستاذ على الخفاجي بأبيات شعر شعبية من وحي المناسبة الأليمة من كلمات الشاعر الشيخ سعد محمد الحسن والشاعر أنيس الخفاجي الكربلائي قال في بعضها:
من جهلكم دين الله تشوه من جهلكم...من جهلكم وجثب يوم القيامة منجى إلكم...من جهلكم فتاوى بالجرايم من جهة إلكم ومن جهة إرهاب وقتل يا داعشية
ضماير صارت الخسة ولفها..جروح اللي بيّ ما طابت وألفها..سبعمية اللي ذبحوهم وألفها والذبح مو عامي شامي عالهوية.
وبعده تحدث سماحة السيد نبيل عباس بكلمات قال فيها: أن استهداف هؤلاء الضحايا له بعدان: بعد عقائدي وبعد سياسي، وأن البعد العقائدي يلخصه موقف رسول الله (ص) عند فتح مكة عندما خاطب القوم قائلا: اذهبوا فأنتم الطلقاء، ومشكلتنا اليوم أننا نقاتل أبناء الطلقاء. أما البعد السياسي فهو أن أغلب الشيعة عقائديون ولا يساومون ولا يتلاعبون بالأحداث لمصلحة غازٍ أو مستعمر، ولذلك دائما مع الأسف الدائرة تدور عليهم. وأن ما جرى في المنطقة كلها أُريدَ له أن يكون كذلك: ربيع عربي مزعوم يحمل المن والسلوى للشعوب المضطهدة لكن في باطنه السم الزعاف. هو خريف بل شتاء. هذا الربيع أريد له أن يُصادر ومصادرته تمت على الشكل التالي: طالما أن الغرب له في منطقتنا هدفان: هدف سياسي وهدف اقتصادي. أما الهدف السياسي هو أن تكون إسرائيل هي العليا وليس سواها ولذلك لكي تكون دولة إسرائيل دولة صافية لليهود لا بد أن يكون حولها دويلات طائفية ومذهبية لكي تبرر لها ذلك الأمر وتعطيها المفتاح لذلك. أما الهدف الاقتصادي فهو سرقة النفط والذهب والحديد وكل الطاقة لا أكثر ولا أقل. 
أما ختام الحفل فكان عرض فيديو للناجي الشاب علي كاظم والذي نجى بأعجوبة من المذبحة وهو يسرد قصة نجاته.
وقد نوه السيد سلام أن العديد من مراكز ومؤسسات الجالية العراقية من شرق كندا وغربها كانوا قد وجهوا رسالة موحدة الى وزير الخارجية الكندي أواخر شهر حزيران مطالبين الحكومة الكندية من القيام بواجبها – كونها من رواد الدول الداعمة للسلام – بإعانة النازحين ودعم الحكومة العراقية المنتخبة لمواجهة المجرمين القتلة، إلا أنه لم يتم استلام أي جواب رسمي من مكتب الوزير رغم المتابعة معهم حتى الآن.
وقد تم توزيع منشور عن جريمة سبايكر باللغتين العربية والإنكليزية. ومن الجدير ذكره أن الحكومة العراقية قد استبدلت اسم القاعدة الجوية من قاعدة سبايكر الى قاعدة الشهيد اللواء ماجد التميمي وهو الطيار البطل الذي سقطت طائرته العمودية وهو يقوم بواجب نقل الغذاء والدواء وإنقاذ العراقيين
المحاصرين على جبل سنجار في شمال العراق من قبل زمرة داعش الإرهابية

 

محرر الموقع : 2014 - 09 - 20