شاهد في العراق ...ريـبــورتـــاج: مناديل ورقية يفترض أنها صحية... لكنها تحمل الأمراض
    

تزايدات في الآونة الأخيرة أسماء وعناوين علب المناديل الورقية سواء أكانت محلية او مستوردة ، جافة او مبللة ، والتي تستخدم عادة للأطفال وحديثي الولادة ... في أحد الأسواق ثمة اكثـر من سؤال عن نوعية معينة من المناديل الورقية رغم وجود انواع اخرى وبأسعار مختلفة جميعها اقل من سعر الماركة المطلوبة من قبل بعض المواطنين ... ومن بينهم المدرس احمد طارق الذي غادر الاسواق متجها الى اخرى عسى ان يجد ضالته، لكنه اضطر الى التوجه الى ثالثة ورابعة . عن سبب ذلك الاصرار بيّن: ذات يوم اشتريت احد الانواع المطروحة وما ان فتحتها حتى فاحت رائحة العطن والعفن منها. جربت نوعية اخرى فكان ذات الامر وثالثة كان ورقها ذا ملمس خشن. مضيفا: وبسبب التحذيرات الصحية التي اطلعت عليها في بعض المواقع الالكترونية والضرر نتيجة استخدام البعض منها.

آلاف السيارات الخاصة والعامة يقتني اصحابها انواعا عدة من المناديل الورقية ، بعضهم يقتنيها من باعة الاشارات الضوئية او اكشاك على مقربة من بعض الدوائر التي يراجعها المواطنون ، البعض من انواع المناديل مجهول المصدر والانتاج ولم يدون عليها اي شيء يشير الى جهة الانتاج وصلاحيته والمادة المصنوعة منها وغير ذلك. اخصائي الامراض الجلدية الدكتور بهاء سامي اكد: ان استخدام انواع من المناديل غير الخاضعة للمواصفات الصحية والصناعية يتسبب فى إصابة مستخدميها من الكبار والأطفال بعدد كبير من أمراض الحساسية. موضحا: أن هذه المناديل باتت لغزا يحير الأطباء الاختصاص بشأن انتشار أنواع جديدة من الحساسية المجهولة المصدر والتي يصعب تشخيصها. 

وشدد الدكتور سامي: أن الخطورة الأكبر تكمن فى استخدام هذه الأنواع من المناديل غير الآمنة مع الأطفال، مبينا: انها تصيبهم بحساسية الجلد والأنف وحساسية الجهاز التنفسى الأمر الذى يضطر معه الطبيب إلى إعطاء الطفل أدوية مضادة للهستامين تؤثر بدورها على كريات الدم البيضاء وتضعف الجهاز المناعى فى سن مبكرة. متابعا: بالتالي سيكونون عرضة للإصابة بأمراض خطيرة فى مراحل عمرية لاحقة.
العديد من المنازل والمخازن الصغيرة تحولت الى معامل انتاج وتغليف المناديل الورقية خارج الضوابط الصحية والصناعية خاصة في منطقة جميلة واطراف العاصمة . 
سجاد حسن ، صبي يبيع نوعية معينة من المناديل في تقاطع ملعب الشعب ذكر ان هناك سيارة متنقلة تاتيهم بشكل يومي توزع عليهم كميات معينة من علب المناديل لبيعها على التصريف بعد اخذ كفالة ضامنة من احد الاشخاص. مبينا: ان سعرها بحدود (500) دينار نقوم بييعها بـ(1000) دينار. عادا ذلك مكسبا ملائما له ويسد بعض احتياجات عائلته. 
على مقربة من تقاطع مخازن اللحوم والدجاج في جميلة ثمة سيارة نوع (كيا - حمل) صفَّ في حوضها عدد من (بالات) المناديل الورقية كما تسمى في السوق، كانت متجهة الى احدى المناطق. بعد الاستعلام من الشخص الذي برفقة السائق عن امكانية التعاقد معهم وشراء كمية من المناديل وكيفية الاستدلال الى المعمل والادراة. في البدء حاول التهرب من السؤال لكنه عاد وذكر انه مستعد لايصال اي كمية الى المكان المطلوب. مبينا: ان الاتفاق يتم معه او عبر الهاتف. وحين طلبت منه العنوان او اسم المعمل رسم لي خريطة لايفك شفرتها احد ..
مندوب احدى الشركات المعروفة بانتاج المناديل الورقية شكا من عدم وجود الرقابة على المنتوج ومتابعة الشركات المنتجة. مضيفا: ان بعض انواع المناديل يظهر فترة معينة ويختفي لكن الانتاج والنوعية تعود ذاتها لكن بإسم اخر. معللا ذلك ان البعض من المحتالين الصناعيين، على حد وصفه، يتلاعبون بالاسماء والانواع لعدم لفت انظار الجهات المعنية التي تحتاج الى (الفات نظر) وظيفي لتقاعسها عن اداء مهامها حسب وصفه. مشددا على ان هذه الجهات غالبا ما تبحث عن بعض النواقص الصغيرة في المعامل المستوفية الشروط الصحية والصناعية في محاولة ابتزاز اصحابها.
وعن الكيفية التي تدخل به هذه المناديل او المواد المستخدمة بصناعتها محليا يقول الصناعي ابراهيم كامل: ان بعض هذه المعامل المخالفة يكون مصدر صناعتها من مخلفات التقطيع للشركات والماركات المعروفة. مبينا: ان اعادة انتاج تلك المخلفات تحقق أرباحا جيدة بالنسبة للمعامل التي تقع في اطراف العاصمة عادة. مشيرا الى طريقة التغليف والتصميم التي تلفت النظر. مبديا اسفه على البعض ممن يقتنونها بسبب رخص سعرها قياسا الى الانواع الجديدة. 
واضاف الصناعي: كما تعد دول شرق آسيا مصدرا آخر لدخول تلك المناديل ان كانت مصنعة مسبقا ويتم تغليها في الداخل، او تلك التي تصل على شكل مواد اولية. مبينا: ان اغلبها يدخل في حاويات كبيرة مع مواد اخرى مستوردة من قبل شركة او تاجر.
بعض الاسواق والمحال التجارية تعلن عن وجود تخفيضات بالمناديل الورقية المبللة ان كانت معطرة او غير معطرة عن الضرر الصحي الذي يلحق بالمستهلك نتيجة استخدام تلك المناديل . يقول الدكتور حسين جواد ان عملية التعطير هذه تحمل العديد من المخاطر خاصة لو بقيت لفترة طويلة مغلفة وفي اماكن خزن جافة وحارة. موضحا: ان استخدمها قد يتسبب بالاصابة بالحساسية الخارجية كظهور الطفح الجلدي خاصة عند الاطفال حديثي الولادة. مشيرا الى تاثيرها ايضا علىى الجهاز التنفسي مايسبب مصاعب بالتنفس. موضحا: الامر ذاته ينطبق على بعض المناديل المعطرة بطرق بدائية.

 

محرر الموقع : 2016 - 08 - 08